الأحد، 31 مارس 2019

سراج النعيم يكتب : بعد عام من رحيله المر الدهب (صلاح) لا يصدأ

.............................
ها أنا أكتب بحبر القلم، بل أكتب بدماء القلوب، فعذراً أستاذي وصديقي وأخي (صلاح دهب) إن ظهرت بعض الجراح على السطور، لذا ‫سأصمت، نعم سأصمت، لأن الزمان لم يعد كما كان، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، خاصة حينما نشعر بأن ما نسطره بصدق لا يصل، وأن أحلامنا ما عادت تتسع للمكان والزمان، ربما هي واحدة من الأشياء التي جعلتك ترحل بصمت، تاركاً لنا مسافات من الألم والحزن، وبالتالي من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من حزن تتقاذفه الهواجس والأفكار خاصة حينما يرحل إنسان عزيز، هكذا مر علي رحيلك عاماً، إلا أنه رحيلاً جسدياً لا أكثر من ذلك فأنت باق في دواخلنا بنقاء سريرتك وإنسانيتك وخلقك الرفيع وأدبك الجم وكرمك الفياض، هكذا أنت تحمل في معيتك كل صفات النبل، لذا تجدنا لفراقك لمحزونون، فهو كان فراقاً أشد قسوةً وإيلاماً، فراقاً لم يستأذن فيه أحداً، لذلك خلفت حزناً عميقاً، حزناً تمزقنا في ظله من الألم والحزن.
لماذا قررت الرحيل إلى طريق بلاعودة وتركتنا للآهات وزفرات القلب والتي في حضورك لم تكن تعرف طريقها إلينا طالما أن مشاعرك الإنسانية متدفقة نحونا، ها أنا ألملم أحاسيسي التي تبعثرت بالقرب من قبرك، وسأكتب علي شاهده : (هذا الرجل تضرعوا له بالدعاء، فإنه كان إنساناً صالحاً ومتصالحاً مع نفسه والآخرين)، رغماً عن أن الظروف تضطرهم للاستسلام، خاصة حينما يكون الرحيل في صمت ودون عودة، هكذا نتألم ونحزن غاية الحزن وذلك من واقع صعوبة الموقف إلا أن أنسانية (الدهب صلاح) سيزيدنا قوة ودافعاً للإستمرار في الخط الإنساني الذي علمنا له علي مدي سنوات وسنوات.
يبدو اننا نكتشف أن المكان ليس مكاننا، وأن الإحساس ليس إحساسنا، وأن الأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، لذا قد تكون أسباب الرحيل أقوي من إرادة الإنسان ولكل رحيل ألم، حزن، جراح ومرارات نتبع فيها ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ لا يحبذها الكثير لارتباطها بالوداع للمجتمع، الأسرة، الأهل، الأصدقاء والزملاء، وخلال ذلك الإرتباط تنشأ أحاسيس، مشاعر إنسانية نبيلة ثم تكبر تدريجياً وتتعمق في الدواخل يوماً تلو الآخر، لذلك يتحاشي كل إنسان هذه اللحظات بالرغم من أن الرحيل أصبح رحيلاً حتمياً خاصة وأنه قائم علي فلسفة الإبتعاد، وعندما يصبح حقيقة ماثلة فإن الإنسان يحاول جاهداً إنكاره.
من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من حزن تتقاذفه الهواجس والأفكار خاصة حينما يرحل إنسان عزيز، هكذا تلقيت نبأ رحيل أستاذي وصديقي وأخي الذي لم تنجبه أمي (صلاح دهب) أو كما يحلو لي منادته الدهب (صلاح) الذي رحل عنا جسداً إلا أنه باق في دواخلنا بنقاء سريرته وإنسانيته وخلقه الرفيع وأدبه الجم وكرمه الفياض، أي أنه كان يحمل في معيته كل صفات النبل، مما ميزه عن الكثيرين، نعم فارقنا وكم لفراقه لمحزونون لأنه فراقاً أشد قسوةً وإيلاماً، فراق لم يستأذن في إطاره أحداً الأمر الذي جعله يخلف حزناً عميقاً تمزقوا في ظله من الألم بالرغم من أنه وفي كثير من الأحيان تكون أسباب الرحيل أقوي من إرادة الإنسان ولكل رحيل ألم، حزن، جراح ومرارات نتبع فيها ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ لا يحبذها الكثير لارتباطها بالوداع للمجتمع، الأسرة، الأهل، الأصدقاء والزملاء، وخلال ذلك الإرتباط تنشأ أحاسيس، مشاعر إنسانية نبيلة ثم تكبر تدريجياً وتتعمق في الدواخل يوماً تلو الآخر، لذلك يتحاشي كل إنسان هذه اللحظات بالرغم من أن الرحيل أصبح رحيلاً حتمياً خاصة وأنه قائم علي فلسفة الإبتعاد، وعندما يصبح حقيقة ماثلة فإن الإنسان يحاول جاهداً إنكاره.
