الأحد، 24 فبراير 2019

الحكومة الاثيوبية تبعث برسالة شكر للفنان ياسر تمتام وتكرمه وزيرة الدولة






بعد عودته من المشاركة ضمن فعاليات الاتحاد الافريقي
...........................
ياسر تمتام يكشف أدق الأسرار حول لقائه الرؤساء الأفارقة
.........................
جلس إليه : سراج النعيم
.......................... 
تلقى الفنان السوداني (ياسر تمام) رسالة شكر وتقدير من الدكتور (ورقنه) وزير خارجية اثيوبيا على الأداء المميز في العشاء الرسمي الذي أقامه رئيس وزراء اثيوبيا للسادة قادة الدول والحكومات والبعثات الدبلوماسية المشاركين في القمة رقم (٣٢) للاتحاد الأفريقي.
وأشار وزير الخارجية الاثيوبي في خطابه إلى أن مساهمة المطرب السوداني (ياسر تمتام) كانت مميزة ، مؤكداً أنها أسهمت في إبراز ثقافة القارة الأفريقية الغنية بالتراث والابداع ، كما عززت من أجندة تكامل أجزاء القارة.
وفي هذا الإطار كشف الفنان ياسر تمام أدق الأسرار حول لقائه بالرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية لدي اثيوبيا.
في البدء ماذا عن مشاركتك وكيف تم الاختيار؟
وقع علىّ الاختيار لأداء الفاصل الغنائي في الاحتفال الذي شهده الاتحاد الإفريقي بواسطة السفارة الاثيوبية بالخرطوم ، ويعد هذا الاحتفال خاصاً بيوم أفريقيا، والذي شرفه الرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، وذلك ضمن فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي.
ماذا عن تفاعل الرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية مع فاصلك الغنائي؟
مشاركتي ضمن فعاليات القمة الخاصة بالاتحاد الأفريقي بـ(أديس أبابا)، جاءت وفقاً لدوري الطليعي في الحركة الفنية السودانية وأمتد ذلك للمحيط الأفريقي، المهم أنني كنت ممثلاً للسودان، والحمدلله وفقت في تمثيله خير تمثيل.
ما الكيفية التي جعلت الاتحاد الافريقي يختارك للغناء في فعالياته؟
أبلغني السفير الاثيوبي في الخرطوم باختياري فناناً مشاركاً من بين أكثر من عشرين مطرباً أفريقياً في فعاليات الاتحاد الأفريقي، ولم أخذل من رشحوني لهذه المهمة، والتي قدمت في إطارها فاصلاً غنائياً مع عدد من المطربين الأفارقة، وقد حرصت على أن أطرح لونية غنائية مميزة ترضي كل الأطراف المشاركة في الفعاليات، إذ أنني مزجت الغناء بـ(اللغة العربية)، (اللهجة السودانية)، (الامهرية) و(الإنجليزية)، مما حدا بالسادة الرؤساء والبعثات الدبلوماسية التفاعل مع الأعمال الغنائية التي قدمتها في تلك الأثناء.
وماذا عن الحفل الخاص الذي اقامته لك وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الاثيوبية؟
بما أنني كنت قدر الاختيار ومشرفاً للسودان واثيوبيا والقارة الافريقية عموماً حرصت (هيردوت زمني) وزيرة الدولة للخارجية الأثيوبية على تكريمي والفرقة الموسيقية السودانية المصاحبة لي، وذلك باقامة حفل استقبال خاصاً رغماً عن مشاركة أكثر من عشرين مطرباً وفرقة موسيقية من مختلف الدول الأفريقية.
ما الأغاني التي صدحت بها في فعاليات الاتحاد الأفريقي؟
