سودانية متعلمة ومثقفة لا تمانع في الزواج من شاب أجنبي
...................................
طلاق سودانية بعد (8) أشهر من زواجها ومفاجأة غير سارة
..................................
أجنبي يخدع طليقته السودانية باستخراج جنسية لابنته من بلاده
..................................
اجراه : سراج النعيم
..................................
أستوقفتني بعض قصص زيجات الفتيات السودانيات من الأجانب، ولعل أكثرها تأثيراً قصة فتاة سودانية شابة في مقتبل العمر متعلمة، مثقفة، حكيمة، ومن أسرة مرموقة، حيث أنها قالت بكل صراحة : (لامانع لدي من الإقتران شرعاً بشاب أجنبي، ولم يسبق لي أن تزوجت قبلاً، لذا لا أرفض بأي حال من الأحوال زوجاً أجنبياً يتقدم للإرتباط بي)، ومن حديثها هذا يتضح بجلاء حجم التحدي الكبير الذي تواجهه الأسر السودانية، وذلك في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة التي جعلت الشاب السوداني يعزف عن الزواج، ويفسح المجال أمام الأجنبي للإنفراد بالزواج من الفتيات السودانيات، بالإضافة إلي أن هنالك تغيرات كثيرة طرأت في مفاهيم (حواء السودانية) التي أصبح عندها رأي آخر حول إرتباطها بالنصف الآخر، إذ لم تعد تفكر في إنتظار الشاب السوداني يعود من دول المهجر كما كانت تفعل في الماضي، حيث أنه كان يمثل لها الخيار الأول، ولكن بعد الإنفتاح علي العالم لم تعد الفتاة السودانية تفكر بنفس الطريقة القديمة، وذلك الإنفتاح أحدث تغيرات مع مرور الأيام وتأثيرات كبيرة عبر وسائط التقنية الحديثة، وذلك من حيث الإنفتاح علي ثقافات الآخر، وهذا لا يعني أن كل زيجات السودانيات من أجانب فاشلة أو قائمة علي مصالح مشتركة كالمال والإقامة، وبالرغم من السلبيات المصاحبة للتجربة إلا أن هنالك تجارب ناجحة، ولكنها قليله مقياساً بالأغلبية العظمي التي أثبتت فشلها الذريع، والتي في حال الفشل يكون الضحية الأطفال للنزاع حولهما من الطرفين، ومن هنا يصعب عليهما إيجاد الحلول؟ إلي جانب أن هنالك سؤالاً في غاية الأهمية ألا وهو هل ستجد السيدة السودانية المطلقة من زوج أجنبي سودانياً يرضي بها بعد أن يتقدم بها العمر؟.
إن زواج السودانيات من الأجانب أو العكس ليس أمراً جديداً، ودونكم المهاجرين في معظم بقاع الأرض، فكم من أسرة سودانية تمتد في جميع انحاء العالم، وهذا يؤكد أن الظاهرة في إزدياد يوماً تلو الآخر، وتلقي بظلالها السالبة علي المجتمع السوداني، والتي كشفت عن تلك الآثار السالبة، وربما إنتقال الأمراض الوبائية والوراثية، إضافة للتعقيدات القانونية والإجتماعية والإقتصادية، وذلك بسبب الإختلاف في العادات والتقاليد والثقافة، مما يصعب حل المشكلات الناجمة عن زواج السودانيات من الأجانب، ما يدفعهن إلي رفع دعاوى لدي محاكم الأحوال الشرعية للطلاق أو إثبات النسب، أو حضانة الأبناء، أو نفقة الزوجية أو نفقة الصغير.
عموماً فإن زواج السودانيات من الأجانب يمثل حرية شخصية، بغض النظر عن سلبياته أو إيجابياته، ولكن ربما لا ينظر لها بحسابات دقيقة ورؤية مستقبلية بعيدة المدي، مما يجعل الأمر مغامرة، ضياع، خسارة، وندم، رغم أنه سنة الله في الأرض لا حجر فيها على أجنبي أو أجنبية، ومعيار الدين الإسلامي، والخُلق، كما قال رسول صل الله عليه وسلم : (من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه)، وهذا لا يعني إغفال بعض المؤشرات الواضحة التي يمكن أن تؤدي إلي زيجة فاشلة منذ البداية.
وفي السياق قالت إحدى الزوجات : كنت متخوفة من طرح قصتي للرأي العام، وذلك للقيود المكبلة للمجتمع، إلا إنني وجدت نفسي مضطرة إلي الوصول بخصوصياتي إلى محكمة الأحوال الشرعية التي ذهبت إليها مرغمة بعد أن اشتعلت الخلافات بيني وزوجي الأجنبي الذي رفعت ضده قضية بمحكمة الأحوال الشرعية أطلب من خلالها حضانة الأبناء.
وأضافت : حضرت معه من خارج السودان لقضاء إجازة بسيطة وسط الأهل في الخرطوم، ولكن زوجي الأجنبي بدأ يتهرب مني بالأبناء لأسباب لا أعلمها، ويرتب في الخفاء إجراءات عودتهم إلي بلده، بالإضافة إلي أنه شوه سمعتي بين الناس، فما كان مني إلا ورفعت في مواجهته دعوي قضائية بخصوص الأبناء، وصدر حكم من المحكمة المختصة لصالحي والحمدلله.
وأردفت : أصلاً قصتي معه بدأت قبل سنوات، وخلال هذه السنوات دبت بيني وبينه الكثير من الإشكاليات، وظلت تتجدد ما بين الفينة والأخري، إذ أنني سبق ورفعت ضده دعوي قضائية، تم طيها بصورة وفاقية من خلال مجلس الصلح.
