الخميس، 29 مارس 2018

الموظف متلازمة (تعال بكرة)!!



من العبارات الشائعة في الأوساط المجتمعية عبارة (راجعنا بكرة)!! خاصة عندما تذهب إلي الجهات التي تتعامل مع الجمهور بصورة مباشرة في حين أن المعاملة التي أشرت لها ربما لا تتطلب من الموظف سوى دقائق أو ساعة أو ساعتين من زمنه في حال كانت المعاملة تمر بمراحل مختلفة ولكن في الغالب الأعم تكون الأوراق مكتملة باستيفاء كل الشروط اللازمة لذلك وجدت نفسي أقف بتأمل عند الظاهرة خاصة وأن هنالك من يشكو من انتشارها في بعض المؤسسات التي لديهم فيها معاملات أكدوا أنهم قدموها في فترة لا توجد فيها معاملات أخري ودون اللجوء إلي واسطة تؤثر علي الموظف.
ورؤى لي صديقي أنه أصر إصراراً شديداً علي تقديم معاملته للموظف ملتزماً بكل الشروط الواجب توفرها حتى يتجنب متلازمة (تعال بكرة) وما أن سلم معاملته للموظف إلا وقال له : (تعال بكرة) الأمر الذي أغضبه فدلف مباشرة إلي مكتب المدير ووضع علي منضدته ما جري معه وزاد بأنه يمر بظروف قد تستدعيه للسفر خارج السودان.. فوجد استجابة فورية تم علي إثرها استدعاء الموظف الذي مجرد ما خرج من مكتب المدير إلا وقال لصاحب المعاملة : (عاودني نهاية الدوام) أي أنه استبدل متلازمة (تعال بكرة) بـ(عاودني نهاية الدوام)، ولم يفعل صديقي ذلك كله إلا لاعتراضه التام علي متلازمة (تعال بكرة)، وعندما أزفت الساعة جاء صديقي للموظف إلا أنه تفاجأ بموظف آخر.. وعندما وجه له خطابه حول المعاملة خاصته قال له دون أن يرفع رأسه : (تعال بكرة) الأمر الذي جعل صديقي يصاب بالإحباط الذي قاده للتراجع عن فكرته المتمثلة في عدم الاستعانة بصديق.. وما أن تلقى ذلك الموظف مكالمة هاتفية إلا وبحث بين المعاملات الموضوعة أمامه وسلم صديقي معاملته جاهزة.
وللأمانة والتاريخ الظاهرة لا تنطبق علي كل الموظفين فهنالك مؤسسات واكبت التطور الإداري الذي يشهده العالم من حولنا ما جعلها سريعة في قضاء معاملات الزبائن بأقل جهد ممكن إلا أن هنالك بعض الموظفين يعتقدون وهماً أن الوظيفة تخصه شخصياً، لذلك يعمد إلي أن يأخذ راتبه الشهري بأقل جهد ممكن.. وهنالك من يقولها صراحة بشتغل قدر مرتبهم، الأمر الذي يستوجب إذكاء روح الرقابة الذاتية حتى نضمن انسياباً طبيعياً للعمل بعيداً عن متلازمة (تعال بكرة).