حقيقة عندما فكرت في رحيل الدهب (صلاح) أدركت أن لكل منا رحيل ووداع، وأدركت صعوبة التفكير في الرحيل المرتبط بالحياة، ومع هذا وذاك هنالك إحساس محكوم بإعلان وقت الرحيل الذي تبدأ معه مرحلة جديدة نحاول من خلالها النسيان الذي هو في حد ذاته يطرح أسئلة حول البقاء في الحياة، فالحياة لحظة نعيشها بحلوها ومرها ثم نرحل الرحيل النهائي الذي هو في غاية الصعوبة لأنه خارج عن الإرادة، وعليه يجب أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ومع الله سبحانه وتعالي قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين.
كلما تذكرت تلك اللحظات أجد نفسي اختزل أيام، شهور وسنوات من الذكريات الجميلة مع أستاذي وصديقي العزيز صلاح دهب الذي كان يعمد علي إخفاء ما يحس به لإسعاد من هم حوله ويتعامل مع تلك اللحظات بعكس ما يجيش بدواخله التي كنت أعلم أنها تتقطر ألماً وتنزف دماً إلا أنه يصبر ويصبر بالحكمة والبصيرة والتوهج الروحي، وعندما يحدث رحيل إنسان في قامة (صلاح دهب) فإن الأجواء تكون مفعمة بالألم والحزن ومهما حاولنا اخفاء ذلك لن نستطيع لأننا سوف نجد أنفسنا محاصرين بقوة خفية تدفعنا دفعاً لممارسة هذا الفعل فالإنسان بطبعه يكره الفراق الذي يجعله ممزقاً من العذاب، وأي عذاب هو بلا شك تصاحبه الذكريات وتفاصيل مؤلمة تفرض علي الإنسان حياة وأحاسيس ومشاعر لا تكون له فيها إرادة، ولكن ماذا حينما يرحل؟ الإجابة إننا سنرحل عاجلاً أو آجلاً، نعم سنرحل بوداع أو بدون وداع سنرحل، وفي القلب حسرة ومرارات، وأن كنا نحاول دائماً استجماع كثير من الأحاسيس والمشاعر المتدفقة لطرحها علي من يحب إلا أننا نجد في الصمت ملاذاً.
إن كل رحيل يخفي بين طياته الكثير من الحزن الممزوج بالألم والعبرات المخيفة بالجراح، وبالرغم من أننا نحاول التصدي له إلا أنه أقوى منا بكثير، فنجد أنفسنا منقادين إلي سهر الليالي وبث شكوي آلمنا وفراقنا ووحشتنا، هكذا نغيب في تلك العوالم بحثاً عن التخفيف ولا نأبه بدموعنا عندما يرخي الليل ستوره وندعها تتساقط، فإنه وأخيراً أصبح كل منا وحيداً يسامر أربعة جدران يرمي لها بكل همومه وآلامه وأحزانه وجراحه ومراراته ومع ذلك نحرض علي ذهاب الإنسان للبحر ليرمي بكل ما يحس به من ألم في قاع البحر الذي لا قرار له نعم أنه بحر الرحيل الذي تبحر فيه سفنه لترسو به في شواطىء بعيدة يتنازعه من خلالها إحساس غريب وعجيب إحساس يدفعه إلي أن يغرس لحظة رجاء وأمل يمعن معها في التفكير عميقاً فيما آل إليه بعد رحيل هذا الإنسان العزيز، وفي لجة ذلك التفكير يجمع من حوله ظلال الأيام والشهور والسنوات المصحوبة بالألم والجراح والحزن والوحشة، هكذا يقلب صفحات الماضي المكتوب في دفاتر مليئة بالأوراق وأي أوراق هي سوي أوراق عمر يتساقط ويتساقط كأوراق الأشجار حينما تهزها الرياح فيبدأ في عتاب نفسه وإعادة ذكرياته المتصلة بالماضي وأن كان الحاضر يكشر له في أنيابه، فلا يخرج من دوامة التفكير والبحث في ظل ذلك عن أشياء ضائعة، هكذا يعيش الإنسان الماضي الذي يرافق الحاضر في حله وترحاله إلا أنه يكون مشدوداً نحو الماضي أكثر من الحاضر وأي ماضي هو غير ماضي موحش بذكرياته.

