الأحد، 17 نوفمبر 2019

مساومة قبلية تعقد مصير سودانيين مختطفين في ليبيا .. المجموعة المسلحة الليبية ترهن مصير الشباب السودانيين بقضية شقة شمبات الشهيرة



جلس إليهم : سراج النعيم
بعد مرور عام تقريباً عادت المجموعة الليبية المسلحة للمساومة بين السودانيين المحتجزين لديها، والمتهمين الليبيين الملقي عليهم القبض في جريمة قتل شقة (شمبات) الشهيرة، والتي أثارت قضيتها ردود فعل كبيرة لبشاعة الجرم المرتكب في حق الضحايا.
وجاء مقطع الفيديو الجديد صادماً إذ أنه أظهر الشباب السودانيين في موقف صعب جداً حيث أن الخاطفين يصوبون نحوهم السلاح مع التلويح بإطلاق الأعيرة النارية عليهم.
وقالت أسر الشباب المأسورين  جنوب ليبيا منذ عام تقريباً دون أن يجدوا حلا يفك أسرهم ويعيدهم إلى بلادهم، بعد أن ظل الشباب السودانيين يرزحون تحت رحمة من بيده السلاح.
 وقال محمد الأمين خال المحتجز محمد عبد الباقي مرجي البالغ من العمر (عشرون عاماً) : منذ بث مقاطع الفيديوهات التي تظهر أبنائنا المخطوفين لا ينقطع الزوار عن منزل أسرته بالجزيرة.
وأضاف : ابن اختي شد الرحال إلى ليبيا قبل عام من أجل تحسين أوضاعه وأوضاع أسرته الاقتصادية إذ أنه العائل الأوحد لأسرته المكونة من بنتين وخمسة أولاد، جميعهم يدرسون في مراحل دراسية مختلفة.
وأردف : بدأت قصة (محمد) مع ليبيا منذ اللحظة التي تكبد في إطارها المشاق، إذ أنه سافر إلى هناك عبر البر.
ومضي : عندما داهمت المجموعة المسلحة الليبية المكان الذي كان فيه ابن اختي (محمد) كان هو طريح الفراش مصاباً بالملاريا، وكان أن انتزعوا من يده محلولاً وريدياً كان يتلقاه، ومن ثم اقتادوه إلى مكان مجهول مع بقية الشباب السودانيين.
فيما طالب الشباب المأسورين جنوب ليبيا الفريق أول محمد حميدان حميدتي دقلو نائب رئيس المجلس السيادي، وقائد قوات الدعم السريع التدخل  السريع لكي يفك الخاطفين الليبيين إسرهم الذي مر عليه عاماً تقريباً، ومع هذا وذاك ناشد أهالى الضحايا السودانيين أسر ضحايا شقة (شمبات) الشهيرة بالعفو عن الجناة حتي تطلق المجموعة الليبية المسلحة أبناءكم السودانيين المحتجزين جنوب ليبيا منذ عام تقريباً.
وأبدي البعض تخوفهم من أن  ينفذ الخاطفين تهديدهم بتصفية الرهائن في حال تم تنفيذ الإعدام في المتهمين الليبيين المتورطين في جريمة قتل.
ووجه أهالى السودانيين الذين تم اختطافهم غرب مدينة (سبها) بليبيا نداء استغاثة إلى أسر ضحايا شقة (شمبات) الشهيرة بالاستجابة إلى العفو عن الجناة الليبين حتي يتم إطلاق سراح ابناءهم الذين ظلوا في الاحتجاز منذ عام تقريباً، خاصة وأنهم يعيشون أوضاعاً سيئة ومذرية على خلفية مشاهدتهم للمخطوفين عبر مقاطع الفيديوهات التي درجت المجموعة الليبية المسلحة على بثها ما بين الفينة والاخرى لممارسة المزيد من الضغوطات، والتي على إثرها لم يتلقوا اية تطمينات على ابناءهم أو تمكنهم من التواصل مع المجموعة الليبية المسلحة، مما قادهم إلى أن يركنوا لحالة يرثي لها، لذا ناشدوا أسر الضحايا السودانيين الذين قتلوا داخل شقة شمبات الشهيرة.