https://www.facebook.com/sraj9999شبكة العريشة الاخبارية

https://www.facebook.com/sraj9999/

سراج النعيم يكتب : شائعات وعصام محمد نور


أتفق مع النقد الذي وجهه الفنان عصام محمد نور لمطلقي ومروجي الشائعات عبر وسائط الإعلام الحديث مؤكداً أنها تؤثر بصورة سلبية على المبدع، وتعتبر الظاهرة من الظواهر الدخيلة علي المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً، إذ أنها بدأت تأخذ هذه الابعاد في ظل التطور الذي يشهده العالم من حيث (العولمة) ووسائطها المختلفة، ويبدو أن استخدامها بشكل سالب هو الذي أفرز الكثير من التحولات التي جعلت معظم الأسر أشبه بالإلكترونية من واقع انشغال أفرادها بالتواصل عبر المواقع التواصلية الحديثة عبر (الفيس بوك)، (تويتر)، (اليوتيوب)، (الواتساب) وغيرها من الوسائل الإلكترونية التي قادت تلك الأسر إلى الأدمان، مما حدا بالشركات المنتجة التنافس تكنولوجياً لجذب الجمهور المستهدف في أخلاقه وقيمه وسلوكه، وفي ظل ذلك أصبح من أولويات الأسر مواكبة التطور التقني حتى أن هنالك عروساً طلبت من زوج المستقبل أن يضع هاتفاً ذكي ضمن (الشيلة)، ضف إليها ظواهر أخري كظاهرة فيديو (الواتساب) الشهير، وبالرغم من الظواهر السالبة تقنياً إلا أن التطور التقني مطلوب للإنسان من أجل مواكبة العصر للارتقاء إلي سلم الحضارة بصورة إيجابية تساهم في بناء المستقبل بشكل واضح حتى نوصل صوتنا ثقافياً وحضارياً ولا تؤثر فينا الثقافات والحضارات المغايرة.
لذا يجب أن تكون هنالك حملات توعوية تندرج في الأطر المعرفية، العقلية، التعليمية، المهارية، النفسية، الثقافية، الاجتماعية ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ مما يشمل حياة الإنسان التقني غصباً عن إرادته خاصة وأن المجتمع يحتاج للمواكبة والتطور إيجاباً حتى لا يكون معزولاً عن المجتمعات الآخري حيث نجد أن المجتمعات البعيدة عن الإرشاد والتوعية التكنولوجية تنحرف بشكل سافر نحو استخدام التقنية الحديثة بصورة غاية في السلبية.. وذلك يعود إلي عدم تنمية المهارات التكنولوجية إيجاباً ودفعها بعيداً عن السلوكيات السالبة التي لها الأثر الكبير في توجيه طاقات الإنسان نحو الاستفادة مما تنتجه ( العولمة ).
فلا يشعر الإنسان بالانتماء إلي الحياة البشرية إلا في حال أنه أستطاع أن يواكب ما يجري في محيط مجتمعه بكل تأثيراته وتفاعلاته السالبة منها والموجبة مستفيداً من المعرفة الأساسية.
وعندما أشرق فجر الإسلام ازدادت أهمية الأسرة حتى تخرج للمجتمع إنساناً سوياً متماسكاً سلوكياً..يساهم في بناء المجتمع بكل ما يشهده من تطور يحتاج من خلاله الإنسان إلي أن يعمل إيجاباً حتى يثاب ولا يؤثم ﺇﺫﺍ كان هنالك تقصيراً طالما أنه عمل في الاتجاه الصحيح.
ومن هنا لابد من أن تبدأ التربية السليمة من الأسرة فهي بلا شك تكشف مدى أهمية ذلك في بناء مجتمع يحافظ على العادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي حتى تصبح لدينا أجيالاً تحمل الرسالة ولكن الرسالة المعنية لا توجد في عصرنا الحالي، العصر الذي تخلفنا فيه رغماً عن التطور الذي يشهده العالم من حولنا نسبة إلي الاستخدام السالب الذي أفرز الكثير من الظواهر خاصة نشر الصور علي مواقع التواصل انتقاماً من الطرف المتضرر .
فيما نجد النشء والشباب من الجنسين بعيدين عن صناعة مستقبل خالٍ من الظواهر السالبة التي تلعب فيها الأسر دوراً كبيراً بإغفال الجانب الرقابي في التربية خاصة في المجال التقني بوسائطه المنتشرة بثقافتها الاستهلاكية التي انعكست على واقعنا فأصبح واقعاً متفككاً في الأخلاق والسلوك لذلك على الأسر أن تراقب النشء والشباب من الجنسين في ظل عصر العولمة الذي جعل الإنسان تتحكم فيه الالكترونيات التي أرتبط بها ارتباطاً عاطفياً قاده إلي عدم الإحساس بالآخرين ما فاقم من التفكك الأسري.. كما انه ساعد الشركات المتنافسة في سوق المنتجات الالكترونية الحديثة على تشجع التواصل مع البرامج التواصلية الاجتماعية التي تسببت في الكثير من المضار التي نشأت وترعرعت فيها الظواهر السالبة ما جعل الأسر تصبح أسراً إلكترونية ، اللهم إلا من رحم ربي وبالتالي أصبحت الأسرة الإلكترونية تحل محل الأسرة المتعارف عليها قبل ظهور (العولمة) ووسائطها المختلفة التي أصبح يدمنها معظم أفراد الأسرة..ما قاد الأسر الي أن تكون حاضنة للوسائل التواصلية الاجتماعية الفيس بوك والوتساب والتويتر.. وغيرها.. ومن خلالها يبدأ حياته في التعرف علي ثقافات وحضارات مغايرة للتي نشأ وتربي في ظلها.
والإحصائيات العشوائية تشير إلي أن السودانيون يتفوقون حتى علي الأمريكان في تحميل مقاطع الفيديو ومشاهدتها من موقع (يوتيوب)، فالإحصائية تؤكد أن أمريكي واحد يفعل ذلك نظير أكثر من عشرين سودانياً، كما أنهم يتفوقون علي دول أخري في التواصل عبر الفيس بوك والواتساب ما يعني أن الأمر يحتاج إلي دراسة شاملة تكشف أين يكمن الخلل.

الشاعر المثير للجدل أمجد حمزة في حوار استثنائي


أبحث عن طبيب نفسي لهذا السبب وأغنياتي أبيعها بالدولار
........................
أضع كاميرات مراقبة أمام منزلي خوفاً من المتطفلين
........................
جلس إليه : سراج النعيم
...................