الخميس، 28 مارس 2019

سراج النعيم يكتب : ثقافة العمل الإنساني

........................
يحتاج العمل التطوعي الخيري الإنساني فى البلاد لأن يكون فاعلاً فى ظل الأوضاع الاقتصادية (القاهرة) التي يمر بها المجتمع السوداني الأصيل، والذي تحكمه (قيم) و(أخلاق) منطلقها الديانة الإسلامية والحرية والعدالة والسلام، ورغماً عما ذهبت إليه إلا أنه يحتاج إلى وضعه في قوالب تتوافق مع هذه المرحلة (الحرجة) من أجل الخروج به من عباءة المصالح الذاتية، والتي قطعاً تنجرف به نحو عدم المؤسسية والشروط والضوابط الإنسانية، لأن الإنسان لا يستطيع أن يكون بعيداً عن المجتمع سوى مع الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء، فهو بطبعه يمتاز بخصائص إنسانية واجتماعية، وذلك منذ صرخة ميلاده الأولي فى الحياة، أي أنه بالفطرة يميل إلى السلم، ويسعي بشكل مستمر إلى تقديم الاعمال الخيرية التي تساهم فى رسم خارطة طريق إيجابية للمجتمع بالعون لمن هو يحتاجه، ويجب المحافظة عليه فى أي ظرف من الظروف تعزيزاً وتطويراً له في كافة المجتمعات، الأمر الذي يلعب دوراً أساسياً فى توعية وتفعيل ثقافة العمل الخيري فى المجتمع بصورة مستمرة، ومن أجل تحقيق ذلك هنالك الكثير من الوسائل المساعدة على ذلك، ومع هذا وذاك تحكمه ضمائر من يقفون على أمره، لذلك يجب تقنينه وتنقيته من الشوائب للاستفادة منه.
لم تعجبني الطريقة التي يدار بها العمل التطوعي والخيري والإنساني فى البلاد، إذ أن معظم المنظمات العاملة فى هذا المجال لا تهتم بالجوانب المنشأة من أجلها فهي تركز على الاحتفاء بمن ليس معنياً بالمجال الذي اختارته رغماً عن أن هنالك سوانح كثيرة اتيحت لها لتطرح برامجاً تخدم من هم معنيين بها فى ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، ويحتاج فى إطارها أصحاب الحاجة إليهم من أجل تجاوز هذه المرحلة (الحرجة) من تاريخ السودان، السؤال الذي يفرض نفسه ما هي الجهة المعنية بمتابعة أنشطة المنظمات المدعيه أنها (تطوعية)، (خيرية) و(إنسانية)، وتزاول نشاطها فى هذا الجانب، ومن أين لها بدعم الكرنفالات والاحتفالات والتكاريم وغيرها من الأنشطة البعيدة عن أهدافها الأساسية، وهل يستوعب القائمين على أمرها ماذا تعني كلمة تطوع أو خيري أو إنساني وغيرها من الأسئلة الساخنة التي تطل فى المشهد بثقة وشموخ دون أن تجد الإجابة الشافية فى ظل طرح غير مهم، ويروج لتلك المنظمات المزينة لعملها بصورة تستدعي المراقبة اللصيقة والمراجعة الدقيقة والمحاسبة للمتجاوز حتى نعيد للعمل التطوعي، الخيري، والإنساني القه الذي كان يكتسي به فى الحقب الماضية.
من الملاحظ أن بعض المنظمات المعنية تلجأ للمؤسسات والشركات، والبيوتات التجارية للرعاية دون الالتفات إلى كيفية صرف المبالغ، المهم هو مشاهدة الأسماء موضوعة فى اللافتة الموضوعة خلفية للبرنامج الذي تسارع بعض القنوات الفضائية والإذاعات والصحف لعكسه للمتلقي، وكل هؤلاء شركاء فى تعميق المفهوم الخاطئ لعمل المنظمات التطوعية أو الخيرية أو الإنسانية التي تكتظ بها الساحة، وخلال هذا الطرح السالب يتم التركيز على الغناء والإعلاميين للمشاركة وتفعيل دور الظاهرة التي تضج بها الخرطوم فى أشكال وقوالب مختلفة.
إن مدخل المنظمات التطوعية أو الخيرية أو الإنسانية من هذه البوابة المشرعة يؤكد حقيقة واحدة لا ثان لها إلا وهي أن المجتمع السوداني فيه الكثير من الخير والإنسانية التي يكتسبها بقدر ما أنها متجذرة فيه فطرياً- إن صح التعبير - لذا يجب أن تعمل المنظمات على كافة الأصعدة والمستويات التأهيلية، الصحية، الرعاية، الدعم الأسري للفئات الفقيرة بالتنسيق مع السلطات المختصة الداعمة للعمل التطوعي، الخيري، والإنساني، وبدلاً من تشتيت الأفكار فى جوانب لا تخدم المجتمع، يجب صهر هذه المنظمات الكثيرة فى عدد محدود لتصب فى صالح الناس الذين يحتاجون إلى عمل متكامل.