وماذا حدث؟
قالت : ما أن وطأت قدماي أرض مطار الخرطوم، إلا وقررت حسم هذه الزيجة التي جعلت حياتي مغايرة لما رسمته في المخيلة، ففي باديء الأمر أخذني من منزل الأسرة، وأصر علي أن نقيم في فندق لا تتوفر فيه أدني مقومات الحياة الكريمة، ثم أجر شقة لم تكن أفضل حالاً من غرفة الفندق، وكان يفعل كل ذلك تخطيطاً لعودته بالأبناء إلي بلاده، الأمر الذي جعلني أضع أمامه أشياء جديدة لا تتيح له فرصة الهروب بهم خارج السودان، بالإضافة إلي بعض الإشكاليات التي وقفت عائقاً أمامه من المضي قدماً في مخططه، وذلك بحسب ما تطرقت له في هذه القضية غريبة الأطوار والتقلب، علماً بأن أسرتي لم تكن ترغب فيه زوجاً لي، بل كانوا يأملون في أن أتزوج شاباً سودانياً حتي لا تحدث إشكاليات كالتي حدثت وستحدث في إطار هذه الزيجة، علماً بأنني سبق وصارحته بهذه الحقيقة، مما حدا به عدم البقاء معي في منزل أسرتي، وبدأ يفتعل الخلافات لدرجة أنه رفع ضدي عريضة دعوي يطلبني فيها لبيت الطاعة في بلاده، في حين تقدمت أنا بعريضة دعوي قضائية أيضاً أطالب فيها بالطلاق.
وأستطردت : نسبة إلى التداعيات الجديدة كان لابد من أن أعود إلى القضية الأولي التي مثلت فيها أمام قاضي محكمة الأحوال الشرعية، والتي خرجنا بعدها من قاعة المحكمة للصلح بعيداً عن الإجراءات القانونية، ثم تدخل الأجاويد وقربوا وجهات النظر بيني وبينه، وشرحوا له كيفية معاملة الزوج لزوجته في الدين الإسلامي.
وأسترسلت : عموماً أستأجر زوجي منزلاً في إطار (بيت الطاعة) بالخرطوم، وأمضينا فيه أياماً، ثم طلبت منه الذهاب إلي منزل أسرتي لأنه لم يكن قادراً علي الصرف، فلم يعترض على ذلك، وكان أن أخذت كل ملابسي، وأصطحبت معي الأبناء، ثم أتصل بي هاتفياً، وسألني لماذا أخذتي كل الأزياء وأصطحبتي معك الأبناء؟ فقالت له : سوف أبقي مع أسرتي إلي أن تستطيع الإنفاق علينا، المهم بعد مرور أيام أتصلت عليه، وقلت له أحضر لكي تعيدنا إلي مكان إقامتك، وفي الساعة المحددة أتصل علي هاتفياً، وقال : هل آتي إليكم، ولم يكن جاداً؟، فقلت : نعم، فما كان منه إلا وتحرك من الفندق متوجساً وخائفاً من ماذا لا أدري، وعندما احسست به كذلك هاتفته مؤكدة له إنني غيرت رائي في العودة معه لأن جل تفكيره كان منحصراً في الأطفال الذين يسألني عنهم دائماً؟، فقلت له : سأدعهم مع أسرتي، فقال : دعيني أخذهم أنا، فقلت : لا، مما استدعاني استنطاق الهواجس والأفكار والمواقف والعواطف التي تصطخب في أعماقي من خلال حواري معه، وقبل الإنتهاء من الحوار أغلقت هاتفي.
ومضت : وبما أن الأمر أخذ طابعاً آخراً أجري مكالمة هاتفية باحد أقربائي فقال له : طالما أنها طلبت منك الطلاق (فطلقها وأذهب إلي بلادك)، وإلى هنا أنتهت المكالمة دون الوصول إلى حل في هذه الإشكالية.
وتابعت : قام الزوج الأجنبي برفع عريضة دعوي قضائية لدي محكمة الأحوال الشرعية يطلبني من خلالها لبيت الطاعة في بلاده.
فيما كشفت الأم السودانية ﻣﺄﺳﺎتها ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ العربي قائلة : ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﺻﺪﻳﻖ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ إﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ العربية إلا إنهما ﺗﻌﺎﺭﻓﺎ ﻓﻲ دولة آسيوية، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌاﺮﻑ ﺟﺎﺀ الي ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺻﺎﺩﻑ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﻭﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﻤﺘﻲ باﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭكان أن ﺷﺎﻫﺪﻧﻲ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻲ، ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺍﻟﺮﺩ إﻧﻨﻲ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﺮ أﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻭﺗﻢ ﺗﺰﻭﻳﺠﻲ ﻟﻪ، ﻭﻇﻠﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ.
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻚ الأجنبي ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺘﻪ العربية؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ أﻋﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﺮ ﻋﺎﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎﺑﻪ عني ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ سفارة دولته العربية ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﺭﻏﺐ ﻓﻲ ﺍلإﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﻟﺪﻭﻟﺘﻜﻢ، وﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ سنتين ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻲ ﻫﺬﺍ أرﺳﻞ ﻟﻰ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ وماذا عن إبنتك؟
قالت : ﻣﻨﺬ أﻥ ﺣﺒﻠﺖ ﺑﻬﺎ، ﻭﻣﺮّ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺷﻬﺮ، إﻻ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻄﻨﻲ، ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺇﻟﻲ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺇﺧﻄﺎﺭﻱ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻠﻢ أﻛﺘﺮﺙ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ اﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ ﻋﻠﻲّ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺭﻑ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﺘﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻲ ﻭﻛﻨﻒ ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻜﻲ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻬﺎ إﻟﻲ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻃﻮﻗﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻔﻘﺪ ﺍﻷﺏ .