بينما أظهرت سلسلة مقاطع فيديوهات قصيرة المجموعة الليبية المسلحة، وهي تظهر الشباب السودانيين مكبلين بالسلاسل والأغلال الحديدية، مما جعل حركتهم محدودة من مكان إلى آخر، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على أن المجموعة الليبية المسلحة منظمة تنظيماً دقيقاً ويتضح ذلك بجلاء من خلال إنتاجها فيديوهات بحرفية وتقنية عالية جداً، ومن ثم يتم بثها عبر (الفيس بوك) لممارسة ضغوطات علي أسر الضحايا الذين أطلقوا صرخات استغاثة إلى الحكومة والشعب السوداني وخصوا بها أهلهم في ولاية الجزيرة التي ينحدرون منها.
وأوضحت مقاطع الفيديوهات الشباب السودانيين الذين تم اسرهم في ظروف غامضة بعد أن اضطرتهم الأوضاع المعيشية في بلادهم للبحث عن عمل يكفلون من خلاله عوائلهم المغلوب على أمرها.
وفي ذات الإطار قالوا : بدأت قصة الاختطاف عندما جاء مواطناً ليبيا من مدينة (الكفرة) إلى مناجم الذهب بمنطقة (كلمنجة)، ووجه سؤالاً إلى من يعملون في تلك المنطقة، هل هنالك أي سوداني تربطه صلة بأي مسؤولين في الحكومة السودانية حتي يساعدني في إطلاق سراح نجلي (محمود) الذى يواجه تهمة القتل العمد في الخرطوم، وذلك على خلفية اتهامه بإرتكاب جريمة قتل بشعة شهدتها شقة تقع في منطقة (شمبات) الواقعة شمال مدينة الخرطوم بحري، وتصل التهمة الموجهة إليه حد الاعدام شنقاً حتي الموت، وهو الآن مودع في أحد السجون السودانية، إلا أن والد المتهم الليبي (محمود) وجد شباباً سودانيين بسطاء يتخذون التجارة، والتنقيب عن الذهب عشوائياً عملاً لهم.
وأضافوا : نفس الليبي الذي يبدو عليه أنه ينتمي إلى قبائل (التبو) توجه في اليوم التالي مباشرة إلى مكان إقامة السودانيين، واصطحب معه شاباً سودانياً إلى جهة مجهولة، ومر علي اقتياد ذلك الشاب السوداني أسبوعاً من تاريخه ثم جاء بعد ذلك ترافقة مجموعة ليبية مدججة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ليتم اختطاف شباباً سودانيين آخرين.
وبالانتقال إلى قصة الشاب المخطوف محمد عبدالباقي نجد أنه شد الرحال إلي مناطق التعدين عن الذهب بالحدود الليبية قبل أن يبلغ من العمر عشرين عاماً، وهو يعتبر أكبر أشقائه والعائل الأوحد لأسرته المكونة من (١٠) أشخاص، هاجر بحثاً عن سبل حياة معيشية كريمة، وذلك في ظل ظروف اقتصادية قاهرة تمر بها البلاد منذ سنوات وسنوات، ويدرس في تلك الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد أشقائه في مراحل تعليمية مختلفة.
ومضت أسرته  : (محمد) منذ صغره كان مهموماً بالأوضاع الاقتصادية لأسرته حيث عمل في مجال بيع (الصحف) السودانية بالخرطوم ثم عمل سائقاً لـ(ركشة) إلا أن هذه المهن لم تكن تسد العجز المالي لأسرته مما حدا به أن يهاجر إلى ليبيا، رغماً عن علمه التام بخطورة الأقدام على هذه الخطوة خاصة وأن ليبيا تشهد أوضاعاً أمنية غير مستقرة، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي) إلا أن البحث عن الحل لم يترك له فرصة التفكير في خطورة المكان، وما يمكن أن يوول إليه مصيره في المستقبل، فليس أمامه حلاً غير أن يبحث عن طوق للنجاة من (الفقر).