الاستشاري دكتور محمد عبد الباقي القدال يحذر من المياه الغازية وتأثيرها على الكلى




............................
الفشل الكلوي يؤدي إلى انخفاض الشهوة الجنسية وضعف الخصوبة 
............................
(الفشل الكلوي) يقود لمضاعفات في حال حدوث الحمل ويؤثر على (الأم) و(الجنين) 
...........................
جلس إليه : سراج النعيم
..........................
قدم الدكتور محمد عبدالباقي القدال مستشار أمراض (الباطنية) و(ﺍﻟﻜﻠﻰ)، ومقدم برنامج (الصحة والحياة) الذي يبث (الجمعة) من كل أسبوع العاشرة صباحاً عبر قناة (أنغام) الفضائية، قدم روشتات في حوار جرئي حول ﻭﻇﺎﺋﻒ الكلي الحيوية لجسم الإنسان ناصحاً الناس بالسعي للحفاظ عليها، والتأكد من أنها سليمة وتعمل بصورة طبيعية بالفحص الدوري، والذي يجب أن يفعله الإنسان في حالة أن يكون صحيحاً أو مريضاً ، ودعا الجميع إلى تثقيف أنفسهم في هذا الجانب بمعرفة الأمراض المؤثرة في وظائف الكلي ﻣﺒﻜﺮﺍً ، ومن حتى يتسني لهم تداركها في مهدها الأول قبل الاستفحال في الجسم، ويصبح العلاج منها مستعصياً ، وبالتالي ينتج عن ذلك قصور ربما يعرض حياة الإنسان للخطر.
وقال : إن الكلي تقوم بوظائف مهمة جداً، إذ أنها تعمل على تنظيف ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ، وتضطلع بمهام ﺃﺧﺮﻯ في الجسم، وهي ﻣﺮﻛﺰ ﻹﻧﺘﺎﺝ (الهرمونات)، وضبط ضغط (ﺍﻟﺪﻡ)، ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻛﺮﺍته (ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ) ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻳﺾ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻼﺡ.
وأضاف : من المعروف في عالم الطب ﺃﻥ تشخيص ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻜُﻠﻰ من العلوم الطبية الصعبة جداً نسبة إلى أن ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ عليه ليست واضحة للمريض في أول الأمر، وفي الغالب الأعم تكتشف أمراض الكلي في وقت ﻣﺘﺄﺧﺮ، خاصة أنها تتركز ﻓﻲ ارتفاع ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻓﻘﺮه، ﻭﺍﻟﺒﻮﻝ (اﻟﺮﻏﻮﻱ)، ﺃﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻓﺮﺍﺯ (ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ)، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ (ﺍﻟﺒﻮﻝ) في حد ذاته محتوياً ﻋﻠﻰ (ﺩﻡ)، بالإضافة إلى ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑـ(اﻹﺭﻫﺎﻕ)، (ﺍﻟﺘﻌﺐ) و(ﺍﻟﺘﻘﻴﺆ) وغيرها من الأعراض التي تشير إلى الإﺻﺎﺑﺔ بـ(الفشل الكلوي).
في البدء دكتور (القدال) هل تسبب المشروبات الغازية (الفشل الكلوي)، أو أي أمراض أخري، كما هو مشاع وسط العامة؟
المشروبات الغازية سبب مباشر في (السمنة)، والإصابة بمرض (السكري)، وارتفاع ضغط (الدم)، لما تحتويه من سعرات حرارية عالية، بالإضافة إلى كمية من (الصودا) والمواد الحافظة، وهي بدورها تجعل الشخص عرضه للإصابة بـ(الفشل الكلوي) المزمن، وأمراض (الشرايين) و(القلب).
ما النصائح التي تقدمها لمن من يشربون (المشروبات الغازية)؟
أنصح بالابتعاد عن المشروبات الغازية لما تشكله من خطورة على صحة الإنسان، وبالأخص الأطفال الذين هم أكثر ضرراً منها، وهي أيضاً لها تأثير في الإصابة بـ(هشاشه العظام).
ماذا عن مرض الكلى المزمن الذي كثيراً ما يتحدث عنه البعض دون دراية أو علم؟ 