أكد الشاعر الشاب أمجد حمزة أنه تجاوز مرحلة أن يكون شاعراً لأنه أصبح محترفاً في هذا المجال، وأن حاله حال ميسي المحترف بصفوف ريال مدريد، مشيراً إلي أنه أضحي ناظماً وصانعاً للأغنيات، رغماً عن أنه كان يكتب شعراً عادياً، إلا أنه مع مرور الزمن اختلف، الأمر الذي جعله شاعراً مثيراً للجدل بمعني أنه ليس إنساناً تقليدياً في التأليف.
 فيما نفي أية خلافات بينه وطه سليمان في حقوق مالية تخص الأغاني التي شكل بها ثنائية معه على مدي السنوات الماضية، مشيراً إلي أنه الشاعر الوحيد الذي يطلبه طه مبالغ مالية، مبيناً في ذات الوقت أنه من المستحيل أن يختلف مع طه سليمان مادياً، وأعلن في ذات الإطار عن بيع أغنياته للفنانين بالبورصة عبر النت.
في البدء سبق وقلت أن أغنياتك تبيعها للفنانين مقابل أكثر من (2000) دولار، فماذا عن هذا التصريح؟
قال : يبدو انني تأثرت بسعر الصرف في البنك الدولي، لذا كلما ارتفع سعر الدولار ترتفع معه أسعار أغنياتي، فأنا لي مستلزماتي ، منها اهتمامي بنفسي (الأزياء الماركة)، إلي جانب تطوير أدواتي.
دائماً ما تشن عليك حملات إعلامية نظير ما تنتج من أغنيات؟
قال : لا أهتم بها نهائياً وكل ما يكتب عني يزيدني قناعة بأنني أمضي في الاتجاه الصحيح
أنت موهوب في صياغة الأشعار الغنائية فلماذا لا تتجه بها إلي إنتاج الأغاني الجادة؟
قال : كل ما كتبته جاد بما في ذلك الأغنيات التي أحدثت ردود فعل في الاوساط الفنية
 هل كتبت أغنية (جناي البريدو) للمطرب طه سليمان أم المطربة إنصاف مدني؟
قال : كتبتها خصيصاً لطه الذي لعب دوراً كبيراً في أن تحظي بالشهرة الواسعة.
ما مدى صحة أن الأغنية سالفة الذكر في الأساس لإنصاف مدني؟
قال : المنطق يقول إنه يجب أن تغنيها الفنانة إنصاف مدني ولكن المدهش إنه غناها طه سليمان ووجدت بصوته نجاحاً وقبولاً منقطع النظير.
كيف هي العلاقة بينك والمطرب طه سليمان؟
قال : العلاقة بيني و طه سليمان علاقة أسرية قبل أن تكون علاقة شاعرية كما أن جمهور طه أحبه بما كتبته له من نصوص مع احترامي لكل الشعراء الذين تعاملوا معه وعلي رأسهم الشاعر المتميز محمد ديكور الذي أسس لتجربة طه سليمان، وظل يسانده في كل ما أنتجه من غناء علماً بأن الأغنيات التي يتغني بها طه في حفلات الأعراس أغنيات كبيرة.
لماذا تدور الشائعات ما بين الفينة والآخري حول العلاقة بينك والفنان طه سليمان؟
قال : الشائعات أعزوها إلي النجاح الذي حققناه ونحققه في كل صباح جديد بدليل أننا عندما ننتج أغنية جديدة يخاف منها الشعراء والملحنين.
كم عدد الأغنيات التي جمعتك بالفنان طه سليمان؟
قال : لا أستطيع حصرها ولكن بالتقريب (50) أغنية وأجمل أغنية غناها (جناي البريدو)، فهي من الأغنيات التي وجدت حظها من الانتشار، فطه سليمان ما شاء الله موصل جيد للغناء.
من هم أعداء أمجد حمزة؟
قال : ليس لدى أعداء، وأنا أمتلك جمهوراً شرساً وكل من يقترب منّي بسوء فإنه يعرض نفسه للخطر.
من هو الشاعر الذي اعجبت بأشعاره؟
قال : لا أستطيع أن أرد علي سؤالك ولكن أحب أغنيات أمجد حمزة.
لماذا يضع أمجد كاميرات مراقبة أمام بوابة منزله؟
قال : خوفاً من المتطفلين، وقريباً جداً سوف يكون عندي حارس شخصي وكلاب بوليسية .
هل عدم ظهورك عبر الأجهزة الإعلامية يعود إلي منتوجك من الأغنيات (الركيكة)؟
قال : أنا الذي أرفض الاستضافات لأنني أطلب مبالغ كبيرة نظير ذلك والمرة الوحيدة التي اطليت فيها من خلال قناة النيل الأزرق كانت لمدة (6) دقائق فقط.
هنالك بعض الآراء التي تطلقها وتجد استهجاناً من العامة على أساس أنك تقلل من خلالها من قيمة شعراء كبار؟
قال : ما ذهبت إليه حقيقة فأنا مازلت أبحث عن طبيب نفسي حتى يعالج نفسياتي المتعبة جداً، وذلك لعدم وجود شاعر منافس لي في الحركتين الثقافية والفنية، وعدم وجود منافس جعلني أدخل في حالة ملل غريب أحاول التخلص منه بالسفر إلي خارج السودان وأغلق هاتفي حتى لا يصل لي الفنانين حتى أدع الفرصة لشاعر كبير أو صغير ينافس (أمجد حمزة)، وعدم وجود منافس يحزنني جداً فأنا (زي ميسي).
لماذا تعتقد أن أغنياتك يصفها الناس بالأغاني (الهابطة) أو (الركيكة)؟
قال : (أي زول بصف غناي بالهابط أو الركيك تجده من أشد المعجبين به أي أنه لاغني لهم عما أنتجه من أغنيات يعني أنا زي المويه والكهرباء).
البعض يقول أن مدة صلاحية أغنياتك شهرين أو بالكثير ثلاثة أشهر من تاريخ الإنتاج فما هي وجهة نظرك؟
قال : أنا بألف الأغنية حتى تنتهي صلاحيتها في شهر ونصف أو شهرين بالكثير فالأغنية التي تصمد كثيراً تدمر شاعرها.
كيف تقابل غيرة شعراء طه سليمان منك كشاعر شكل ثنائية معه؟
قال : الغيرة موجودة وأنا شخصياً تعجبني الغيرة حتى يؤلف الشاعر البغير مني نصاً أجمل للفنان طه سليمان يطغي به علي شكل الأغنيات التي أقدمها ما بين الفينة والأخري، وتسيطر علي الساحة حتى أجد طه سليمان لا يغني في أي حفل من حفلاته (جناي البريدو) ولا (ما تجيب لي الهوى) ولا (قنبلة) وغيرها من أعمالي الغنائية الخالدة في ذاكرة المتلقي.
من مِن الشعراء الذين تعامل مع طه سليمان تجده مبدعاً ؟
قال : من أحب المبدعين لي محمد ديكور الذي جعلني أسمع طه سليمان فهو يكتب الكلام الموزون واللحن الخفيف أي أنه يمتاز بالذكاء الذي جعلني التفت للفنان طه سليمان الذي لديه جمهور صعب ، جمهور عايز كل يومين أغنية جديدة جمهور أقوي من الجمهور الكلاسيكي فأنا أطلق علي فرقة طه (برشلونة) وجمهور طه يريده أن يغني كثيراً وهذا الأمر مرهق بالنسبة لي.. رغماً عن أنه يمكنه أن يغني لشعراء مختلفين في المدارس الشعرية.
ماذا عن شروط بيعك للأغاني بالدولار؟
قال : أنا أشبه بالسوق المفتوح، ولكن هذا السوق لا يمكنك الشراء منه إلا في حال أنك تمتلك الدولار وقريباً أغنيتي ستدخل البورصة من خلال إنزال الأغنية الجديدة عبر الشبكة العنكبوتية في موقعي لمدة ساعة ليتباري الفنانين في سعرها والأعلى سعراً تؤول له الأغنية.