والتحق (محمد) بأبناء منطقته الذين ينقبون عن الذهب في منجم (كلمنجة) الواقع على الحدود المثلثة ليبيا وتشاد والنيجر، إذ بدأ مشوار الأغتراب بالعمل في أحد المحلات التجارية الخاصة ببيع الأزياء الرجالية، وما بين الفينة والآخري يتسلل إلى منطقة (الكفرة) الليبية لإحضار بعض البضائع، وكان (محمد) قد أطل على مشهد الرأي العام برفقة (8) من الشباب الذين تعود جذورهم لولاية الجزيرة وسط السودان، وهم مقيدين بالسلاسل والأغلال الحديدية، ويظهر خلفهم أفراد من المجموعة الليبية المسلحة بالبزات العسكرية، ويحملون في ذات الوقت أسلحة (خفيفة) و(ثقيلة).
إما الشاب المحتجز سيف الدين محمد بدوي، فهو يعتبر الابن الوحيد في أسرته، إذ أنه سافر إلى ليبيا باحثاً عن أوضاع اقتصادية أفضل تسهل لشقيقاته الأناث مواصلة دراستهن، إلا أنه لم يكن يدري أن مصيره سيكون مبنياً على المجهول، ويقع ضحية للمجموعة الليبية المسلحة.
وفي هذا الجانب ناشد أهالي الضحايا أسر ضحايا شقة (شمبات) التي شهدت أبشع جريمة قتل تمر على مدينة الخرطوم، مؤكدين بأن أبنائهم ليس لهم ذنباً فيما جري، فهم جميعاً أجبرتهم الظروف الاقتصادية على السفر إلى ليبيا بعد أن كانوا يعملون في بعض المهن البسيطة في السودان، وذلك من أجل مساعدة أسرهم والتكفل بنفقات تعليم أشقائهم.
من جانبها حرصت المجموعة الليبية المسلحة على تصوير الرهائن السودانيين في مقاطع فيديوهات أثناء تعذيبهم في منطقة صحراوية قاحلة مع حراسة مشددة من قبل بعض المسلحين، ثم منحوا كل شاباً من أولئك الشباب فرصة لمناشدة الحكومة السودانية من أجل الاسراع بفك اسرهم، وظلوا في كل مقطع فيديو من الفيديوهات التي يبثونها يتيحون للضحايا فرصة التعريف بأسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها، ويلقون باللائمة على قنصل السودان بالعاصمة الليبية (طرابلس) أبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لعدم الاستجابة لاتصالاتهم به، علماً بأن المجموعة الليبية المسلحة لم تطلب (فدية) نظير إطلاق سراح المعتقلين السودانيين الذين ظلوا يتعرضون للتعذيب والضرب، فضلاً عن إجبارهم على الركض في الكثبان الرملية، مع إطلاق أعيرة نارية في الهواء، وهكذا هي مقاطع الفيديوهات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم يعيشون أوضاعاً إنسانية (حرجة)، وتوضح أن المحتجزين لدي المجموعة الليبية المسلحة ثمانية سودانيين تم أسرهم كرهائن من قبل قبائل (التبو) جنوب ليبيا، وهم لا يطلبون مقابل إخلاء سبيلهم (فدية) مالية، إنما يرغبون في التفاوض مع مسؤول سوداني رفيع في قضية مجزرة شقة (شمبات) الشهيرة المتهم فيها (محمود) الليبي الذي ينتمي إلى تلك العشيرة، التي تساوم مقابل إخلاء سبيل السودانيين بإطلاق سراح الليبيين المتهمين في قضية شقة (شمبات) السبب الرئيسي وراء اختطاف الشباب السودانيين.
في سياق البحث عن الأسباب التي أدت إلى اختطاف الشباب السودانيين كتب الليبي عبدالحكم بلقاسم منشوراً عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يبعث من خلاله برسالة إلى قاضي المحكمة السودانية التي تنظر في قضية شقة (شمبات) الشهيرة مشيراً إلى محاكمة الليبي (محمود أوشي)، والذي يواجه الاتهام بالإعدام شنقاً حتي الموت في قضية شقة (شمبات) التي راح ضحيتها سودانيين بصورة أقل ما توصف به أنها بشعة جداً، وقد هزت الرأي العام السوداني على أساس أنها من الجرائم الدخيلة على المجتمع السوداني، والذي لم يألفها قبلاً، وبالتالي أشار الشخص الذي يبدو أنه ليبي إلى أنه من عائلة المتهم (محمود أوشي)، مؤكداً أنه ينتمي لقبائل (التبو) عشيرة (أوشي).
