الخميس، 14 فبراير 2019

(الدار) تفتح ملف هجرة الأطباء وتأثيرها على الحقل الطبي

..........................
طبيب يشرح أسباب الهجرة ويطالب بخطط محفزة
.........................
قصص مؤثرة حول جرائم وحرائق لمرضي بالمستشفي
.........................
اجراه : سراج النعيم
........................
أدى ارتفاع هجرة الأطباء إلي التأثير على الحقل الطبي الذي فقد كوادر في تخصصات مختلفة تستفيد منها دول المهجر، لذا على الدولة أن تضع خططاً وبرامجاً محفزة لملائكة الرحمة للبقاء في القطاع الصحي السوداني، فهجرة الأطباء تتطلب تنظيماً دقيقاً يحفظ لهم حقوقهم، خاصة وأن أغلب الأطباء المتخصصين لا رغبة لهم في الهجرة إلا أنهم يكونون مضطرين لهذا الفعل الذي يعتبر تحدياً كبيراً، فهجرة الأدمغة تستنزف الكوادر الطبية، وهذا يحتاج إلي معالجات لما له من تأثير سالب على وضع الرعاية الصحية في البلاد.
تعتبر صحة الإنسان حقاً أصيلاً وأساسياً يجب أن تضعه الدولة في حسابات أولوياتها، فالصحة بحسب مفهومي البسيط موقف من المواقف الانسانية وحضارة من الحضارات الإنسانية ضاربة الجذور، وإذا عدنا بالتاريخ للوراء، فإننا سنجد أن صحة الإنسان من المبادىء الأساسية في كل الكتب السماوية، بالإضافة إلي أنها مضمنة في مؤلفات الحكماء على اختلاف اعتقاداتهم واتجاهاتهم الجغرافية، فمثلاً في مصر نجد إهتماماً منقطع النظير بصحة الإنسان، فالمصريون القدماء توصلوا إلي أهمية الصحة وحضارة الإنسان في وقت مبكر، وأن البلدان لا يمكن أن تبني إلا إذا كانت صحة الإنسان سليمه جسمانياً وعقلياً ونفسياً، وأكدوا أنها تبدأ مع الإنسان من مرحلة الطفولة، وتستمر إلي أن يتوفاه الله سبحانه وتعالي، لذا على الدولة أن تنفق على الصحة الإنفاق الأكبر خاصة وأن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الإنفاق على الصحة سنوياً يتم بما ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ (3) ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ بحيث تمول أغلبها عبر دافعي الضرائب.
وأوضح أطباء أن أبرز أسباب الهجرة ضعف الأجور، وإنعدام فرص التأهيل والتدريب في الداخل والخارج، بالإضافة إلي عدم توفير الوظائف المحفزة، كما أن بيئة العمل في بعض المستشفيات رديئة، وبالتالي أضحت الهجرة ظاهرة مقلقة للغاية، وباتت تؤثر بشكل كبير على الخدمات الصحية في البلاد.
ويري الأطباء الذين استطلعتهم : إن هجرة الكودار الطبية تتطلب من الدولة معالجة الأسباب جذرياً، وتحسين بيئة العمل الصحية، وصرف رواتب مجزية يستطيع من خلالها الطبيب مجابهة ظروف الحياة اليومية.
وأضافوا : منذ أن عرف الإنسان الطب باختلاف تخصصاته، وهو في بحث دوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه، وبالمقابل يجب أن يجد الطبيب حقوقه كاملة في المستشفيات أيضاً، وأن تتاح له الفرصة لمواكبة التطور الهائل في الأجهزة الطبية الحديثة، وتوفر المعلومات وغيرها، وذلك عبر وسائل الاتصال والانفتاح على العالم.
وقالوا : أليس الاجدي أن نطالب بوقف هجرة الأطباء بدلاً من المطالبة بمحاسبتنا وفق التشريعات والقوانين، دون شك هذا يقودنا إلي طرح سؤال في غاية الأهمية، هل واكبت الصحة وكوادرها التطور الذي افرزته (اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ووسائطها في الحقل الطبي الذي أصبحت فيه الأجهزة الحديثة والمعلومات متوفرة بشكل غاية في الدقة وبصورة أسرع، مما يتصور الإنسان، فالتطور التقني الحديث سهل ربط العالم ببعضه البعض.
وأردفوا : ندرك أن السودان في حاجة ماسة للإصلاح ﻓﻲ القطاع الطبي العام والخاص، مع التأكيد أننا نواجه تحديات جسام داخلية وخارﺟﻴﺔ، ولكن بالرغم من ذلك مهم جداً الإصلاح، ﻓﺬﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ جداً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ما تصبو إليه المجتمعات.
واستطردوا : من المعروف أن التفكير في أي خطة إصلاحية يتجه إلي تقييم ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ المبذولة خلال عشرة أعوام ماضية، وذلك من أجل الارتقاء بالأداء الذي يعتبر الأهم على الإطلاق، لذا يجب أن نتقدم في الحقل الطبي ونوليه عناية خاصة حتى يقدم خدمة بما تتسم مع متطلبات الإنسانية من خلال توفير بيئة تتوافق مع التطور، ورفع مستوى الأداء بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية.
بينما أكد الدكتور معتصم صلاح جماع في حوار مع (الدار) : إن لكل هجرة أسباب قد تكون مادية أو معنوية أو طموح مشروع أو هروب من الواقع، ولكن حينما تتعلق الهجرة بالأطباء فإنها تعني هجرة العقول أو نزف الأدمغة التي تصب رأساً في فقدان الموارد البشرية، وبالتالي التنمية الحقيقية تكمن في المحافظة على الموارد البشرية.
وأضاف : ما دعاني إلي الهجرة شخصياً عدم التقييم، وإتاحة فرص عمل كافية وتدريب، ورغماً عن ذلك ظلت الكوادر الصحية تعمل في ظروف صحية صعبة جداً، وهذا الأمر قابله عدم وجود وظائف وعدم توفير فرص للبعثات الداخلية والخارجية ما أسهم ذلك في انفتاح سوق العمل في الخليج، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية التي قدمت المغريات المادية التي تمنح الطموحات القريبة للإنسان.