مرض الكلي المزمن يحدث نتيجة فقد وظائف الكلى تدريجياً، خاصة وأنها تلعب دوراً أساسياً في (تنقية) و(تصفية) السموم والسوائل الزائدة في (الدم) بحيث أنها تفرز في (البول).
ما هي الدلائل المشيرة لمرض الفشل الكلوي في جسم الإنسان ؟
قد تكون لدي الإنسان المصاب علامات أو أعراض بسيطة ، ولا سيما إنها تدل على المرض، خاصة عندما تكون وظائف الكلى منخفضة بشكل ملحوظ، ومن ثم يتطور إلى المرحلة الأخيرة من (الفشل الكلوي)، وهي بلا شك مرحلة مميتة دون (الغسيل) أو (زراعة الكلى).
ما هي الأعراض التي يحس بها الإنسان المصاب بالمرض؟
تتضمن أعراض الكلى على (الغثيان)، (التقيؤ)، (فقدان الشهية)، (الإرهاق) و(الضعف)، بالإضافة إلى مشكلات في (النوم)، وتغير في مقدار (التبول)، وانخفاض في حدة الذهن، وتشنجات وتقلصات في العضلات، وتورم في الأقدام والكواحل، وحكة مستمرة في الجلد، وألم صدري، إما في حال تراكم السائل حول بطانة القلب، فإنه يؤدي إلى قصر التنفس، وإما في حال تراكم السائل في الرئتين، فإنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) ، وعليه كثيراً ما تكون علامات المرض غير محددة، الأمر الذي يعني أنها قد تنجم عن أمراض أخرى، وقد لا تظهر أعراض.
ما العوامل الخطيرة التي تزيد من الإصابة بمرض الكلي؟
ينتج عنه داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية (القلبية الوعائية)، ودائماً تكون أسبابه (التدخين)، و(السمنة)، وتاريخ الاسرة للإصابة بمرض كلوي، أو أن تكون بنية الكلى غير طبيعية، إلى جانب عامل السن، وبالتالي أمراض الكلى المزمنة تؤثر على الجسم بصورة عامة، وينتج عنها مضاعفات مثلاً احتباس السوائل المؤدية إلى تورم (الذراعين) و(الساقين)، وارتفاع ضغط الدم، أو السوائل في الرئتين، وارتفاع مفاجئ في مستويات (البوتاسيوم) في الدم، مما يقود إلى اضعاف طاقة القلب، ويسفر عن ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام، الأنيميا (فقر الدم)، وانخفاض الدافع الجنسي وضعف الخصوبة ، بالإضافة إلى الضرر الذي يصيب الجهاز العصبي، مما يسبب ذلك صعوبة في التركيز، إلى جانب عدم مناعة الجسم، والمضاعفات لدي الأمهات الحوامل مما يشكل لهن خطراً على ارواحهن والجنين معاً، ومرض الكلى المتأخر يحتاج من المريض إما أن يغسل أو يزرع الكلى، وذلك من أجل البقاء على قيد الحياة.
ما هي طرق الوقاية من مرض الفشل الكلوي؟
على الإنسان الذي يعاني ولا يعاني من شئ أن يفحص وظائف الكلي بشكل دوري، فإذا أكتشف أنه مصاب عليه أن يتبع الإرشادات الطبية، وذلك قبل أن يتعاطى الأدوية المسكنة للألم، والتي يشتريها بصورة عشوائية من بعض المحلات التجارية أو الصيدليات، وعلى سبيل المثال (الأسبرين) أو أي مسكن آخر ، خاصة وأن التناول المفرط للمسكنات يؤدي للإصابة بتلف في الكلى، لذلك يجب الابتعاد عنها خاصة إذا كان الإنسان يعاني من مرض كلوي، كما يجب عليه أن يذهب للطبيب حتى يشخص له حالته.
هل تدخين السجائر والشيشة والتبغ بصورة عامة لهم التأثير في الإصابة بالفشل الكلوي؟
التدخين بصورة عامة يزيد من الاضرار بـ(الكلية)، خاصة إذا كنت مصاباً بأمراض أو حالات تزيد من خطر الإصابة بمرض كلوي، لذلك يرجي مراجعه الطبيب للسيطرة عليها، وبالتالي يجب أن تسأل طبيبك عن الفحوصات للبحث عن علامات وجود قصور في الكلى.