وأضاف : إن المجموعة الليبية المسلحة المعتقلة للسودانيين الثمانية ترغب في إبرام إتفاق يقضي بتبادل السودانيين المحتجزين نظير المتهمين الليبيين الذين تعود جذورهم إلى جنوب ليبيا.
وجزم شاهد عيان بأن الخاطفين من إحدى القبائل الليبية واسعة النفوذ في منطقة المنجم، وهم لا يريدون فدية مالية، لكنهم - بحسب أقرباء للخاطفين- يعتزمون مساومة الرهائن بأحد أبنائهم الموقوف في جريمة قتل اهتزت لها الخرطوم قبل أشهر وراح ضحيتها اثنان من تجار العملة، عبر قتلهم وتقطيع أوصالهم.


سراج النعيم يكتب : الأخطاء في نظره جريمه


مما لا شك فيه، فإن أي علاقة إنسانية بين شخصين تشوبها بعض الشوائب بسبب تدخلات طرف ثالث في إطارها دون سابق إنذار، وهذا الشخص الثالث وفي كثير من الأحيان يبدأ في الايقاع بين الشخصين الناجحين بـ(النميمة) و(القوالات)، هكذا يمارس فعله المشين لغرض في نفسه وهو في الغالب يعود إلى  إشكاليات نفسية متراكمة، وبالتالي دائماً ما يكون ذلك الشخص في غاية الانزعاج كون أنه شاهد علاقة ناجحة في المحيط الأسري أو العمل أو المجتمع، فمثلها تشعره بـ(الفشل) الذي سيطر على حياته عموماً، لذلك يكون حريصاً على إظهار (عيوب) من يدور في فلكهم دون مراعاة لما يسفر عنه نهجه السالب، والذي لا يدع مجالاً لمن يستهدفهم للالتزام بعوامل النجاح، هكذا يمارس فعله (القبيح) في كل حركاته وسكناته، ورغماً عن أنه واضحاً فيما يهدف له إلا أن البعض ينجرفون وراء تياره دون وعي، وكأنهم لا يعلمون أن أى علاقة ناجحة يجب أن لا تسمح لأي طرف ثالث بالتدخل، فالعلاقات الإنسانية قائمة أصلاً على الاتفاق والاختلاف الذي يحدث ما بين الفينة والآخري، وهي دائماً ما تكون في نطاق محدود جداً إلا أن الطرف الثالث يعمد إلى توسيعها، لأنه يسعي في ظلها سعياً حثيثاً لعدم استمرارها، مما يتطلب من الطرفين الناجحين عدم الانصات له أو منحه مساحات يتحرك في إطارها في حياتهم نسبة إلى أنه لن يتركهم يهنئون بالنجاح، فضلاً عن أنه يفعل مقدرته في هز الثقة بالنفس لإفشال تلك العلاقات، لذا يجب عدم الركون له ولأفكاره (الهدامة)، وهي تدعو صراحة للخنوع الذي يضيق خناق التفكير في تقييم التجربة الإيجابية من أجل تجاوز السلبيات.