الثلاثاء، 27 مارس 2018

بشــير عبـاس عبقـري الموسـيقـا السـودانية والسندباد الذي نقل فن السودان إلى الخارج


ضروب الفن تختلف الأذواق، ولكن يتفق الجميع على الفنان بشير عباس باعتباره فنانًا وموسيقيًا، فهو فارس اللحن وعبقري الموسيقا السودانية، قام بالتلحين لكل الفنانين السودانيين باستثناء (عثمان حسين وصلاح مصطفى وأحمد المصطفى والتاج مصطفى)... التقيناه بمنزله العامر بحي الروضة بأم درمان، وبصالونه الفخم كانت جلستنا، ولم يسمح لنا ببدء الحوار ما لم نتناول وجبة الإفطار معه بمعية الزميلة عائشة الزاكي والأخ أيمن، وبعد أن حظينا بكرم حاتمي فيَّاض تجاذبنا أطراف الحديث معه حول مسيرته الفنية... معًا لنبحر مع الأستاذ بشير عباس وذكريات لا تنضب:
في افتتاحية حديثنا معك حدِّثنا عن طقوس ميلاد اللحن والمقطوعات الموسيقية عندك؟
- الطقوس في المقطوعات أكثر صعوبة منها في الألحان، فالمقطوعة تعتمد على خيال الفنان الموسيقي، والتلحين يعتمد على الإحساس بالكلمات، ومعظم ألحاني ومقطوعاتي الموسيقية قمتُ بتأليفها في جنوب السودان، وكلُّ الشكر والتقدير لرجال القوات المسلحة الذين عملوا على مساعدتي وذلك بالسفر إلى هناك عبر طائراتهم ومن ثمّ استضافتهم لي. وعادة عندما أكون في حالة تلحين أو تأليف موسيقي أكون وحدي، ومُلهمي الله سبحانه وتعالى، فالتلحين والتأليف نعمة حباني الله بها وأقضي فترة أسبوعين أو أكثر في اللحن الواحد، ولغرب الإسئوائية نصيب الأسد من ألحاني.
ما هي أول المقطوعات التي قمت بتسجيلها للإذاعة أستاذ بشير؟
- أول ثلاث مقطوعات قمت بتسجيلها وقدَّمتها للإذاعة القومية (أمي وأحاسيس ونهر الجور) وكان ذلك في العام (1960م) ومقطوعة (أحاسيس) كانت عبر (الصفّارة).
لديك الكثير جدًا من المقطوعات الموسيقية نذكر منها غير الثلاثة سالفة الذكر (مريدي وليالي الخرطوم والنيلين الأخت وأضواء).. إلخ ولكن علمت أنَّ مقطوعة (مريدي) لها حكاية؟
- ليست حكاية بالمعنى المفهوم، ولكن أذكر أنَّ الرائد زين العابدين محمد عبد القادر قال فيها من المفترض أن تكون تلك المقطوعة هي النشيد القومي للسودان.
العزف على الصفَّارة والبدايات المبكِّرة لك مع تلك الآلة؟
- أول صفارة عزفت عليها كنت قد تلقيتها هدية من الوالد عليه الرحمة عند نجاحي للمرحلة الابتدائية، وكانت صفَّارة من الأبنوس، وأستطيع القول إن والدي كان يمتلك حسًا موسيقيًا عاليًا وهو من اكتشفني.
وأين وكيف تعلمت العزف على العود؟
- تعلمت العود على يد ابنة عمي الأستاذة أسماء حمزة وكان ذلك بالحلفايا، والعود الذي تعلمت عليه كان هدية من الأمير لاي عبد الرحيم محمد خير شنان لعمي حمزة والد أسماء، وحينها كانت الراديوهات حصريًا على عدد من البيوت، كنت أذهب وأتتبع الراديو وأستمع لكبار المطربين أمثال حسن عطية وأبو داود وعثمان حسين عليهم الرحمة، ثم أجلس مع أسماء لألقي عليها ما حفظته وهي تحب الاستماع للفنان عثمان حسين كثيرًا.
كان للمجتمع السوداني نظرة سالبة تجاه الشخص الذي يمارس الفن، فهل وجدتَ اعتراضًا من الأسرة؟
- رغم تشجيع والدي لي إلا أنَّ الاعتراض جاء من من قِبل عمتي (فاطمة بشير) فكنت عندما أسمع صوتها وأنا بمنزل عمي حمزة أرمي العود بعيدًا عن يدي، فكانت كلَّما تراني مُمسكًا به تصرخ في وجهي، ولكن مرَّت الأيام وأصبحت من أكثر المعجبين بفني.
أستاذ بشير أنت كثير السفر والتجوال في أنحاء العالم، حدِّثنا عن الغربة وأثرها في فنك؟
- لا يوجد فنان في الحقل الفني السوداني (لفّ) العالم مثلي بمجهودي الخاص و بمساعدة بعض الشخصيات، وكان كل همِّي هو إيصال الموسيقا السودانية بالعود لكل العالم، حيث وصلتني دعوة في العام (1980م) عن طريق السفارة السودانيَّة في اليابان وزرت عددًا كبيرًا من الدول على سبيل المثال إنجلترا وفرنسا وأمريكا وألمانيا في وقت كان فيه من النادر جدًا أن يزورهم الفنانون.