على خلفية تبرعها بكليتها... شابة تنقذ والدها من الموت بإنسانية في أسمى صورها!

.............................
وقف عندها : سراج النعيم
............................
استوقفتني قصة فتاة تبلغ من العمر (22) ربيعاً، بعد أن تعاملت مع والدها بإنسانية متبرعة له بجزء حساس من أعضائها البشرية، وبذلك تكون وهبته بإذن الله سبحانه الحياة، ضاربة بذلك مثالاً للإيثار الذي يجب الاعتزاز والفخار به لأنه يوضح مدي ادراكها ووعيها العميق للإنسانية، ومدي حفاظها على (قيم) و(أخلاق) كادت أن تندثر من واقع التطور والمواكبة في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة.
ومن هنا دعوني أدلف إلى قصة الشابة ووالدها المريض بالفشل الكلوي، وهي قصة مؤثرة، إذ بدأت منذ اللحظة التي أتخذت فيها القرار الحاسم، والقاضي بتبرعها بكليتها لوالدها بعد أن تعطلت واحدة تماماً، فيما تعمل الأخرى بمستوي ضعيف، وهي أيضاً مهددة بالتوقف في أي لحظة، وهو الأمر الذي اكتشفته الابنة من خلال مرافقته ذهاباً وإياباً للأطباء والمستشفيات، وشاهدت مدي الألم الذي يعانيه والدها على مر السنوات، فلم تحتمل تأوه، تألمه وحزنه ، وكانت تحاول جاهده التخفيف عنه، ومنحه إحساساً بالأمل، وكلما تخلو لنفسها تبكي على المصير الذي آل إليه، وعلى خلفية ذلك ظلت تبحث عن حل يضع حداً لمعاناة والدها، فما كان منها إلا وجمعت معلومات عن مرض (الفشل الكلوي) مما أتاح لها تثقيف نفسها حول المرض الذي يؤدي أحياناً لـ(للموت)، مما قادها إلى أن تقرر التبرع لوالدها بكليتيها سراً، أي أن لا يعلم بذلك إلا بعد أن يتم نقل الكلية إليه، لأنها تعلم أنه سيرفض الفكرة جملة وتفصيلا، ومع هذا وذاك كان ترتسم في مخيلتها قصص المرضي الذين شاهدتهم يغسلون الكلي، وكيف كانت ردة فعل والدها، الذي ربما ينتظره ذات المصير إن طال الزمن أو قصر، وخلال ذلك كانت تسمعه يهمس مستخيراً، ويدعو المولي عز وجل أن يرفع عنه هذا البلاء، والذي صبر عليه طويلاً، وذلك على أمل أن يجد متبرعاً ليس زوجته أو ابنته الوحيدة ، ولو اضطره ذلك لأن يفقد حياته، مشدداً على الاخصائي المعالج الإبقاء على الأمر سراً، وبالمقابل أبدت الابنة رغبتها في التبرع، وأشترطت على الطبيب المشرف عدم إخبار والدها إلا بعد إجراء العملية، المهم أنها رتبت الأمر مع الاخصائي دون علم والدها ، والذي تم اخباره بأن هنالك متبرعاً رفض الكشف عن شخصيته إلا بعد إجراء العملية عندها وافق مضطراً ، ومع هذا وذاك كان هم ابنته الأكبر أن تكون فصيلة دمها وكليتها ملائمتين مع والدها، وما أن أخطرها الطبيب بتطابق النتائج لم تسعها الفرحة، بينما كان والدها متجهاً لمنزله للجلوس الأخير مع زوجته وابنته وأشقائه وشقيقاته وبعضاً من أهله، وذلك قبل التوجه للمستشفى لمعرفة نتائج الفحوصات، واستكمال إجراءات العملية الجراحية، عموماً كان متوجساً، ولم يخف توجسه عن زوجته، وعندما أزفت الساعة أنطلق برفقة ابنته وزوجته إلى المستشفي، وهو لا يعرف من المتبرع، المهم أن مخاوفه بدأت تتلاشى نوعاً ما بعد أن طمأنه الطبيب مؤكداً تطابق الفحوصات مع المتبرعة (فاعل الخير)، والتي حفظ سرها الأخصائي الذي كان خير عون لها، وعلى خلفية ذلك أُجريت عملية نقل الكلية بنسبة نجاح (100%)، وظل الأب والابنة في غرفة العناية المكثفة إلى أن فاقا من (البنج)، فالتفت الأب المريض يمينه فوقعت عينه على ابنته طريحة الفراش في السرير المجاور له، فيما كانت هي تنظر إليه بلهفة وابتسامة، وهي تقول : (حمدلله على السلامة)، فما كان منه إلا وسألها لماذا أنتي هنا؟ فقالت : من أجلك، أنا الآن بخير طالما أنت بصحة جيدة ، عندها قطع حوارهما الاخصائي قائلاً : (حمد لله على السلامة ومبروك نجاح العملية)، عندها عرف الأب أن (فاعل الخير)، هي ابنته فبكي فرحاً بها قائلاً طبقتي قول الله سبحانه وتعالى : (... ومن أحياها فكإنما أحيا الناس جميعاً... )، حقيقة ما قامت به عمل إنساني كبير يستوجب الوقوف لها إجلالاً، فهو موقف يعبر عن أعلى درجات تحقيق الذات الذي يجعل الإنسان يعيش سعيداً بلذة العطاء والإيثار في الحياة.
يعد ما قامت به (الابنة) المتبرعة بكليتها لأبيها مضرباً للمثل الذي يجب أن يعتز به، لذا حرصت أن أسمع منها القصة مع قطعي وعداً بعدم ذكر الأسماء، فقالت : بما إنني ابنته الوحيد كان لزاماً علىّ أن أرافقه في حله وترحاله، وخلال ذلك عايشت معاناته على مدي سنوات الإصابة بـ(الفشل الكلوي)، والذي قاده إلى تعطيل حياته والمداومة على الأطباء و المستشفيات ، وخلال ذلك قرروا خضوعه لـ(للغسيل الكلوي) بعد دخول حالته في مرحلة (حرجة)، وهي المرحلة التي حدت بي أن أخاف عليه خوفاً شديداً مما قادني إلى إجراء الفحوصات والتحاليل لمعرفة أن كانت أنسجتي تتطابق مع والدي أم لا، المهم أن النتائج كانت ايجابية أي أنها كانت ضوءاً أخضراً لنجاح العملية ، وبالرغم من ذلك كنت متخوفة من عدم قبول أبي، مما دفعني أن أطلب من الجراح اخبار والدي بأنه وجد له متبرعاً إلا أنه يرفض ذكر أسمه، وبما أنني رافقته كنت مطمئنة عليه، وكانت أسعد لحظات حياتي عندما فاق من آثار (التخدير)، وعندما التفت يميناً تفاجأ بوجودي معه ، فسألني لماذا أنتي هنا؟ فقلت : من أجلك يا أبي، فما قدمته لك شيئاً بسيطاً مقابل ما قدمته أنت لي، وهذا هو الوقت المناسب الذي أقدم فيه جزءاً يسيراً ، فلم يتمالك الأب نفسه ، وانهمرت دموعه.
إن موقف الفتاة آنفة الذكر تقشعر له الابدان لأنه موقفاً إنسانياً نبيلاً بغض النظر عن المتبرع له أن كان والدها أو غيره ، وحقيقة عندما حكت لي هذه القصة المؤثرة تأثرت غاية التأثر، فالموقف الذي وقفته يندر حدوثه في هذا الزمان الأشد قسوة وإيلاماً بحيث تغيرت فيه نفوس الناس، وأصبح النقاء والإيثار شبه معدوماً أو عملة نادرة ، لذا ما فعلته الشابة يعتبر درساً غالياً لا يمكن اكتسابه بالتحصيل الأكاديمي في أعرق الجامعات، فماذا يضير هؤلاء أو أولئك الذين يعتدون على الآباء والأمهات بـ(الضرب) ما بين الفينة والأخري إذا استفادوا من مثل هذه القصص ، وأن يردوا جزءاً مما قدمه لهم الأباء والأمهات، هكذا فعلت الفتاة التي أقف عاجزاً عن التعبير عما فعلته مع والدها بالإيفاء والمكافأة لما قدمه لها منذ أن كانت نطفه في بطن والدتها، وإلي أن أصبحت فتاة بالغة راشدة، ولا سيما أنها ستحظى ‏بالأجر والثواب من عند الله، لأنها جسدت الإنسانية في أبهى صورها.