إن الطرف الثالث (الدخيل) يعمل على هز الثقة بين الشخصين الناجحين من خلال تشجيعهما على إنكار نقاط القوة والضعف، و هذه النقاط تحديداً تكون مدخلاً له، خاصة وأنه يعتقد اعتقاداً جازماً بإنه إنساناً ذكياً، إلا أنه في الحقيقة إنساناً (ساذجاً) بكل ما تحمل الكلمة من معني، وهذا يعود إلى أن نطاق معرفته محكوماً بـ(الفشل) الذي أدمن التوسع فيه، بالمقابل هذا النطاق المحدود يضيق للنجاح، لذا عليه أن يكون متنبهاً لما يمكن أن يسفر عنه تفكيره السالب من إشكاليات نفسية في المستقبل، فالحاضر بالنسبة للناس كشف لهم أنه مجرد إنساناً منتفخاً بـ(الفتنة)، والتفريق بين الأشخاص الناجحين في علاقاتهم الإنسانية، وبالتالي هو لا يعرف حدوده في التعامل معها من قريب أو بعيد، لذلك يعمل جاهداً على إفشالها لإرضاء الفشل المتجذر في دواخله، وتأكيداً لذاته المريضة، فهو بلا شك إنسان (فاشل) إلا أنه رغماً عن فشله يصور نفسه (وهماً) أنه (ناجح)، وهذه واحدة من عيوبه التي لا يستطيع أن يتجاوزها، ولا يستطيع إنكارها مهما حاول، لذا من الأفضل له أن يختار تفريغ طاقته السالبة فيما يفيد الناس بدلاً من الأذي الذى يمارسه منذ سنوات ناسياً المرض والموت، وأن يترك العلاقات الناجحة تسير في طريقها دون أن يضع لها المتاريس.
ومن هنا يجب أن يدرك الطرفين جيداً أن الأخطاء في الحياة عامة جزء من تكوين البشرية، وهي ليس سبباً للفشل طالما أن الخطأ قابلاً للتصحيح، وخير الذين يخطئون من يعترفون بالخطأ الذى يعمدون إلى تصحيحه فيما بعد ، لذا أكرر أن أى علاقة بين شخصين يسودها الإتفاق، ومن ثم يحدث الإختلاف، إلا أنه وفي الغالب الاعم نجد أن الكثير من العلاقات الإنسانية الناجحة تشهد كثيراً من الخلافات، وتتطور إلى مرحلة سيئة في حال أججها ذلك طرف ثالث ولو لم يكن مرغوباً فيه، ومثله أقل ما يوصف به هو أنه إنساناً (حشرياً)، لذا حري بالأشخاص الناجحين عدم إفساح المجال لأمثال هؤلاء لتعكير صفو حياتهم ، وأن لا يركزوا مع ما يبثونه من سموم ستؤدي في نهاية المطاف إلى أحداث هوة عميقة لا يمكن ردمها، مما يجعل العلاقة متوترة وفاترة بين الطرفين اللذين استجابا لذلك الشخص الذى درج على أن يتطاول على الناس تطاولاً مؤذياً، وهو قطعاً سيقوده أن طال الزمن أو قصر إلى التهلكة، وستجد ذلك ظاهراً في حياته مع مرور الأيام.
بالمقابل لا أتوقع من ذلك الشخص الذي يعمل على إفشال العلاقات الإنسانية للتراجع عما هو يرمي إليه، لأن الأمر أصبح عنده عادة يمارسها بشكل يومي، لأنه في الأصل تربي على الاهتمام بصغائر الأمور ولا يستطيع أن يحسن من سلوكياته المؤذية للآخرين، إذ أنه درج على ممارسة الأفعال السالبة المنافية لما هو طبيعي، ولا سيما فإنها ترتكز على إفشال العلاقات الإنسانية الناجحة من خلال تضخيم كل الأمور، والزعم أن الخطيئة مهما كانت صغيرة جريمة مقصودة.

بعد أن نزعتها منه رئاسة الجمهورية .. عائد من الاغتراب يخوض أطول قضية ضد نظام البشير في (قطعة أرض)






كشف العم أحمد حسين حسين البنا، البالغ من (66) عاماً، العائد من الاغتراب بعد سنوات تفاصيل مثيرة حول أطول قضية ضد نظام حكم الرئيس المخلوع عمر البشير في قطعة أرض.