وهل نجحت فيما تصبو إليه من إيصال الموسيقا السودانية للخارج مع ملاحظة اختلاف السلالم الموسيقية بيننا وبين العالم؟
- سلمنا الخماسي مميَّز، فالسلم السباعي يتشابه في كل العالم. وأقولها بالفم المليان إنه لا يوجد فن في شمال وغرب إفريقيا بصفة خاصة منافسًا للفن السوداني، وأذكر عند زيارة فرقة (أضواء المدينة) المكوَّنة من عدد من المطربين المصريين (عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وصباح وفائزة أحمد) وكان ذلك أيام حكم الرئيس الأسبق الراحل عبود فقام الفنان الكابلي بدعوة تلك الفرقة لمنزله وكنتُ من ضمن المدعوين فعزفت مقطوعة (ألحان) وكان بهذه المقطوعة (تقاسيم) بالعود، وصادف وجود الشاعر والكاريكاريست الكبير صلاح جاهين فعلَّق قائلاً: (أول مرة أسمع تقاسيم سودانية) وطبعًا هي معروفة في الغناء الشرقي، فكانت تلك المقولة شهادة أعتزُّ بها.
بالتأكيد أستاذنا شاركت في الكثير من المحافل الدولية، هلا حدَّثتنا عن تلك المشاركات والنتائج التي خرجت بها...
- تلقيتُ دعوة في العام (2003م) عن طريق أستاذنا البروف الماحي إسماعيل للمشاركة في يوم الموسيقا العالمي بألمانيا وكانت المشاركة تخضع لشروط معينة منها أن يكون لدى المشارك ما لا يقل عن (7) مقطوعات من مؤلَّفاته الخاصة. وكان عدد الدول المشاركة (22) دولة من خمس قارات، فأحرزت المرتبة الثالثة عالميًا في وقت جاءت فيه البرازيل في المرتبة الخامسة وفرنسا في المرتبة التاسعة، وفي العام (2005م) أقامت جامعة الدول العربية مسابقة للمقطوعات الموسيقية وشاركت فيها بمقطوعة (نبتة حفيدتي) وأحرزت المرتبة الثانية وكان حينها المستشار الثقافي لسفارة السودان بمصر الأستاذ حسن فضل المولى، وعندما تقرَّر إقامة ليلة لتسليم الجوائز اغتيل السفير المصري بالعراق وتأجَّلت الليلة، ثم تقرَّر يوم آخر فحدثت حادثة غرق العبَّارة المصرية، ولكن بإذن الله سأُغادر إلى القاهرة في غضون الأسبوع القادم لاستلام جائزتي التقديرية.
تمت استضافتك في عدد من الإذاعات العالمية فلنبحر معك وأنت تحكي لنا عنها؟
- تمت استضافتي في عدد من المحطات العالمية مثل لندن ومونت كارلو وصوت أمريكا و(إم بي سي) سنة (1978م) وفي تلك الإذاعة تحديدًا كنت أول أجنبي يسمحون له بزمن (10) دقائق فعزفت مقطوعتين بالصفارة والعود في زمن (5) دقائق، وفي الزمن المتبقي تحدَّث صديقي البروف عبد العزيز بطران عن السودان.
لا يُذكر اسم البلابل إلا ويُذكر اسم الموسيقار بشير عباس، هل لنا أن نتحدَّث عن تلك الثنائيَّة؟
- البلابل يصعب تكرارهنَّ، فهنَّ في المقام الأول شقيقات يعشنَ ظروفًا متشابهة، وهذا سبب رئيس للنجاح، ولكل مجموعة هادٍ كما يقولون، والبلابل بقيادة هادية لحنتُ لهنَّ ما بين (32 ــ 35) أغنية ما بين عاطفي ووطني، ويعتقد الكثيرون أنَّ أول ظهور لهنَّ كان في السبعينيات بأغنية (رياح الشوق) كلمات الحسين الحسن، ولكن الحقيقة أنَّ ظهورهنَّ الأوَّل كان عقب انقلاب هاشم العطا في يوليو حيث ظهرن بأغنية (أب عاج أخوي) كلمات الفريق جعفر فضل المولى، وكان حينها مديرًا للفنون الشعبية، وكان له دور مهم في ظهورهنَّ، وكان من المفترض أن يتغنَّى بتلك الأغنية ثنائي النغم (زينب وخديجة) ولكنهما لم تنتظما في حضور البروفات، ولكن البلابل ككورس كنَّ أكثر حرصًا على الحضور مما حدا بالعقيد عثمان محمد أحمد الشهير بـ (كنب) ــ وكانت معسكراته بالقرب من سلاح الموسيقا أن يقترح أن تُوكل مهمة أداء تلك الأغنية للبلابل، وكنَّ قد ظهرنَ معي قبل ذلك في برنامج (تحت الأضواء) من تقديم الإذاعي حمزة بولاد، وهنَّ من المفترض أن يكنَّ أربعة، ولكن في يوم تلك السهرة حضرت ثلاث واعتذرت شقيقتهنَّ شادية.
دعنا نتحدَّث عن دخولك وتعيينك في الإذاعة القومية؟
