......................
سقطت على الأرض ودخلت في حالة غيبوبة بسبب (السحر)
..........................
ظاهرة الفتيات (الشلابات) في ازدياد أفرزه التطور التكنولوجي
........................
وقف عندها : سراج النعيم
.........................
من أغرب القصص التي مرت عليّ قصة سيدة منقبة تدور أحداثها فيما اسمته
بـ(السحر) الذي أستمر معها سنيناً عددا، وسيطر على حياتها سيطرة تامة، مما
أنتج ذلك بعض الأمراض الخطيرة المتهمة بها من قبل بعض الأطباء الذين شخصوا
حالتها، وهذه الأمراض سالفة الذكر ربما تتسبب في وفاتها، وعلي هذا النحو
يتم إسعافها إلى المستشفيات الخرطومية لوضع حد لمعاناتها، إلا أن كل
الفحوصات تؤكد حقيقة واحدة لا ثان لها وهي الإصابة بـ(السرطان)، الأمر الذي
ترك أثراً سلبياً في حياتها بصورة عامة وانعكس مع مرور الأيام والشهور
والسنين علي أسرتها.
و قالت : (والله العظيم حائرة ولا أدري ماذا أفعل
مع قصتي غريبة الأطوار هذه ، القصة التي بدأت معي قبل سنوات خلت، وظلت
تتطور يوماً تلو الآخر إلى أن أخذت أبعاداً مخيفة ومرعبة، ولا أنام على
إثرها لا نهاراً ولا ليلاً، ولو لدقائق معدودة، هكذا انقلبت حياتي رأساً
على عقب، وفي ظل ذلك كنت أبحث عن حلول ناجزة، ولكن مازال الغموض يكتنف وضعي
الصحي إلي أن اكتشفت (السحر) الذي أقتحم حياتي بشكل مفاجئ .
كيف حدث ذلك؟
قالت : كنت في إحدي الأيام أشاهد التلفاز الذي كان تبث من خلاله حلقة حول
الرقية الشرعية والتداوي بالقرآن، وبعد دقائق من تركيزي مع الشيخ المستضاف
وجدت نفسي مرغمة على الإنصات للتلاوة التي أخذتني إلي عوالم أخري، وما أن
مرت لحظات على ذلك إلا وسقطت على الأرض، ثم دخلت في حالة غيبوبة، تمت
إفاقتي منها بصعوبة شديدة، ثم بدأت تظهر لي أعراض إصابتي ببعض الأمراض مثل
(الفشل الكلوي) و(السرطان) وغيرهما من الأمراض المستعصية، فلم يكن أمامي
بداً سوي أن أشد الرحال إلي إحدى الولايات، وعندما وصلتها كانت قد ساءت
حالتي الصحية، فتم إسعافي على جناح السرعة إلى المستشفي، ومع هذا وذاك عجز
الأطباء من تشخيص حالتي الصحية إلى أن تم إتهامي بمرض (السرطان)، والذي
ظللت وفقه في المستشفي فترة من الزمن دون الوصول إلى نتيجة في إطار تناقض
الفحوصات وتضارب التشخيصات، ما حدا بي الاتجاه إلى أحد الشيوخ والذي بدأت
معه جلسات للعلاج بالرقية الشرعية، إلا أنني لم أستمر معه لأنه لم يحتمل
قوة (السحر) الذي يتملكني، فما كان منه إلا وتوقف عن مواصلة التداوي
بالقرآن، مما أضطرني الذهاب إلى شيخ آخر، إلا أنه أعتذر أيضاً لقوة (الجن)،
وفي غمرة بحثي عن الشيوخ وجدت شيخاً أجتهد معي إجتهاداً كبيراً لدرجة إنني
كنت استفرغ دماً وتعبت جداً من الصراع الذي يسيطر على حالتي العامة، وهو
صراع ما بين (الخير) و(الشر)، وعلى خلفية ذلك تسرب لدواخلي القلق والتوتر
والهواجس التي تحكم حياتي بشكل مخيف ومريب في آن واحد، واستمريت على ذلك
المنوال إلى أن استقر بي الحال مع أحدهم، ولكنه بدأ يطلب مني طلبات غريبة
بإشارات وعلامات يرسلها عبر (الواتساب) موحياً إلى أن هنالك أشياء غريبة،
ويضع في ذات الوقت بروفايلات مزعجة.