وأردف : أنا في وضع مادي أفضل يحقق لي استقرار أسري توفرت فيه عناصر المناخ السليم الذي حقق الطموحات المشروعة، وأنا أعمل في ظل وضع يوفر لي كل معينات العمل، وهنالك تخصصات نادرة جداً هاجرت إلي السعودية والخليج عموماً وبعض الدول الغربية، ولكن هجرة الأطباء إلي السعودية أصبحت ظاهرة من واقع أن الطبيب السوداني مؤهل وأمين، وهي صفات تراكمت على مدى السنوات، إذ أن من سبقونا من أطباء سودانيين قد تركوا سمعة وسيرة طيبة.
وعن الحلول لإيقاف نزيف هجرة الأطباء من السودان ؟ قال : إذا انتفت أسباب الهجرة التي تطرقت لها في طرحي لهذه الظاهرة التي أفرزتها الأجواء غير المشجعة من عدم توفير الوظائف والتدريب والمناخ الملائم، فإن الطبيب لن يفكر في الأغتراب عن الوطن، لذلك على وزارة الصحة أن تدرك حجم خطورة نزف الأدمغة السودانية.
وحول الآثار التي تنتج عنها الغربة بصورة عامة؟ قال : مما لا شك فيه أن للغربة أثرها السالب الذي يدفع في إطاره الكادر الطبي الذي هاجر ضريبة تستدعيني مناشدة البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج أن تبقي عينها مفتوحة على الكوادر الطبية هنا وهناك لأنهم يعتبرون سفراء بلادهم، وهنالك مجموعة طبية منهم لديها أنشطة تتمثل في تقديمها مساعدات لمرض الفشل الكلوي بمستشفي أحمد قاسم أي أنهم يستقطعون من رواتبهم.
وفيما يخص المواقف التي مرت به أثناء عمله الصحي بالسودان؟ قال : من أكثر المواقف التي هزتني منعي من دخول احدى المستشفيات الشهيرة الخاصة بالخرطوم.
وأستطرد : تأثرت تأثراً شديداً بقصة الرجل الذي جاء عائداً من الاغتراب وحرق زوجته و ابنتيه الاثنين الذين كانوا يستشفون بالمستشفى التي اعمل بها آنذاك إلا أنهم توفوا متأثرين بما تعرضوا له من حرق بموية النار.
وتشير الوقائع إلى أن زوج عائد من الاغتراب دلق ﺟﺮﻛﺎﻧﺔ ﻣﻮﻳﺔ ﻧﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺇﺑﻨﺘﻴﻪ، ﻣﺎ أدى إلى إسعافهم إلى المستشفي ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻃﺒﻴﺔ ﺑﺎلمباﻟﻐﺔ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ : إﻥ ﺧﻼﻓﺎً ﻧﺸﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺩﻓﻊ الزوج إلي سكب الجركانة المشار إليها بما فيها ﻣﻦ ﺣﺎﻣﺾ (ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﻚ) ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 45 ﻋﺎﻣﺎً، وابنتيه البالغتين من العمر ﺍﻟـ (27) ﺭﺑﻴﻌﺎً ﻭ(21) ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺇﺛﺮ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﺼﺮﺧﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. فيما تم إبلاغ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ التي أوقفت الزوج المغترب بقسم الشرطة ومن ثم اﻟﺘﺤﺮي معه حول البلاغ المدون ضده ﻓﻴﻤﺎ تم إسعاف المصابات علي جناح السرعة إلى ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ.
ﻭﺣﺴﺐ بعض ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، فإن ﺇﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻳﺴﺒﺐ ﺗﻬﻴﺠﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﻳﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻮﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ، ﻭﺗﺼﻴﺐ ﻣﻼﻣﺴﺘﻪ ﻟﻠﺠﻠﺪ ﺑﺤﺮﻭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻊ تآﻛﻞ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺳﻘﻮﻃﻪ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺑﺘﻼﻋﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺣﺮﻭﻗﺎً ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻔﻢ ﻭتآﻛﻞ ﺍﻷﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻖ ﻭﺍﻟﻤﺮئي ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ.
وأسترسل : ومن الجرائم التي مازالت عالقة في ذهني الجريمة التي ارتكبها ذلك الشاب البالغ من العمر (19) عاماً، والذي تم إسعافه إلى المستشفى، فسألت الجاني وقتئذ لماذا فعلت ذلك بوالدك ؟ فقال : كنت (اهظر) معه.
واستطرد : ومن الجرائم التي تابعتها جريمة الشاب الذي قتل والدته وشقيقه بامبدة.
وتبين التفاصيل أن الشرطة ﺩﻭﻧﺖ بقسم ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺑﻤﺤﻠﻴﺔ ﺃﻣﺒﺪﺓ ﺑﻼﻏﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (130) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ (55) ﺳﻨﺔ، ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻭﺷﻘﻴﻘﻪ (37) ﻋﺎﻣﺎً، ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﺑﺴﻜﻴﻦ، ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ (19) ﻋﺎﻣﺎً ﻃﺎﻟﺒﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﺳﻌﺎﻓﻬﺎ إلى المستشفى، وتعود ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺭﻭﺿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎً ﻗﻀﺎﺋﻴﺎً، ﻭﺿﺒﻄﺖ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍُﺭﺳﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻧﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺮﺣﺔ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺗﻢ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ .



الاثنين، 11 فبراير 2019

شباب يشترون طاقة شمسية لطالبة تذاكر بإنارة الشارع

على خلفية بوست بالفيس بوك



..................
وقف عندها : سراج النعيم
...................
أشتري مجموعة من الشباب (طاقة شمسية) لطالبة ممتحنة ظلت تذاكر دروسها بإنارة الشارع العام، فما أن نشرت حالتها المؤكدة من خلالها أنها تنتمي إلي أسرة فقيرة ولا تملك المال الذي يدعها تدخل الكهرباء أو تشتري البدائل لها ، وما أن أنتشر (البوست) الخاص بها عبر الإعلام الحديث إلا وتداعي عدد من الشباب لمساعدتها حيث أنهم جمعوا مبلغاً من المال (شيرلنق) وتوجهوا به مباشرة إلي المحل التجاري الذي اشتروا منه (طاقة شمسية) تكفى منزل أسرة الطالبة بأكمله.
ووجدت هذه الخطوة التي أقدم عليها أولئك الشباب الإعجاب والإشادة من قطاعات المجتمع السوداني الذي أثبت من خلال تجاربه الإنسانية اهتمامه بالتكافل الاجتماعي والذي تجلي في حالة الطالبة سالفة الذكر والتي كان قد نشرت قصتها عبر (الفيس بوك) في ظل ضائغة اقتصادية بالغة التعقيد تمر بها البلاد، وبالتالي تسفر عنها الظروف الاجتماعية للشرائح الضعيفة، وعليه يجب أن تكون الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تضامنية وليست فردية، وذلك من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً وتنموياً، وأن تصب تلك الرؤية في مجملها لصالح التنمية والبناء والتقدم والتطور، بالتركيز على خطط وبرامج تطورت عبرها مجتمعات بعض دول العالم بالرغم من الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر ونمر بها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وطالب عدد من الشباب برؤية مستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تطلع بها الدولة لامتلاكها الآليات المنفذة والمساعدة على ترجمة الأفكار لواقع ملموس، واقع يحتاج منا إلى تطويره بتأهيل الكادر البشري بما يساهم في هذا الاتجاه الرامي إلى الإرتقاء بالوظيفة المجتمعية من حيث التدريب ثم التدريب وعندما يتم التأهل فيما أشرت إليه؛ فإن الأمر ينعكس إيجاباً على المجتمع وتحل وفقاً لذلك كل همومه وقضاياه، ما يحدث هذا الأمر نقلة كبيرة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية التي ربما تضع بلادنا في مصاف الدول المتطورة بالمواكبة والتطور والتغيير الإيجابي القائد إلى ما يصبو إليه كل فرد من أفراد المجتمع.

سير عابدين ﺗﻐﻨﻲ ﺑـ(عرﺑﻲ ﺟﻮﺑﺎ) عبر ﻗﻨﺎﺓ ‏( mbc ‏)