- في يونيو (1959م) قدَّمت للإذاعة كعازف عود، وكانت لجنة الاختيار مكوَّنة من الأساتذة علاء الدين حمزة عليه الرحمة رئيسًا، ونائبه عبد الله عربي، والمشرف الموسيقي مصطفى كامل عازف القانون، وكانت الفرقة الموسيقية تعمل بالفترة المسائية في التسجيلات والبروفات فخلقوا لي وظيفة سكرتير أوركسترا الإذاعة القوميَّة، وهذه الوظيفة كانت نواة لخدمة الموسيقا، واستمرت حتى (1963م)، ولكن لا تخلو مؤسَّسة من المكايدات واتُّهمت بأني أقوم بتسجيل مقطوعاتي دون غيرها عملاً بالمثل الشائع (الفي يدو القلم مابكتب نفسو شقي)، فطالبتُ بنقلي كموظف إلى القضائيَّة وعملتُ مساعد محاسب، وكان نائب رئيس الحسابات الأستاذ عبد الله عربي والمسؤول عن شؤون الموظفين الأستاذ الكابلي، وكان معنا الدكتور محمد سراج، فمارستُ عملي خارج الإذاعة ولكني كنت متعاونًا بها.
ولكنك عاودت العمل في الإذاعة مسؤولاً عن ركن الموسيقا؟
- في العام (1966م) تمَّ تعيين الأستاذ برعي محمد دفع الله ضابطًا للموسيقا بالإذاعة ونائبه الدكتور مكي سيد أحمد (عليهما الرحمة)، فابتُعث هذا الأخير إلى بلغاريا لمدة (6) سنوات، فطلبوا من برعي تعيين نائب له فوقع اختياره على شخصي، وفي العام (1967م) تولَّيتُ مهمَّة إدارة ركن الموسيقا في وقت صعب وحرج للغاية عندما كان الأستاذ برعي في بعثة للقاهرة.
ما هو لونك الرياضي أستاذ بشير؟ وهل مارست الرياضة؟
-أنا مريخابي على السكين، ولعبتُ مع الكابتن المدرب العظيم (سيد سليم)، وكنتُ في المدرسة الوسطى ألعب في التيم الأول في الجناح الشمال.
وما هي علاقتك بالسياسة؟
-أنا اتحادي ديمقراطي (تبع الزعيم الأزهري)، وكل علاقتي بالسياسة الآن متابعة وفهم ما يحدث داخليًا وخارجيًا ولكني لا أمارس أي نشاط سياسي.
الساحة الفنيَّة والغنائيَّة تعج بكثير من الأصوات، فما هو تعليقك وهل تعجبك أصوات بعينها؟
- الكل يريد أن يكون فنانًا، وفي السنوات الأخيرة لم أستمع إلى جديد بالساحة الفنية ولم تكن هنالك إضافات، ولكن هذا لا ينفي وجود أصوات جميلة كالفنانين عاصم البنا وجمال فرفور وطه سليمان وأولاد الصادق ومحمود عبد العزيز ونادر خضر عليهم الرحمة، والأصوات النسائية مثل مها عبد العزيز، وهذه سيجمعني معها عمل قريبًا، وكذلك شموس وإنصاف فتحي ورفيعة إبراهيم.
أستاذ بشير، حدِّثنا عن تكريمك المزمع قيامه في غضون الأيام القادمة؟ وهل كانت هنالك تكريمات أخرى سبقت هذا التكريم؟
- هذا التكريم من جامعة المستقبل بقيادة ربانها البروف الطيب مصطفى، ويصادف هذا التكريم الاحتفال باليوبيل الذهبي وعطاء امتدَّ لأكثر من خمسين عامًا، وستستمر فعالياته لمده خمسة أيام متتالية، وسيكون الختام يوم 22/ أغسطس، وستُقدَّم خلاله أعمالي الخاصَّة من قِبل طلاب كليات جامعة المستقبل. ومن أعظم التكريمات التي أُقيمت لي كانت من أهلي بحلفاية الملوك عندما أحرزتُ المرتبة الثالثة عالميًا، وعلى مستوى الدولة جاءني خطاب من النائب الأول علي عثمان محمد طه يشيد فيه بأعمالي الفنية وأنه يشعر بالفخر عندما يسمع بانتصاراتي الفنية، وكنت قد أرسلتُ له (سي، دي) خاص بجائزتي التي أحرزتُها في ألمانيا.
أستاذنا، هل هنالك اتجاه للثوثيق لأعمالك الخاصة؟
- هنالك اتجاه لضم كل أعمالي في (سي، دي)، وحتى إذا لم تسنح لي الفرصة لعمل ذلك بنفسي فأبنائي سيقومون بذلك بالنيابة عني.
ما هي آخر أعمالك الفنية؟
- عمل سيجمعني مع البلابل بعنوان (تتبارك ما تتشارك) كلمات الشاعر محمد عبد الله برقاوي، ولحن آخر وعدتُ به الفنان حسين الصادق عندما قام بتكريمي بالمسرح القومي وقلت لجمهوره (امسكوا الخشب).
الحديث معك لا ُيملُّ ونحن على مشارف الختام هل ثمة شيء تود قوله؟
- أنا سعيد جدًا بزيارتكم وسعيد بما يُكتب من صحفيين وكتّاب، وأخصُّ بالتحية الأستاذ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي، وأنا حريص كل الحرص على قراءة صحيفة (الإنتباهة) لدرجة أنني عندما أرسل أحد أبنائي لإحضار الصحف اليوميَّة يقول لي (الإنتباهة وتاني شنو معاها)؟