حرصت أن أغني خلال مشاركتي في فعاليات الاتحاد الأفريقي لكبار الفنانين السودانيين، وعلى رأسهم (الكاشف)، (وردي) و(اللحو)، بالإضافة إلى بعض أغاني الحقيبة، وقد وجدت هذه الأغنيات هوي في نفوس الرؤساء الأفارقة والبعثات الدبلوماسية، وقد ظهر ذلك جلياً في طرب ورقص وتبشير (موسى فكي) رئيس المفوضية، بالإضافة إلى السفيرة الأمريكية، وعدد من الدبلوماسيين الأفارقة والعرب والغربيين الذين شهدوا الحفل، والذين تفاعلوا بشكل مدهش مع الإيقاعات السودانية الممزوجة بالاثيوبية.
هل اختيارك للغناء ضمن فعاليات القمة الافريقية نابع من أنك غنيت باللونية الاثيوبية؟
ربما يكون ذلك سبباً من الأسباب، فأناغنيت باللونية (الإثيوبية) من واقع أنها تتمتع بشعبية في الأوساط السودانية، وقد سبق أن رددت أغنيات عاطفية في أول ألبوم غنائي، وقد حوي على أغنيات خاصة منها (دفق يا عسل)، (الكلمة الأخيرة)، (حيرة)، وهي جميعاً من تأليف الشاعر الراحل حسن الزبير وألحان الدكتور الموسيقار الماحي سليمان.
ما الفائدة التي جنيتها من مشاركتك في القمة الأفريقية؟
كانت بالنسبة لي فرصة كبيرة لعكس الموروث الغنائي السوداني، وإنجاز بعض المشاريع الفنية الجديدة، و التي اعكف على طرحها في الساحة الفنية، وأبرزها عمل غنائي جديد يحمل عنوان (صدقني).
أنت متهم بالتفريط في أغنيات اشتهرت بها؟
منذ أن ولجت للحركة الفنية وأنا إنساناً مسامحاً ولا أحب أن أدخل مع الزملاء في صراعات، كما انني لدي قناعة مطلقة تتمثل في أن الفن بستان كبير يتيح لكل فنان أن يقطف منه الزهرة التي تروق له.
ماهي أبرز الأغاني التي اشتهرت بها ومن هم المطربين الذين تغنوا بها بعدك؟
الأغاني التي اشتهرت بصوتي كثيرة إلا أن ابرزها (مهما الأطباء تخصصوا)، والتي غنتها بعدي المطربة الفنانة ندى القلعة، (يا قلبي في طبعك ملك، ورددها المطرب جمال مصطفي (فرفور) وغيرها.
وعن الكيفية التي بدأت بها علاقتك بنادر خضر؟
نادر خضر التقيت به في العام 1979م في دولة الإمارات العربية المتحدة مع صديق مشترك وكان آنذاك قد جاء من الهند ومن ساعتها أصبحنا أصدقاء.
سئل نادر خضر عن الفنان الذي يضيف لبرنامج ( أغاني وأغاني ) قال : ياسر تمتام؟
اطلعت علي رأيه من خلال صالون ( نجم ومعجبون في الدار )، وأثلج رأيه صدري والبعض قالوا لي ما ذهب إليه نادر مجروح نسبة إلي أنه صديقك ولكن ما لا يعلموه هو أن نادر خضر يعتبرني مرجعاً له في أغاني الحقيبة خاصة التي رددها في برنامج ( أغاني وأغاني ) وفي هذا السياق أتلقي منه اتصالاً هاتفياً لكي يحفظ أغاني الحقيبة بصورة صحيحة كما أنه يشاورني في الأغاني التي يود ترديدها في البرنامج.
وعن مرافقة نادر خضر له في فترة مرضه بالقاهرة؟
عندما مرضت أسعفني نادر خضر إلي المستشفي بعد أن الغي حفلاً يفترض أن يغنيه بالخرطوم وظل يؤجل في سفره إلي أربع أيام وكل ما كنت اطلب منه أن يسافر يرفض ويقول : لن أسافر إلا بعد أن تصبح حالتك الصحية علي أفضل ما يكون الأمر الذي اضطر الفرقة الموسيقية الخاصة بنادر أن تسافر من هناك إلي الخرطوم.