وقال : من حقي الطبيعي وفقاً للدستور والقانون أن أمتلك قطعة أرض، ومن حقي التنقل في كل إرجاء السودان، ما قادني إلى هذه المقدمة، هو إنني اشتريت قطعة أرض في العام ١٩٨٤م من مواطن يدعي (خضر زين العابدين) بالخرطوم وبعد إكمال المبايعة سلمني شهادة البحث وكتب عليها قيمة قطعة الأرض، وهي إلى الآن مسجلة بأسمي في سجلات أراضي الخرطوم الزراعية، وبعد ذلك شددت الرحال إلى السعودية، وعندما عدت منها طلب مني مقابلة وكيل نيابة الأراضي وكان أن فعلت، وفي التحري سئلت أين كنت في الفترة الماضية، فأكدت إنني كنت في السعودية فقالوا : يجب أن تحضر ما يثبت أنك كنت في المملكة العربية، فما كان مني إلا و أحضرت لهم جواز سفري، وبعد الإطلاع عليه قالوا : إن هذه الأراضي فيها تزوير، وإذا ثبت ذلك فإننا سوف نلقي عليك القبض، فرديت عليه قائلاً : جدا، وكان أن ذهب إلى سجلات الأراضي، وراجع القطعة فوجدها مسجلة بأسمي، وتم على خلفية ذلك تجديد شهادة البحث، وعليه منحت خطاب إلى مدير الأراضي يشير إلى أنني أملك ثمن فدان في منطقة الجريف، لذا يجب تسليمه لي، وبالرغم من الإجراءات القانونية إلا إنني لم استلمها منذ ثمانية سنوات، مما حدا بي اللجوء إلى السلطة العدلية التي منحني في إطارها النائب العام إذناً بأن اقاضي مصلحة الأراضي، وكان أن رفعت عريضة الدعوي للسلطات المختصة، وقد حكمت المحكمة لصالحي، وخيرة مصلحة الأراضي إما أن تمنحني قطعة أرض، وإما أن أعطي قيمة القطعة المعنية بسعر المتر في السوق، فلم تنفذ القرار القضائي، مؤكدة أن رئاسة جمهورية الرئيس المخلوع عمر البشير نزعت قطعة أرضي بمنطقة الجريف غرب، وخيرتني بين خطة اسكانية أو إعطائي قطعة أرض آخري أو تعويضي مالياً بقيمة سعر المتر في سوق الأراضي، إلا أن مصلحة الأراضي استئانفت قرار محكمة الموضوع لدي محكمة الاستئنافات، فما كان منها إلا وأيدت قرار المحكمة الابتدائية، ورغماً عن ذلك لم ينفذ الحكم، علماً بأن القطعة نزعها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لمصالح شخصية لا تستمد بصلة للمصلحة العامة، فإذا كان نزعت للصالح العام كنت تنازلت عنها بطوعي واختياري، فأنا ظلمت ظلم الحسن والحسين، إذ أن النظام البائد نزع قطعة أرضي، وأعطاها لشخص آخر لا أعرف من هو.
وماذا بعد ذلك؟
ذهبت إلى وزارة التخطيط العمراني لمقابلة الوزير، والذي بدوره طردني من مكتبه، وقال : أخرج من مكتبي، فأنت ليس لديك أي حق بطرفنا، فقلت له : انا لدي شهادة بحث تثبت ملكيتي لقطعة الأرض، بالإضافة إلى قرار المحكمة.
هل استسلمت بعد أن طردك الوزير من مكتبه؟
لا لم أستسلم، بل ذهبت إلى ديوان المظالم الذي نصحني باستلام استحقاقي.
فيما تشير الوقائع إلى أن قطعة الأرض نزعت بقرار جمهوري وفق المادة (5) من قانون نزع ملكية الأراضي لسنة 1930م، والتي تقرأ (إذا قرر رئيس الجمهورية مباشرة السلطات المخولة له بموجب أحكام هذا القانون لنزع الأرض لغرض عام يصدر إعلاناً بتوقعيه في ذلك المعني)، ولكن نفس القانون حدد الجهات التي تتولي اجراءات التعويض، وتشكيل لجنة التحكيم واستئناف قرارات اللجنة، والأسس التي تأخذ بها في التعويض، كل ذلك في المواد 13 وما بعدها من قانون نزع ملكية الأراضي لسنة 1930م، ولا تحدد هذه الأسس في الأمر الجمهوري نفسه، وقد نصت المادة (19) من القانون على قواعد التقدير (القيمة السوقية للأرض عند منح التعويض أي المبلغ الذي يمكن أن يتوقع أن تحققه الأرض إذا باعها بائع راغب في البيع في سوق مفتوحة) أي أن قيمة الأرض تكون بالقيمة السوقية أي سعرها إذا عرضت للبيع يوم العرض عدد تقدير للتعويض.