أطلت المطربة السودانية الواعدة ﺳﻴﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ التي ظهرت للمتلقي في الوطن العربي عبر برنامج المسابقات الشهير (ذا فويس) الذي يبث عبر ﻗﻨﺎﺓ ‏( mbc ‏) الفضائية وﻗﺪﻣﺖ من خلال إطلالتها الجديدة ﺗﺠﺮﺑﺔ فنية مختلفة عما طرحته في مشاركتها العربية السابقة ﻭﺫﻟﻚ باختيار أعمال غنائية ﻣﺤﻠﻴﺔ غنتها ‏( ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﻮﺑﺎ ‏) .
فيما قدمت المطربة سير عابدين أغنية تحمل عنوان ( ﻻ ﺗﺤﺰﻧﻲ ‏) وﺗﻘﻮﻝ جزء من ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ :-
ﺭﺑﻨﺎ ﺟﻴﺒﻮ ﺟﻮﺑﺎ
ﺟﻴﺒﻮ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺭﺍﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ‏
بينما رافقها في التجربة الجديدة ﻋﺎﺯف (بيانو) و(جيتار) وحظي ظهورها بالإعجاب والإشادة مؤكدين أنها قدمت تجربة جميلة من خلال الأغنية الداعية لوحدة شطري البلاد السودان الشمالي والسودان الجنوبي.
ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺳﻴﺮ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳﻄﻊ ﻧﺠﻤﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ‏( ﺫﺍ ﻓﻮﻳﺲ ‏) ﺿﻤﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺎﻗﻲ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ.


سراج النعيم يكتب : سودانيون لاجئون في أوروبا

.......................
يذهبون من أوطانهم إلى البلاد الأوروبية طمعاً فى الاستقرار، وهرباً من الظروف الاقتصادية القاهرة، لكن معظمهم يؤكدون أن أهدافهم وأحلامهم وأشواقهم تحولت فيما بعد إلي الحصول على أي وثيقة لإثبات الذات، وهنالك الكثير القصص المؤثرة التى رواها لي بعض المهاجرون الذين أنقذتهم العناية الإلهية من الموت غرقاً، وذلك أثناء بحثهم عن حياة مختلفة، إلا أنه لم يخطر ببالهم أنها سيتحولون إلي لاجئين في الدول الأوروبية.
ومن أكثر القصص المؤثرة التي وقفت عندها قصة شاباً سودانياً يبلغ من العمر (17) عاماً أختار طريق الهجرة غير الشرعية عبر (سماسرة) يتاجرون فى البشر ناشداً العبور من ليبيا إلي أوروبا، واضعاً في المخيلة تحقيق أحلامه بعيداً عن الظروف الاقتصادية المحيطة به، ورغماً عن مغامرته إلا أنه تفاجأ بما لم يكن فى الحسبان.
في العام 2013م حسم أمره وقرر أن يشد الرحال من ليبيا إلي أوروبا، رغماً عن إنه كان صغيراً في السن، فهو من مواليد ليبيا التي استقر فيها، ومع هذا وذاك انقطع عن التعليم، ولم يستطع الحصول على الجنسية، الأمر الذى جعله بلا هوية، مما سبب له إشكالاً إبان نظام العقيد معمر القذافى، إلا أن الثورة التى شهدتها ليبيا مثلّت بالنسبة له منعرجاً خطيراً في حياته، مما قاده للتفكير جدياً في الهجرة غير الشرعية.
المهم عندما عقد العزم علي التوجه إلى أوروبا كان لزاماً عليه جمع مبالغ مالية لمن يتاجرون بالبشر، عندها بدأ يعمل أعمالاً حرة لمدة عام كامل إلي أن تمكن من ذلك، ثم هرب من هناك إلي مدينة (زوارة) التى وجد فيها (السماسرة) وهم يعرضون خدماتهم ويتفاوضون منه ثمن الرحلة، وعندما قبل بالشروط تم احتجازه فى مزرعة برفقة مئات آخرين حتى يحين دورهم للهجرة، مرت أيام وساعات وهم ينتظرون داخل مزرعة كانت بمثابة السجن الذى عاشوا فيه أسوأ أيام حياتهم حيث تعرّضوا فيه للمعاملة القاسية والإهانة والإذلال المتكرر، وكانوا يمنعونهم من التحدث، إما الطعام فكانوا يقدمون لهم وجبة واحدة عبارة عن قطع من (البسكويت)، وبعد (10) أيام من ذلك كان عليهم دفع ثمن الرحلة للمهربين قبل الصعود إلى السيارة التى ستقلهم إلي الشاطئ، وكان أن دفع هذا الشاب السوداني (800) دولار، وذلك بحسب الاتفاق بين الطرفين، فالتكاليف غير موحدة، وتختلف من مهاجر إلي آخر، فهناك من تجاوز ثمن رحلته إلي أوروبا (1200) دولار.
وتشير القصة إلي أنه وفي الساعات الأولي من الصباح حضرت إليهم شاحنة (تبريد) قامت بأخذهم من مزرعة الاحتجاز إلي أن أوصلتهم إلي الشاطىء الذى لم يكن النهاية بالنسبة لهم حيث أنهم سروا راجلين حوالى (10) دقائق ليجدوا زورقاً مطاطياً فى انتظارهم ليقلهم إلى (مركب الموت) من الشاطىء إلي الضفة الأخرى من البحر المتوسط، عموماً تم نقلهم على امتداد الساعتين بـ(السلاح) رغماً عن أنه من بينهم أطفالاً ونساء ومسنين ورغماً عن ذلك تم إجبارهم على التخلص من كل أمتعتهم.
وفي (مركب الموت) القديم جداً كانت المفاجأة غير السارة لهم حيث أنهم وجدوا في داخله حوالي (700) مهاجراً، وذلك بعد صعودهم إليه حينئذ تيقن الشاب السوداني أن طريقهم سيكون صعباً ومحفوفاً بالمخاطر، وأنهم مقدمين على مغامرة كبيرة جداً، لكن أكثر ما حزّ في نفسه هو أن المهربين عاملوهم وكأنهم بضاعة.