الاثنين، 26 مارس 2018

وكالات أنباء تناولت زارعة جهاز تصنت داخل جسد سوداني




...........................
هاشم: بعت كليتي بـ(72) مليون لإجراء عملية جراحية
............................
هذا بلاغي لرئاسة الجمهورية حول انتهاك جهاز الأمن المصري لحقوقي
.........................
جلس إليه : سراج النعيم
............................
أفردت وكالات أنباء وصحف مصرية ومواقع إلكترونية عالمية مساحة للقصة المثيرة التي نشرتها (الدار) حول السوداني هاشم محجوب حمد النيل البالغ من العمر أكثر من (45) عاماً، والتي كشف من خلالها أدق الأسرار حول زراعة مخابرات حسني مبارك لجهاز تصنت داخل جسده، مما اضطره إلي بيع كليته والدخول في ديون لا حصر لها ولا عد.
وفي السياق واصل سرد حكايته قائلاً : بدأت قصتي من خلال سيناريو أكثر غرابة وأكثر دهشة لما فيه من حبكة لا يمكن أن تخطر علي بال أحد مهما كان الخيال خصب، فالأمن المصري كان يبحث عن وسيلة يخترق بها تنظيم سياسي .
واستطرد : لم يكن أمام جهاز الأمن والمخابرات المصري إلا وأن يضحي بي من أجل الوصول لمبتغاه، فما كان منهم إلا وخططوا لزراعة جهاز التصنت داخل جسدي رغماً عن علمهم بخطورة الإقدام علي هذه الخطوة، فهي في النهاية تؤدي إلي وفاتي تأثراً بالمضاعفات الناتجة عن بقاء الجهاز داخل جسدي.
وأضاف : تزامن زراعة جهاز التصنت داخل جسدي مع التحاقي بالدراسة في الأكاديمية بكلية (الشريعة والقانون) بجامعة الأزهر من (1992-1996م)، وخلال هذه الفترة كنت ناشطاً في التنظيم، وإتحاد الطلاب السوداني بـ(القاهرة)، ما حدا بالأمن المصري آنذاك أن يستغل ظروف شكوتي من بعض الآلام التي أمر بها والتي في إطارها زرع أطباء جهاز (تصنت) بعد أن تم إيهامي من قبلهم بانهم أشرفوا علي حالتي الصحية حيث أكدوا أنني أعاني من (شق) في المستقيم، وبالتالي عليّ إجراء عملية جراحية عاجلة، فما كان مني إلا الاستجابة لقرارهم، والذي زرعوا بموجبه جهاز (التصنت) داخل جسدي لكشف تحركاتي، وكانت زراعة جهاز التصنت مهمة جداً بالنسبة لهم خاصة وأن الثورة المصرية كانت تتلمس الخطي الأولي.
وأضاف : هل تصدق أن جهاز التصنت مازال موجوداً داخل جسدي، ما يجعلني أتناول الحبوب المسكنة للشعور الدائم بآلام شديدة، بالإضافة إلي الصداع المؤلم جداً، كما أنني لا استطيع الجلوس لفترات زمنية طويلة فجهاز التصنت يضغط علي المنطقة المزروع فيها ضف إلي ذلك أنني أجد صعوبة في استخراج (الفضلات).
ومضي : مما ذهبت إليه توجهت بشكل مباشر إلي أخصائي الجراحة المصري الشهير محمد صلاح، وبعد أن أجري لي الفحوصات الطبية جاءت النتيجة المؤكدة أن السبب الرئيسي في الحالة الصحية المتأخرة هو جهاز التصنت الذي زرعه جهاز الأمن المصري، فطلبت منه أن يستخرج لي هذا الجهاز حتى أضع حداً لمعاناتي التي رافقتي طوال السنوات الماضية، فقال الطبيب : (يا هاشم إذا أجريت العملية الجراحية لكي استخرج الجهاز فإنه ستحدث لك مضاعفات تؤدي في نهاية المطاف إلي (استرخاء في الأعصاب).
وأردف : لم أكف عن بحثي لحلول حيث قابلت الأطباء أحمد عزالدين سالم العطار ورفيق رزق الله وهاني رزق الله ومحمد صلاح عبدالحميد والأخير أشار إلي أن استخراج جهاز التصنت من داخل جسدي تنتج عنه آثار جانبية جراء العملية الجراحية.
وأردف : كان أن أجريت فحوصات طبية بمركز بالخرطوم بتاريخ 11/10/2012م وقد أثبت الفحص أن هنالك جهاز تصنت داخل جسدي، ومن ثم عدت مرة ثانية إلى القاهرة، وأجريت فيها فحوصات طبية، وكان أن خاطبت رئيس الجامعة مؤكداً له بأنني فصلت من الجامعة في السنة الرابعة تعسفياً لأسباب خارجة عن إرادتي.