شاب يظن (بحاراً) والده المتوفى قبل سنوات فماذا فعل معه؟

الخرطوم : سراج النعيم
....................
كشف الشاب مأمون هاشم أحمد حامد من منطقة (نهر عطبرة) تفاصيل مثيرة حول النجمي أحمد علي الماحي، البالغ من العمر (60) عاماً، والذي يبحث عن أسرته بولاية الجزيرة، والتي غاب منها منذ سنوات، وتشير المعلومات إلى أنه كان يعمل عند خروجه من مسقط رأسه (قبطاناً) في السفن البحرية.
وقال : هذا القبطان الباحث عن أهله ألتقي به شقيقي في مدينة (حلفا الجديدة)، والتي سافر اليها بغرض استخراج مستندات قطعة أرض تخص الأسرة، وبعد أن أنتهي من مهمته، وجد (القبطان) في أحد الفنادق بالمدينة ، فتعرف عليه من خلال إدارته حواراً معه، والذي أكد في ظله أنه من ولاية الجزيرة، وأنه كان يعمل (بحاراً).
وأضاف : ما جعل شقيقي يعتقد أنه والدي، هو أنه كان يعمل أيضاً (بحاراً)، المهم أن شقيقي أعتقد أنه والدنا المتوفى في العام 1990م، فقام بإحضاره معه من هناك إلى مقر إقامتنا في منطقة (نهر عطبرة).
وأضاف : ومن خلال الحوار الذي اجريناه معه أكد أنه من منطقة (المحيريبا ـ دلوة) بولاية الجزيرة، سافر منها في ظل عمله إلى عدد من الدول العربية والأوروبية، مما اتاح له ذلك تعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة ، وأشار إلى أنه درس في (الجنيد)، وأن أوراقه الثبوتية ضاعت منه.
وأردف : أحد أصدقائه ويدعي (ابوليد الباشر) قال أن هذا الشخص جاء إليهم في ثمانينات القرن الماضي في منطقة (دار السلام ـ خشم القربة)، وكان يعمل (طلبه)، وبعدها انتقل إلى حلفا الجديدة، وعمل في معصرة زيت.

عبدالله الطيب يستشهد بأغنية رددتها (بلوبلو) حول قصة زواجه

......................... 
كشف البروفيسور العالم العلامة الراحل عبد الله الطيب في لقاء تلفزيوني نادر مع فضائية خليجية أنه كان يمتعض من وصف العرب للسودانيين بأنهم كانوا عبيداً للإنجليز.
وقال نحن في السودان لم نكن كذلك، بل حاربنا المملكة المتحدة خلال سنوات الاستعمار، ولكنهم واجهونا بسلاح أقوى من سلاحنا.
وفي سؤال يتعلق بزواجه من الإنجليزية (جرزلدا الطيب)؟ قال : زواجي منها (قسمة ونصيب)، مستشهداً بأغنية (الريد قسم يا عينيا) التي اشتهرت بترديدها المطربة الاستعراضية حنان بلو بلو قائلاً : زواجي كان (قسمة ونصيب) وذلك عندما شددت الرحال إلى المملكة البريطانية المتحدة ملتحقاً بكلية التربية، وهناك وجدت فتاة إنجليزية احببتها ومن ثم تزوجتها.
فيما تناول من خلال اللقاء النادر جملة من القضايا اللغوية والتعليمية والركاكة التي أصابت اللغة العربية، وعلاقة مصر والسودان.

سراج النعيم وكمال عبدالوهاب



azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...