وفاة السوداني صاحب فيديو (التعذيب) و(الحرق) الشهير (موسي بشير آدم) بالعراق






...................
ماذا قال لـ(الدار) قبيل رحيله : ﺣﺠﺰتني المجموعة العراقية ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ المستشفي
.................
ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ له ﻣﻦ اعتداء يؤكد أنهم ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ وكل ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ فيه ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ
................
وقف عندها : سراج النعيم
..................
أبلغ عبدالرحمن عبدالله السلطات العراقية بوفاة السوداني صاحب فيديو (التعذيب) و(الحرق) الشهير (موسي بشير آدم) من مواليد مدينة (الفاشر) غرب السودان في الأول من شهر أكتوبر في العام 1962م، وبالرغم التعذيب والحرق الذي تعرض له على يد مليشيات عراقية إلا أنه ظل صابراً محتسباً ما جري معه ظلماً، ولم يفكر مجرد التفكير في مغادرة البلد رغم الأذى الجسيم الذي تعرض له في تلك الأثناء بصورة وحشية جداً ودون رأفة أو رحمة، مما أدخل نبأ وفاته الحزن العميق في نفوس السودانيين ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، كما عبر ﻋﺮﺍﻗﻴﻴﻦ وعرب ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ عن حزنهم لرحيله ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﻪ تعذيب وحرق ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ بشير) من بشاعة وعدم إنسانية، وعني شخصياً شخصيا ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺰﻥ على فقده الجلل في ظروف قاسية مر بها جراء (التعذيب) و(الحرق) الذي تأثر به تأثراً بالغاً، وظهر ذلك جلياً من خلال مقطع فيديو يوضح مدي التعذيب والحرق الذي تعرض له فقيد البلاد (موسي بشير)، حيث حظي بالانتشار السريع ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ على اختلاف تطبيقاتها الإلكترونية (الفيس بوك)، (الواتساب)، (اليوتيوب) وغيرها من وسائط الشبكة العنكبوتية، من جانبه ﻭﺟﺪ مقطع فيديو التعذيب والحرق ﺗﻔﺎﻋﻼً ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ لما فيه من مشاهد نسبة للإنتهاك ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ والحرق على يد ﻣﻠﻴﺸﻴﺎ عراقية ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‏(ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ‏)، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺃﺯﻳﺎﺀ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺤﻤﻞ (ﺃﺳﻠﺤﺔ) ﻭ(ﺫﺧﺎﺋﺮ).
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ المؤثر ـ ﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺣﺘﺠﺎﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير)، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻗﺘﻴﺎﺩﻩ ﺇﻟﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ)، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻧﻬﺎﻟﻮﺍ على ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ‏(ﺭﻛﻼً ) ﺑﺎﻻﺭﺟﻞ ﻭﻟﻄﻤﺎً ﺍﻷﻳﺪﻱ على ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ، ﻭﺿﺮﺑﺎً على ‏(ﺍﻟﺮﺃﺱ)، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺃﻗﺴﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺟﺮﻳﺤﺎً، ﺑﻞ ﺿﻐﻄﻮﺍ على ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺎﻷﺣﺬﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺍﺳﺘﻔﺰﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ وبل وحتي العراقيين ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﺍﻭﻟﻮﺍ مقطع ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ على ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﺟﺪﺍً، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻺﻳﺬﺍﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺃﻇﻬﺮ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻼﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻭﻳﻌﺘﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﺋﻼً : ‏(ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ‏).
ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير‏) ﺿﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺫﻱ ﻭﺍﻹﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻕ ﺑﻪ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻀﻐﻄﻮﻥ على ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺑﻬﻮﺍ ﺑﺂﻻﻣﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﺷﻌﻞ ﻧﺎﺭﺍً ﻣﻦ ‏(ﺯﻧﺎﺩ) ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﺤﺮﻗﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ‏(ﺍﻟﺪﻗﻦ) ، ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ ‏(ﺍﻟﺮﺃﺱ‏) ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻤﻮﺩﺍً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير) ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ أينما ﺣﻂ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير) ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻻﻳﺼﺎﻟﻲ ﺑﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺙ ﺿﺠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﺳﺎﻓﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ ﺳﺮﺑﺘﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺎﺓ ﺑﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ‏(ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ)، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺕ ﺇﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏(ﻣﻮﺳﻲ بشير‏).
