خبرني أيها الأب الحنون
فأنا علي الوعد القديم
متي ستعود من الغياب
إني أنتظر دون عنوان
أو حلم فيه مقيل جديد
يرشدني كلما طاردتني الذكري
إلي من غيبوا أبي
واطفأوا في القنديل
وجعلوا ليلي ليل عليل
تائه حائر بلا دليل
بلا إكليل بلا قنديل
كلما صبرت أصبحت ذليل
فاصطباري صبر جزيل
بينما دروب الندامي تميل
والألم يزداد في بمزيد
حتي أن الجرح ثقيل
فاصرخ أين وطني المأمول
أين أبي ملاذي المجيد
متي مشيت الفرح ضئيل
يا حلما عد لي بالمقبول
يا حكيما اضيء بما يفيد
يا صوت صداه علي مسامعي يعيد
يا سميعا لك الأمور تؤول
حيثما ترتحل أكون رهن القيد
ورئتي ذكري ماض عنيد
يكتب علي أبواب التاريخ عزول
فعجل بما ملكت ولو القليل
عسي أن نلتقي ونعود
فيا إلهي نواح في يطول
يتراءي في عيني كالنزيل
يعمق الخطوب داخلي ويصول
فلا خلاص أو فرح يحول
وعين النجاة تحفل بالنيل
وإن سقط المطر مرتجفا
وحط ماؤه علي كالقيود
فادركوني إنني فيه أقول
بيني وبين أبي الأصيل
روح ظللها هذا المقيل
وهم الزمان في نزيل
وتلك الجراح الي تؤول
فاشكو من أحزان تحول
بين من غيبوني في تهويل
فأصبح شأني نواح وهديل
كلما هزتني رياح الهوي للحس
تمايل غصني في روضة الأمس
فما هبت الأشواق ولو همس
ولا الأفراح تفاوض الشمس
فما وعيت الحس عندي يميس
يحلل الجراح ويعادي الفيس
يغرس في سكينة الطمس
فتهزني شوقاً للماضي والإنس
تهبني الأحزان افاضة لليأس
فما عدت مشرعا للفرح والعرس
فالاتراح تنادي في احترس
إذ ذهبت الأيام في لبس
فلا عاش الغرب واليهود النحس
ولا أصبح الأمريكان سادة الحس
فلا اداروا الكأس بالخيف أمس
ولا ازالوا هما لي نكس
إني ظامي لطيبة الأنفاس
وبابي مفتوح لعرب وفرس
فاليمن تاج العروبة والناس
والمغرب عطرت الجزائر وتونس
وأذكر مصر ودمشق والقدس
ليبيا والسودان وافغانستان
والعراق قبلة لكل الناس
ومن كان ينشد إيران
ليس مذنب شغعني بالإفلاس
وأذكر باكستان والشيشان
طهروا الروح من الانجاس
بعد سلبهم إرادة الأمة
وغسلوا بعض عقول الأجناس
بزعم بثنا الإرهاب للناس
ضربوا مصنع الشفاء بالأمس
وملجأ العامرية مزارع شعبا
والعرب تجردت من الحس
جلبوا سلطاناً يزهق الأنفس
هكذا باعوا الأوطان بثمن بخس
لم يستوعبوا مرارة الدرس
فالإنسان لايظن بي وسواس
حينما يقتل ويسجن ويحبس