سراج النعيم يكتب : هروب الإنسان بحثاً عن (الحرية)

...........................
من المعروف أن الإنسان، ومنذ خلق البشرية ولد حراً في فكره ومعتقده وحركاته وسكناته، وظل على ذلك النحو يبحث بحثاً مضنياً عن الحرية، وفي هذا الإطار يتمرد على كل ما هو مقيد لها، ويظل يقاوم مهما كانت القوي المنوط بها ممارسة هذا الفعل المنافي لطبيعته، والذي دائماً ما يمني النفس بواقع خال مما لا يتوافق مع واقعه الحر، الأمر الذي يدفعه للبحث عن تنسم الحرية، التي ربما تقوده نحو صراع مستمر إلى أن يسلم الروح إلى بارئها، هكذا هو حال الإنسان في الحياة متمرداً على قيودها و ساعياً سعياً حثيثاً عن حريته المطلقة رغماً عن أن (الأنظمة) أو (اللوائح) أو (القوانين) التي يشرعها البشر تتعارض أحياناً مع ما يصبو اليه، والتي بموجبها تتم المعاقبة بالحرمان عن الحرية، أي أن الإنسان يتم وضعه في مكان محدد، فلا يستطيع الفكاك منه لأي سبب من الأسباب، وهو ما يعرف بـ(السجن) أو (الحراسة) أو (الزنزانة)، أو (المعتقل)، وعليه يجد نفسه موضوعاً بين أربعة جدران، و مرغماً على البقاء في المكان المحدد والذي هو بعيد كل البعد عن الحياة الحرة، وهي دون أدني شك لا تتناسب مع طبيعته، وذلك بغض النظر عن أنه ارتكب جرماً أم لا.
المتأمل لمن يخطئون أو يتجاوزون الأنظمة واللوائح والقوانين يجد أنهم فعلوا ذلك بحثاً عن حياة كريمة لا قيد أو شرط فيها ، فالقيود والشروط تكبل الحرية، لذا على الإنسان أن يعرف جيداً أن بحثه عنها قد يوقعه في محظور أو ما هو غير مسموح به، هكذا هو الإنسان يحاول بشتي السبل عاملاً عن الانعتاق من القيود التي ربما وضعته فيها الظروف و التي قد تكون (سياسية)، (اقتصادية)، (اجتماعية)، (ثقافية) وغيرها، لذلك تجد الإنسان يفكر عميقاً في كيفية الهروب من محبسه بغض النظر عن أنه فاقد الحرية اي أنه قد يكون مسجوناً من طرف السلطة القضائية أو النيابة أو الشرطة أو أي جهة أمنية مخول لها ذلك، ومع هذا وذاك يبحث الإنسان عن الحرية بأي ثمن من الأثمان، ولعل هذا البحث تجلي في سورة سيدنا (يوسف) عليه السلام، حيث أنها صورت البحث عن الحرية تصويراً بليغاً، إذ أنها بدأت بحلم، وانتهت بتغييره، ومن عجائبها أن (قميص) سيدنا يوسف عليه السلام كان دليلاً على براءة إخوته، وبراءته هو شخصياً من تهمة حاولت زوجة العزيز الصاقها به، وهو ذاته الذي أعاد به (بصر) والده يعقوب عليه السلام، وهي من القصص الراسخة في المخيلة، وذلك نسبة إلى أنها تدعو إلى أن يتقي الإنسان الله سبحانه وتعالي، وأن يصبر ولا (ييأس) أو (يقنط) من رحمته، فلا يضيع أجر من صبر صبراً جميلاً، فليس كل جميل قد تكون نهايته سعيدة كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام، والذي قاده حب والده (يعقوب) عليه السلام إلى أن يلقي به في غياهب (الجب)، ومن ثم العمل في قصر العزيز خادماً، ومن بعد ذلك تم إدخاله السجن، وإذا كان هذا هو ما تعرض له سيدنا يوسف عليه السلام، فما بال من يفقدون حريتهم من أناس عاديين لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، وبالتالي يفكرون ملياً في الهروب من ذلك الواقع حيث ينجح البعض منهم أو يفشل، فتتم إعادته لخلف القضبان مرة أخري مع تشديد القيود والرقابة، وربما توقيع بعض الجزاءات من قبل الجهة المنوط بها تنفيذ حبسه لكي يكون عظة وعبرة لمن يفكر في الانجراف وراء ذلك التيار.
من المعلوم أن وجود الإنسان في المكان المقيد لحريته وفقاً للقانون يدعه يبحث عن استبيان أين تكمن الحقيقة؟، وهي ما تكشفها التحريات المتعلقة بهذه التهمة أو تلك، وفي الأصل المتهم برئ حتي تثبت إدانته من السلطة القضائية، والتي يتأتي أمرها فيما بعد بالحبس بعد النطق بالحكم حسب الجرم، والذي يوجد في إطاره قانوناً ينظيم عمل السجون وكيفية تعامل إداراتها مع السجناء أو المنتظرين، وعليه من يفكر في الهرب فإنه يعرض نفسه للخطر وفقدانه فرصة الإصلاح والتهذيب والتأهيل الذي سوف يجده خلال قضائه فترة الحبس في هذا السجن أو ذاك، ومع هذا وذاك فإن السجون تنقسم إلى سجون (اتحادية)، (ولائية)، (مصحات)، (دور التربية)، ومعسكرات مفتوحة و شبه مفتوحة.