وقالت : وصلت إلى أكثر من (20)
بروفايل كلها تشير إليها حتى أن بعض الذين يعرفون أنني أتلقي معه العلاج
يسألونني ماذا يقصد المعالج بذلك، وكأنهم فهموا أنه يشير إلى أن طريقها
أخضر ومردنا إلى الله أو يضع (قطية) مفتوحة الباب ويقول ذلك علي هين،
عموماً هي أشياء توحي أن هنالك شيء ما بين الطرفين، وخلاصة القول إنه كان
يفعل ذلك استفزازاً لي، فأنا في بعض الأحيان أخرج عن النص، ولكن في نهاية
الأمر أنا إنسانة مريضة وتتلقي العلاج وليس على المريض حرجاً، ومجرد ما
أتلقي إشارات أنفعل معها إنفعالاً شديداً، فيقول لي المعالج بكل بساطة أختي
نحن نتلقى يومياً عشرات الرسائل، فقلت في قرارة نفسي الخير فيما اختاره
الله، إلا أن المفاجأة المذهلة بالنسبة لي هي أنه جمع الرسائل المتبادلة
بيني وبينه، وكان يحذرني من استخدام الأرقام التي كان يستخدمها هو والتي
تنتهي بأرقام محددة عبر (الواتساب)، وكلما انتهت المكالمات يظهر لي الرقم
المحذرة منه، ولديه أرقام يتخاطب بها معي، وغيرها من الأشياء التي كنت
اتوتر منها، وهو نشر الحوارات الدائرة بيني وبينه، مبيناً إنني شخصية
فارغة، وأن كنت لا أعرف السبب الذي جعله يفعل ذلك غير أنه أراد الانتقام
مني، وما فعله لا أساس له من الصحة، فأنا بعيدة كل البعد عما ذهب إليه هذا
الشخص المريض، وأنا اعتبرت حديثه هذا إشانة سمعة، ولكن لا املك مستنداً
أدينه به لأنه أوصل رسالته بحرفية عالية، وما بدر مني متحكم فيه الجن، وهذا
السلوك المنافي أصبح منتشراً عبر قروبات (الواتساب) المختلفة وجند بعض
الناس، وعلى خلفية ذلك تغيرت معاملة جيراني والبعض من أهلي، مما يؤكد أن
حملة ذلك الشخص نجحت في إشانة سمعتي، الأمر الذي جعلني أدمن تعاطي الحبوب
المهدئة، فأنا لا أريد أن أصارح زوجي حتى أدخله في شك وظن.
ومما ذهبت
إليه فقد طالبني الكثير من الأزواج الإستمرارية في مناقشة قضايا تتعلق
بـ(عش الزوجية)، وما يتصل بـ(الواتساب) الذي أصبح يشكل هاجساً للأزواج خاصة
السيدات اللواتي يعتبرنه (الضرة) الأخطر من (الزوجة الثانية)، ومصدر
توترهن وقلقهن نابع من أنه يساهم في هدم إستقرار أسرهن، خاصة وأن إستخدامه
يندرج في الإستخدام السالب، والذي في الغالب الأعم يتم بالتواصل مع غرباء
يتم التعرف عليهم في العالم الإفتراضي، مما يجعل بعض الأزواج ينصرفون عن
الزوجات والأبناء ربما تواصلاً مع بعض زميلات العمل أو من تعرفوا عليهن عبر
القروبات بـ(الواتساب) أو (الفيس بوك) أو أي وسيط تواصل إجتماعي آخر.
وفي السياق روي لي صديق متزوج قصة من القصص المؤثرة في هذا السياق، مؤكداً
أن هنالك أزمة حقيقية شهدتها إحدي المناطق، وهذه الأزمة تتمثل في أن عروساً
حديثة، بدأت تخطو خطوات السعادة نحو (عش الزوجية)، إلا أنها تفاجأت بأن
فارس أحلامها الذي تعرفت عليه بالواتساب (راجل مرا)، وعندما أراد ترحيلها
للمنزل وجدت الزوجة الأولي قد استنفرت نساء منطقتها للتضامن معها، واللواتي
بدورهن أعلن حالة الإستنفار من الدرجة الأولي، ليس حباً في صديقتهن، إنما
خوفاً علي أزواجهن من هذا المصير، لذا رفضن السماح للعروس الجديدة دخول
منزل الزوجة الأولي، وأكدن علي أنهن لا يؤيدن فكرة الزواج عليهن مثني وثلاث
ورباع، وبالتالي يكن قد مارسن ضغوطاً علي أزواجهن بأن لا يفعلوا كما فعل
زوج صديقتهن، والذي وجد نفسه أمام ظاهرة لم تخطر بباله، وقال صراحة :
أعتبرها ظاهرة مقلقة ومهددة للسلم والنسيج الإجتماعي، فلم يجد حلاً سوي
تأجير (شقة) قريبة من منزله حتي يستطيع التواصل مع زوجته الأولي وأبنائه،
ورغماً عن ذلك ظلت زوجته الأولي ونساء المنطقة يراقبن ويرصدن كل تحركات
عروسه الجديدة، لدرجة أنهن رفعن درجة الحذر إلى اللون (البرتقالي)، هكذا
أصبحن متأهبات في انتظار المزيد من المعلومات حتى يرفعن الحذر إلى اللون
(الأحمر)، والذي قررن بعده تكوين منظمة لمكافحة الفتيات (الشلابات)، عموماً
الفكرة كانت وليدة لحظة إحضار العروس الحديثة.
أما أول تصريح للزوجة
الأولي المنتخبة رئيساً للمنظمة مفاده : (كنت في بادئ الأمر أشك في زوجي،
لأنه كان كثير الانشغال بالتواصل عبر الواتساب، أي أنه لا ينوم أو يصحو،
إلا وهو متصلاً، لذا تجده يتصفح في هاتفه بتركيز شديد، ومع هذا وذاك يشفر
الهاتف حتى لا أتوصل لحقيقته، لذا أنصح رفيقاتي بأن لا يتركن أزواجهن
يعيشون في العالم الافتراضي كثيراً دون رقابة لصيقة، وأن يطالبن بفك
الأقفال المانعة لوصولهن للتطبيقات الاجتماعية)، ومما أشرت له قررنا إيجاد
حلول جذرية لهذه المعضلة للتطور الذي تشهده (العولمة) ووسائطها.