فنان الثورة السودانية يلوح بمقاضاة قناة (الجزيرة) القطرية بسبب العطبراوي


جلس إليه : سراج النعيم

 هدد الفنان الشاب أحمد النيل احمد قناة الجزيرة الفضائية باتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها بسبب بثها أغنية (أنا لست رعديداً) للعطبراوي بصوته دون الإشارة لأصحاب الحقوق الأصيلة، والشئ الثاني هو أن القناة لم تأخذ منه الإذن المسبق لبث الأغنية عبر شاشهتها، ومن ثم رفع الأغنية عبر موقع (اليوتيوب)، مؤكداً أنه عندما غناها كانت المسالة مرتبطة بمشاركته في الثورة الشبابية الشعبية السودانية، وهو شخصياً لم يقم بتسجيلها ونشرها، بل تفاجأ بها مبثوثه عبر قناة الجزيرة القطرية، ومن ثم على نطاق واسع عبر وسائل الميديا الحديثة (اليوتيوب)، (الواتساب) و(الفيس بوك)، وبالتالي حظيت الأغنية بانتشار واسع قاد الكثير من الثوار الشباب أن يطلقوا عليه لقب فنان الثورة.
ما الذي تنوي فعله فيما ارتكبته قناة الجزيرة القطرية في حق العملاقين العطبراوي ومحي الدين فارس؟
ما حدث بالضبط هو إنني غنيت الأغنية بغرض دعم الثورة الشبابية، والتي كنت جزءاً منها إلى أن أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وبما أن الأغنية حظيت بالقبول بصوتي قامت قناة الجزيرة الفضائية ببثها على أساس أنها الأغنية الأكثر تداولاً عبر السوشيال ميديا، إلا أن القناة ارتكبت خطأ فادحاً إذ أنها نسبت إلىّ الأغنية، متجاوزة بذلك أصحاب الحقوق الأصيلة، مما أدخلني ذلك في حرج شديد، لذا أردت أن أوضح اللبس الذي حدث فلا ذنب لى فيه من قريب أو بعيد، فلا يمكن أن أدعي أن أغنية بهذه الضخامة من إنتاجي، فأنا مجرد نقطة في بحر العطبراوي العميق، لذا أطالب وبشدة قناة (الجزيرة) تصحيح الخطأ الكبير الذي وقعت فيه، وفي حال أنها لم تفعل، فإنني مضطر إلى اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها حفاظاً على الحقوق الأدبية للعملاقين حسن خليفة العطبراوي ومحي الدين فارس.
هل قناة الجزيرة كتبت اسمك على الأغنية دون الإشارة إلى شاعرها محي الدين فارس وفنانها العطبراوي؟
نعم وهو الأمر الذي أغضبني جداً من قناة (الجزيرة) الفضائية، فالأغنية ليست خاصتي، بل هي للعملاق العطبراوي الذي سطر اسمه في تاريخ السودان بأحرف من نور، وأنا مجرد مؤدي للأغنية التي نسبتها لي القناة.
هل هنالك اتجاه لمقاضاة قناة الجزيرة؟
سوف أنتظر إدارة قناة (الجزيرة) للاعتذار عن الخطأ، وإعادة بث الأغنية مع حفظ الحقوق الأدبية للشاعر محي الدين فارس والفنان الكبير حسن خليفة العطبراوي، وأن يرسلوا أعتذاراً مكتوباً لأسرتي الشاعر محي الدين فارس والفنان حسن خليفة العطبراوي، فهما أصحاب الحقوق الأصيلة، وإذا لم تستجيب القناة لهذين الشرطين، فإنني ودون أدني شك مضطراً إلى وضع القضية على منضدة السلطات العدلية وفقاً لقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة.