في البدء ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺘﻚ ﻣﻊ ﺗﻌﺬﻳﺐ وحرق ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻟﻚ؟
ﻗﺎﻝ : ﺗﻢ ﺣﺠﺰﻱ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺯﻳﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺯ ﺗﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻲ ﺑـ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‏)، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻄﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺘﺠﺰﺍً ﻛﻜﻞ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏(ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ‏) ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ ﺩﺣﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﺑﺌﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﻷﻋﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺇﺻﺎﺑﺘﻲ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺘﻘﺪﺕ ﺇﻧﻨﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺣﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺇﻧﻨﻲ ﻋﺎﻣﻼً ﺑﺴﻴﻄﺎً ﺟﺪﺍً، ﻭﻃﻮﺍﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﺳﺎﻋﺪ ﺑﻪ ﺃﺳﺮﺗﻲ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻧﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻬﺎ، ﺇﻻ ﺇﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﻇﺮﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﻢ .
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﻝ ﺧﻄﻮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺟﻮﺍﺯ ﺳﻔﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺎً، ﺣﺘﻲ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ؟
ﻗﺎﻝ : ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ، ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻓِﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻟﺢ.
ﻭﻣﻀﻲ : ﺃﺷﻜﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﻭﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﻗﻔﺘﻬﻢ ﻣﻌﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ؟
ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﻘﻄﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﻣﻌﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮﻧﻲ ﺍﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻠﻤﺘﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺠﺰﺗﻨﻲ ﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﻐﻄﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺣﺬﻳﺘﻬﻢ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺎﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻤﻞ ﺳﻼﺣﺎً، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺃﺷﻜﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻬﺪﺩﺍً ﺃﻣﻨﻴﺎً.
ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻴﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻭﺍﻃﻤﺄﻧﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ .
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﻣﻨﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﺍﺻﺒﺖ ﺑﻌﻴﺎﺭ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺯﻓﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ‏) ، ﺍﺻﺒﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻲ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ‏( ﺣﻤﺎﻡ ﻋﻠﻴﻞ ‏) ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ .
ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﻤﺪ ﻣﻮﺳﻲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻭﺳﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ، ﻫﻜﺬﺍ ﺻﻤﺪ ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﺃﺷﻬﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻼً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﺧﻴﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺗﺘﻠﺬﺕ ﺑﻀﺮﺑﻪ ﻭﺣﺮﻗﺔ ﺑـ ‏( ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﻌﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺳﺠﺎﺋﺮﻫﻢ ﺑﻼ ﺭﺃﻓﺔ ﺃﻭ ﺭﺣﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ ﺒﺸﻴﺮ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻋﺰﻻً، ﻭﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻇﻞ ﺭﺍﻓﻌﺎً ﺭﺃﺳﻪ ﺷﺎﻣﺨﺎً ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ‏( ﺃﻧﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ‏) ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻫﺶ ﻣﻌﺬﺑﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎﻭﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ‏( ﻣﻮﺳﻲ ‏) ﻓﻀﺢ ﺟﺮﻣﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺴﺢ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﺎﻟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ : ‏( ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ، ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺮﺃﻓﺔ، ﻭﻫﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ، ﻣﺘﺠﺮﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ.