الطاهر حسن التوم يطرح تساؤلات حول تجمع المهنيين ويقدم اقتراحات

.............................
تداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للإعلامي الطاهر حسن التوم مدير عام قناة (سودانية 24) ومقدم برنامج (حال البلد)، يطرح من خلاله تساؤلات حول (تجمع المهنيين)، ومن هم قادته، ولماذا لا يظهرون في العلن. 
من جانبه كان (الطاهر) قد تحدث في وقت سابق عن قادة تجمع المهنيين، وظل يطرح التساؤلات حوله وحول قيادته ولماذا يخفون أنفسهم؟.
وفي هذا السياق حظي مقطع الفيديو آنف الذكر بالترويج داخل مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب) وغيرهما حيث أنه وجه حديثه بصورة مباشرة إلى قيادات تجمع المهنيين لماذا لا تعلنون عن أنفسكم ؟ وغيرها من الأسئلة المندرجة في هذا الجانب.
من جهته قدم الطاهر حسن التوم خلال مقطع الفيديو بعض الاقتراحات لقيادات تجمع المهنيين.

تعرف على مطربين سودانيين يحملون (جوازات سفر أجنبية)

.........................
كشف الإعلام الحديث المطربين السودانيين الذين لديهم جوازات مزدوجة (سودانية) و(أجنبية) وعلى رأسهم الدكتور الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي، وأسامة الشيخ، حمزة سليمان، عمر بانقا والذين يحملون جوازات سفر (أمريكية) المطربتان الشقيقتان (نانسي) و(نهى) عجاج، تحملان جوازاً (هولندياً)، والمطربة هند الطاهر التي تحمل جوازاً (فرنسياً)، والمطربة إيمان لندن لديها جوازاً (هولندياً)، بالإضافة إلى عدد من المطربين والمطربات الموسيقيين السودانيين، وأبرزهم عازف الكمان عثمان محي الدين الذي يحمل جوازاً (إنجليزياً)

الحلنقي وندى القلعة.. (أجيك بي سكة تروح بي سكة)

...........................
فرغت المطربة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة) من وضع اللمسات النهائية لأغنيتها الجديدة التي تحمل عنوان (أجيك بي سكة تروح بي سكة)، التي صاغ كلماتها الشاعر الكبير اسحق الحلنقي ووضع لها الالحان الفنان عماد يوسف وقد شرعت في تسجيلها لتعانق اسماع جمهورها في غضون الأيام القليلة القادمة.
وقال الفنان عماد يوسف : إن الأغنية سالفة الذكر ستحظي بقبول منقطع النظير لما فيها من فكرة متجددة من حيث الكلمات والألحان.
وأبدى ثقته في استماع المتلقي لها والاحتفاء بها، وتقول الأغنية في جزء منها :
أجيك بي سكة تروح بي سكة
يا عصفور في الروض تتكه
لما أجيك تعمل ناسيني
ولما أروح تقعد تتبكه

الخميس، 21 فبراير 2019

صفحة (اوتار الاصيل) عبر صحيفة (الدار)