ما ارتباطك بمدينة (عطبرة) رمز الثورة الشعبية السودانية؟
أنا لست من مدينة (عطبرة) ولكن أحبها لأنها لعبت دوراً ريادياً في نضال الشعب السوداني، والذي ظلت تدعوه للتحرر منذ الاستعمار البريطاني الذي وقفت في وجهه، ودعمها العطبراوي بأغنياته النضالية الخالدة في الوجدان، ولعلك تابعت دخول (قطار عطبرة) لساحة الاعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم، وهو القطار الذي حسم نقاط الخلاف الدائرة بين الأطراف السودانية، لذا كنت حريصاً على أن أغني هذه الأغنية في هذا التوقيت تعبيراً عما يجيش في دواخل كل سوداني، وعندما اتجهت على هذا النحو، فإنني فعلت كما فعل سائر السودانيين الذين ثاروا ثورتهم المجيدة ضد النظام (البائد)، وبما إنني أحب مدينة (عطبرة) جداً كنت حاضراً في اعتصام الثوار الشباب أمام القيادة العامة بالخرطوم.
وماذا؟
منذ صغري وأنا متأثر جداً بالعطبراوي، وما انتجه من أغاني تدعو للتحرر من القيود اللا إنسانية، ورفع الظلم عن البشرية، وأنا أعتبره الأب الروحي لي في هذا المجال الذي اختارتني له موهبتي.
أين كنت قبل أن تبث لك قناة الجزيرة مشاركتك لأغنية العطبراوي؟
موجوداً في الساحة الغنائية إلا إنني كنت أعتقد أن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير حصر الإعلام في نطاق ضيق جداً، وبالتالي لم تكن هنالك مساحات لكي أطل من خلالها على المتلقي، فهي كانت ترتكز على العلاقات الشخصية دون توزيع الفرص بعدالة، مما أدى إلى ظهور بعض الفنانين بشكل مكثف، وكأن حواء لم تنجب خلافهم، وهذا أن دل على شئ، فإنما يدل على أن (فساد) النظام السابق طال كل مؤسسات الدولة العميقة، وعليه أتمني من الحكومة الانتقالية الالتفات إلى الأجهزة الإعلامية وأحداث ثورة التغيير فيها، فهي كسائر المؤسسات عانت ما عانت.
هل كنت تتوقع أن تحدث لك أغنية العطبراوي كل هذه الضجة، وتجعلك فنان الثورة الأول؟
لا لم أكن أضع في حساباتي ذلك، لأنني حينما غنيت الأغنية غنيتها بإحساس الفنان الثائر على نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بالإضافة إلى انني أصلاً معجباً بأغنيات العطبراوي.
هل تعتقد أن هنالك فنانين ساهموا في الثورة الشعبية السودانية؟
بكل تأكيد هنالك من لعبواً دوراً كبيراً في انزال شعاراتها على أرض الواقع، وهذا الدور مشهوداً من خلال المشاركة ببث الأغاني عبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن ثم الغناء من خلال مسارح ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم إلا انني كنت محظوظاً كون انني رددت أغنية للعطبراوي،  بالإضافة إلى انني شاركت في مواكب الثورة منذ انطلاقتها الأولي.
ما الرسالة التي توجهها للأجهزة الإعلامية
أرجو أن تطبق شعارات الثورة الشبابية السودانية (عدالة، سلام وحرية) حتى يكون التغيير الذي حدث تغييراً حقيقياً وملموساً على أرض الواقع.
هل سبق لك الإطلالة عبر الأجهزة الإعلامية السودانية؟
تمت استضافتي عبر قناة النيل الأزرق، والفضائية السودانية وبعض إذاعات (الاف ام).
هل لديك أعمال غنائية خاصة بك ومن هم شعرائها؟
نعم لدي عدد من الأغاني الخاصة للشعراء أحمد البلال فضل المولي ومنتصر العاقب وبشير على الحاج والدكتور عوض إبراهيم عوض وآخرين.


azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...