الخميس، 7 فبراير 2019

داعية إسلامي يحذر النساء من اصطياد السحرة لهن بـ(عرق المحبة)

المغربي : أعشاب تطرد جن الزوجات والأزوج في حال عدم الإنجاب
.......................
جلس إليه : سراج النعيم
.........................
تشكل ظاهرة التداوي بالإعشاب في بعض الطرقات والمواقف والأسواق العامة هاجساً للكثير من الأسر وخاصة بعض النساء اللواتي يلجأن إلي من يدعون ذلك بغرض العلاج من السحر بـ(التمائم) و(الحجبات) و(عرق المحبة) التي يوهم بها المعالج النساء بأنه يجلب لهن الحبيب ويتتم لهن مراسم زواجهن ، ورغماً عن عدم تحقق ذلك إلا أن هنالك إقبال منقطع النظير.
و قال الامام والداعية الإسلامي الدكتور عبدالحفاظ عبدالله الحاكم، الشهير بـ(المغربي)، الخبير في علم (التداوي بالإعشاب) : إن بعض الناس لديهم الخبرة في التداوي بالإعشاب، إلا أن هنالك البعض منهم يستخدم (الدجل) و(الشعوذة)، ومن يتجهون على ذلك النحو يصطادون النساء لخدعتهم بأن لديهم (سحراً) يقف عائقاً أمام زواجهن من هذا الشاب أو ذاك، وعندما تقتنع بما ذهب إليه يعطيها (عرق محبة) مدعياً أنه يقريب الحبيب أو يفك السحر وغيرها، وهي أشياء (شاذة)، ولكل قاعدة (شواذ)، لذا أنصح النساء أن يأخذن الحيطة والحذر من مغبة الانجراف وراء هذا التيار الجارف، لأن اتباعها للدجالين والمشعوذين يعرضها إلى ما هو أسواء، بالإضافة إلي أنه لا يجوز الذهاب لهم.
وأضاف : من المعروف أن التداوي بالإعشاب أخذ موقعه في الحياة قبل ظهور الديانة الإسلامية، إذ أن العرب واليابانيين والصينيين استعملوه، ومن علماء العرب العشابين الحارث بن كلده وداؤود و الانطاكي وابن سيناء وابن البيضاء والرازي وابن النفيس وابن الهيثم والطب النبوي للإمام ابن القسيم.
وأردف : عندما ظهر الطب الحديث تم اقتباسه من طب العرب، والنظريات والقواعد الطبية التي أخذها الغرب من مخطوطات العرب في (بغداد) و(البصرة) و(الكوفة) و(الشام)، وقامت بعض الدول الأوروبية بتطويرها إلي الطب المتعارف عليه اليوم بالطب الحديث الذي وجد إقبالاً من الناس الذين بدأوا نسيان الطب الشعبي (التداوي بالإعشاب)، والذي بدأ في الاندثار تدريجياً، ولكن مازال رغم كل ما أشرت له هو الأصل حيث أنه احتفظ بأصوله وأسسه الثابتة، فهنالك علماء (اعشاب) بدؤوا في نفض الغبار عنه، امثال ابوالوفاء محمد عزة عارف الذي اهتم بطب الاعشاب، وألف كتاباً حمل عنوان : (من كنوز الطب العربي) وألف العالم السوري محمد وريحة ريحان مجلداً تحت عنوان (التداوي بالإعشاب) شمل العلاج بالطب الحديث والقديم، وهنالك كتاب آخر يدرس الآن في كلية الزراعة تحت عنوان النباتات الطبيعية والعطرية والسامة، وهو يعد مرجعاً يدرس في الوطن العربي.
وتابع : الاعشاب تم إدراجها في ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية حيث تدر سنوياً (30) مليار دولار و في الصين (8) مليار دولار، وهذا كله يدل على أهمية اتجاه الناس للعلاج بالإعشاب.
وأضاف : لكل مرض نوع معين من العلاج والدواء على حسب الداء مثال اليرقات الفيروسي (B)، ونحن متخصصين فيه تماماً، وهو فيروس يصيب الدم وأحياناً ويكون في الكبد ويؤثر فيها ووظائفها، بالإضافة إلي تأخر الإنجاب، فأحياناً تكون المشكلة عند الرجل متمثلة في نقص السائل المنوي أو كسل في الحركة أو تشوهات أو ضعف في الانتصاب، إما المرأة فقد يكون لديها خلل في الهرمونات أو تكيس في المبايض أو انسداد في الأنابيب أو ضعف التبويض، وأحياناً يكون هنالك (سحر) في تأخر الإنجاب، وهذا يجعلنا نخضع المريض للرقية الشرعية، أو اعطائها اعشاب تؤذي الجن، وتساعد في خروجه من جسد الإنسان مثلاً (السزاب) و(البابونج)، وقد نجحت أكثر من (20) حالة عدم إنجاب، وقد سمي (4) من أولئك الأزواج اسماء ابناؤهم على أسمي، وهم كان لديهم تأخر الإنجاب لأسباب عضوية وروحية.

علي إبراهيم (اللحو) في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر بـ(القاهرة)