سراج النعيم يكتب : شراء اللحوم بـ(النظر) يسقط بس

.....................
ظلت الضائغة الاقتصادية القاهرة تشكل واقعاً مذرياً للشعب السوداني الذي صبر صبراً نقطع النظير، وبالرغم من ذلك الصبر لم تتم مكافآته بما يضمن له عيشاً كريماً في حياة خالية من (الفواتير)، وهي (فواتير) باهظة الثمن، فكلما مزق منها واحده أطلت عليه أخري لم تكن في الحسبان، مما قاد للحيرة والدهشة في زمن لم تعد فيه الدهشة تشكل حيزاً، ومن الشواهد على معاناة إنسان السودان شراء اللحوم (الحمراء) أو (البيضاء) وفق نظرية (الشراء بالنظر)، هكذا يركن الفقراء لهذا الواقع الذي تسيطر عليه ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، وكلما مر عليها يوماً تزداد سوءاً، الأمر الذي جعل صديقي يدير معي حواراً حول الأوضاع الاقتصادية القاهرة التي يمر بها، إذ قال كما تعلم فأنني موظفاً بسيطاً، وأتقاضي في إطار الوظيفة مبلغاً مالياً ضعيفاً، ومع هذا وذاك متزوج، ولدي عدد من الأطفال، وكلما نهضت من النوم في الصباح الباكر لكي أتوجه للعمل كالمعتاد يطلبون مني مبلغاً مالياً بسيطاً بغرض شراء صناديق (بسكويت) من المحل التجاري القريب من المنزل، وبما أن ميزانيتي محصورة في نطاق ضيق جداً ولا تسمح بذلك، أقول لهم باستحياء شديد (ما عندي قروش)، فما يكون منهم إلا أن يردوا على قائلين : (طيب ما تقعد معانا في البيت أفضل من الذهاب للعمل دون عائد، وعمل لا فائدة منه يسقط بس)، المهم أن صديقي حزن حزناً عميقاً كون أنه لم يستطع أن يلبي لأبنائه أبسط ما يرغبون فيه من (بسكويت) يأكلونه لدي ارتشافهم أكواب شاي الصباح، وكما تعلمون فإن الأطفال عموماً لا يعرفون شىء اسمه (ما عندي قروش)، وهذا النموذج الذي أشرت له واحداً من بين عشرات النماذج التي تمر على حياتنا اليومية، وهي نماذج أفرزها سوء التخطيط الاقتصادي في البلاد، رغماً عن أن الجهات المختصة تضع خطط وبرامج ذات وعوداً غير صادقة، وهذه الوعود قادت البلاد نحو مستقبل يحمل بين طياته رﺅﻳﺔ فيها شيئاً من (الضبابية)، بالإضافة للفساد الذي أستشري في أوساط الناس، عموماً كلما مر يوم على (محمد احمد الغلبان) يزداد وضعه الاقتصادي سوءا، وعليه يجد ﺃﺣﻼمه ﻭﺗﻄﻠﻌﺎت وآماله وأشواقه ذهبت إدراج الرياح.
حقيقة أصبح الراهن السوداني من حيث البنية الإقتصادية الأساسية يحتاج إلى زمن حتى يتعافى، ويصبح صحيحاً، ومن ثم يستطيع الشعب أن يحقق ما يصبو إليه، إلا أنه حتى ذلك لم يعد ممكناً من خلال خطط وبرامج قائمة على رؤية يصعب تنفيذها لتعارضها مع مصالح البعض الذين يهدفون إلي أن يبقي الحال على ما هو عليه، خاصة وأن المعالجات الاقتصادية الرسمية لا تتقدم للإمام قيد أنملة، الأمر الذي أدي إلى فقدان الثقة في إدارة هذا الملف الشائك، وجعل الحياة شبه معطلة، خاصة وأن الوضع (الاقتصادي)، (الاجتماعي) و(الإنساني) تشوبه ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ عدم ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ نحو المستقبل، والذي قد لا يتوفر فيه الحد الأدنى لحياة كريمة، نعم هذا هو الاحساس الذي يتخالج ﺩوﺍﺧﻞ ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ، وهو إحساس ﺃﻭﺟﺪته الرؤية الإقتصادية الخاطئة المرسخ لها، ومع هذا وذاك هنالك إصرار على تنفيذها رغم العلم بمالآتها السالبة، وكأن المسئولين لا خيار أمامهم ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ عنها ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ للبحث عما هو أفضل مما هو مطروح آنياً.
ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ أشعر بعدم الاطمئنان والتفاؤل لمستقبل السودان في ظل واقع اقتصادي (متخبط) وبالغ التعقيد، واجتماعي حدث فيه شرخ يصعب تداركه مع مرور الزمن، وإنساني عمق الجراح في النفوس، وثقافي قاد النشء والشباب للوعي والإدراك لمجريات الأحداث (السياسية)، (الاقتصادية)، (الاجتماعية)، (الإنسانية) و(الثقافية)، وبالتالي هي أوضاع مختلفة، وتعكس ﺭﺳﺎﺋﻞ واضحة ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷﻣﺮ، فإن بلادنا تمر بمنحنيات خطيرة تحتاج إلى ﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، وكما تعلمون فإن المشاريع هي لغة ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺰﺩﻫﺮ، والجاذب لرؤوس والأموال والإﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وقطعاً ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ في ظل ذلك ﻣﺮﺣﻠﺔ ليس فيها هذا المفهوم العميق الرامي لإصلاحات ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ليس من بينها فتح الأبواب مشرعة للاجئين (الجنوبيين)، (السوريين)، (الاثيوبيين)، (الاريتريين) وغيرهم، بالإضافة إلي العمالة الاجنبية غير المقننة والمخالفة لقوانين الإقامة، وهي عمالة تستنزف البلاد ولا تضيف، بل أوجدت عادات وتقاليد وثقافات مغايرة للسودانية إلي جانب بعض الأمراض، وبالتالي سيبقي الحال على ما هو عليه، لذا لن نجني ﺛﻤﺎر بلادنا التي يفترض فيها أن تكون سلة غذاء العالم، والذي يعلم تماماً هذه الحقيقة، والتي لن تتحقق إلا إذا عاودت ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ السوداني ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻌﻬﻮﺩ يكون ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ الذي نأمل فيه أن تتحقق كل طموحتنا وأحلامنا وأشواقنا.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...