 ............................
عملت راعياً بـ(البهائم) وجندياً في قوات الشعب المسلحة ومطرباً لكل السودان
............................
العسكرية علمتني الضبط والربط وقوة الشخصية وقول كلمة الحق بشفافية
...........................
جلس إليه : سراج النعيم
............................. 
كشف الفنان على إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ عبدالرزاق على (اللحو) أنه من مواليد العام ١٩٤٢م، و بدأ مراحله الدراسية بمدرسة (حوش بانقا) الأولية، كما أنه وضع في هذا الحوار الاستثنائي تفاصيل من حياته الخاصة والعامة، مؤكداً أن جذوره تعود إلي ﻗﺮﻳﺔ (ﻣﻮﻳﺲ) الواقعة ﺟﻨﻮﺏ مدينة (ﺷﻨﺪﻱ) بولاية نهر النيل شمال السودان .
وقال : وﺍﻟﺪي ﻣﻦ منطقة (ﺍﻟﺪﻣﺎﻣﺎﺏ) ﻛﺎﻥ عليه الرحمة ﻣﻌﺮﻭفاً ﻓﻲ مدينة (ﺷﻨﺪﻱ) ﺑﺎﺳﻢ (ﻋﻠﻲ ﻭﺩﺩﻣﺎﻣﺔ)، إما والدتي فهي من منطقة (اﻟﻔﺪﻭﺳﺎﺏ). 
ما المهنة التي كنت تمتهنها في بداية حياتك العملية؟
عملت منذ نعومة أظافري راعياً مع والدي عليه الرحمة، ومعروف عن أهلي إمتهانهم لـ(الرعي) و(الزراعة)، وفي ظل تلك الأجواء اكتشفت موهبتي الصوتية من خلال ترنمي ببعض ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ الذي بدأت اتلمس في إطاره إخراجها من نطاقها الضيق ، وظللت متعلقاً بالفكرة إلي أن التحقت بقوات الشعب ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ التي علمتني الضبط والربط وقوة الشخصية فأصبحت أصدر في إطارها آرائي بكل شفافية ولا أجامل في قول كلمة الحق، عموماً ما أن ﺗﻘﺎﻋﺪت عن العمل العسكري إلا وأقمت في منطقة (ﺑﺮﻱ) بالخرطوم.
متي ولجت للإذاعة السودانية رسمياً 
أولاً لا بد من التأكيد بأن إذاعة امدرمان كانت منبراً إعلامياً مؤثراً، ويوصل صوت الفنان سريعاً إلي كافة أنحاء البلاد، وتحقق لمن يطل عبر اثيرها انتشاراً واسعاً شمالاً جنوباً وشرقاً وغرباً، وعليه كان الفنان المبتدئ يحرص حرصاً شديداً على إجازة صوته والتسجيل رسمياً لها، وبالتالي كنت واحداً من هؤلاء الذين دخلوا ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ في العام 1962ﻡ، ومن ثم سجلت لها آنذاك ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ‏( ﻟﻲ ﺯﻣﻦ ﺑﻨﺎﺩﻱ، ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ ﻧﻮﺍﺭﺓ ﻓﺮﻳﻘﻨﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ)، وذلك من خلال إطلالتي عبر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ (ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻭﺃﻟﻮﺍﻥ)، ومن هذا البرنامج كانت انطلاقتي الحقيقية نحو الشهرة والنجومية.
ما الكيفية التي اصقلت بها موهبتك الفنية؟
من خلال الاستماع للمطربين الذين يتم استقدامهم من (الخرطوم) أو (شندي) لإحياء مناسبات الأفراح في منطقتنا، وعلى خلفية ذلك بدأت ﺃﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ، وأتغني بها أثناء ممارستي للرعي، وكنت إلي جانب ذلك أحب العسكرية، المهم أن كل هذه الأحلام كانت تداعب مخيلتي، فبدأت أغني في بداية حياتي الفنية الأغاني الرمزية التي كان يعتقد الجمهور أنها أغنيات (غزلية)، بل هي كانت ومازالت مفتتنة بحب الوطن، وتدعو لتحرير البلاد من حكم المستعمر البريطاني، وبالتالي مثلت هذه الأغنيات تمرداً على الأعمال التقليدية، مما جعلها سلاحاً قوياً للمقاومة الشعبية ومنها مثلاً ‏(عزة في هواك وﻓﻲ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ).
وماذا؟ 
بدأت حياتي الفنية من خلال استماعي إلي إنشاد مدائح المصطفي صل الله عليه وسلم، والتي وجدت في ظلها ملاذي الآمن، ومع هذا وذاك كانت جدتي تألف الشعر، بالإضافة إلي أنها كانت تجيد فن مدح المصطفي صل الله عليه وسلم.
هل أنت راض عما قدمته وهل ساهم في تأطير اسمك في وجدان الشعب السوداني؟
نعم راض عما قدمته بعد أن ﺫﺍﻉ صيتي ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺷُﻬﺮتي وأصبحت واﺳﻌﺔٍ في مساحات شاسعة من الوطن، وذلك من خلال انتشار أغنياتي التي تمتاز بلونية مختلفة عما هو مطروح في الحركة الفنية آنذاك، وكنت أختار النصوص الغنائية بعناية فائقة بالإضافة إلي الألحان التي صنعت بها مدرسة فنية وجدت القبول من المتلقي، والذي بدوره احبني فبادلته الحب بحب أكثر منه.
كيف بدأت علاقتك بالشاعر إبراهيم العبادي؟ 
قال : في مرة من المرات حللت ضيفاً على الإذاعة السودانية، وصدحت خلال تلك الاستضافة بأغنية (ﺳﺎيق ﺍﻟﻔﻴﺎﺕ) وصادف أن حظيت الأغنية بتفاعل منقطع النظير من المتلقي وبما أنها وجدت كل ذلك التجاوب منحتني إدارة الإذاعة وقتئذ مبلغاً من المال كمؤدي للأغنية و(٨) ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ للشاعر الكبير إبراهيم ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ الذي لم أكن أعرف أين أجده وكان أن سألت عنه إلي أن تم اخباري بارتياده مقهي امدرماني شهير وكان أن ذهبت إليه هناك ووجدت في معيته ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ، وعندما أقتربت منه ارتسمت علامات الدهشة على وجهه لعدم معرفته بي إلي جانب إنني كنت صغيراً في السن فما كان منه إلا وقال لي بالحرف الواحد : (نعم يا ولد داير مني شنو ؟) فقلت له غنيت في الإذاعة السودانية أغنيتك (سايق الفيات) وعلى خلفية ذلك تم اعطائي لك مبلغ نظير تسجيل الأغنية فما كان منه إلا والتفت لمن يجلسون معه قائلاً : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺗﻐﻨﻰ بـ(سايق اﻟﻔﻴﺎﺕ) وقد حدثتكم وقلت لكم كأنني استمع لها لأول مرة رغم أنها من الأغنيات التي سبقه عليها الفنان الكبير محمد أحمد ﺳﺮﻭﺭ.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...