واستطرد : عندما وجدني الطبيب المصري أقف حائراً مما طرق أذني نصحني بأن أجري العملية الجراحية بالولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أوروبية لأن الآثار الناتجة بعدها (خفيفة).
وقال : عدت إلى السودان قبل أن أكمل دراستي الجامعية التي انقطعت بالفرقة الرابعة وتزامن ذلك مع زراعة الجهاز من وحي انضمامي لتنظيم سياسي بمصر.
واوضح أن كل الجهات التنظيمية ظلت تعمل كل حذرها مني، وبالمقابل أصبحت بلا أسرار تخص التنظيمات السياسية التي أضحت لا تملكني معلومات ،ولكن ربما لجأ جهاز الأمن المصري للاستفادة من الفترة الزمنية التي كنت أعقد في ظلها الاجتماعات بالقاهرة لوضعهما في دائرة التجسس من خلال استقاء المعلومات مني، ما قادني إلي أن الجأ إلى الأمم المتحدة (حقوق الإنسان) بالقاهرة حيث قمت بفتح ملف بما تعرضت له حيث تأكدوا بالفحص من خلال جهاز خاص بكشف المعادن أنه يوجد جهاز تصنت في جسدي.
وقال : لم أشك في السنوات الماضية بأن هنالك جهاز تصنت مزروع داخل جسدي، وكنت أقول في قرارة نفسي أن الصداع الدائم الذي اشعر به من (القولون العصبي)، ولم اكتشف أن السبب في ذلك جهاز التصنت إلا قبل سنوات من خلال البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة الذي كشف ذلك عبر الجهاز الخاص بالأمم المتحدة.
ومضي : حقيقة كان موقف الحكومة المصرية موقفاً إيجابياً في ظل مطالبتي بتعويض نظير الضرر البليغ الذي تسبب فيه جهاز الأمن المصري، فما أن وضعت قضيتي علي منضدتهم إلا وابدوا تفاعلاً معها، إلا أنه تفاعل دون جدوي حتى أنني أصبحت حائراً ماذا أفعل في ظل هذه المعاناة التي أعانيها منذ سنوات خلت ومازلت أعيش علي المسكنات؟.
وأشار إلي عودته إلى السودان قائلاً : بتاريخ 28/2/2013م قرر كبار الأخصائيين بالوطن العربي عدم امكانية إجراء عملية جراحية بمصر لأن القضية شائكة ومتشابكة وحساسة جداً وعرضتني لعدة مخاطر.
وعرج الى بيعه لكليته قائلا: السبب الرئيسي وراء اقدامي على هذه الخطوة هو بحثي عن حل لاستخراج جهاز التصنت الذي زرعته مخابرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك في منطقة حساسة من جسدي.. وبالتالي خضعت للعملية الجراحية بتاريخ 3/6/2012 على يد الدكتور هشام بدوي بمستشفي الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر وكللت تلك العملية الجراحية بالنجاح التام، بعد تطابق جميع الانسجة والتحاليل الطبية، وأخذت مقابل ذلك (12) ألف دولار أمريكي.
وأضاف : عندما عرضت كليتي للبيع تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية من بعض تجار وسماسرة الكلي قبل اجراء العملية للتفاوض معي حول السعر.. ولكن اذا سألتني عن المبلغ سأقول لك انني انفقته على العلاج الذي اتلقاه في اطار المعاناة التي اعانيها من وجود الجهاز بالإضافة الى تكاليف الاقامة والمنصرفات اليومية.
واسترسل: مما أشرت إليه بدأت أشعر ببعض المضاعفات والمشكلات الصحية إلى أن اكتشفت أن العملية الجراحية التي أجريت لي ما هي إلا عملية جراحية الهدف منها زراعة جهاز التصنت، وما أن أخذ جهاز الأمن والمخابرات الوطني ما يرمي إليه من وراء ذلك إلا وتم إبعادي من مصر في العام 1994م.

سراج النعيم يكتب : تسعيرة لسمكرة الشعر

.......................
درج الكثير من الشخصيات علي أن يصنعوا لأنفسهم هالة ووضعاً (وهمياً) من حولهم، معتمدين علي إثارة موضوعات (سطحية)، أو مناقشة قضايا فكرية عميقة بـ(جهل)، مما يدخلهم في جدل لا قبل لهم به، وكل ما يأملون فيه هو تحقيق النجومية والشهرة (الزائفة)، بإثارة أفكار مخالفة للعادات والتقاليد السودانية، والشواهد عليها كثيرة، أي أنهم يرغبون في أن يكونوا أشخاصاً مهمين في المجتمع، رغماً عن أنهم أبعد من ذلك بكثير، لأنهم لا يعلمون لماذا يودون أن يصبحوا هكذا، وما مدي الأهمية التي يرمون إليها؟.
أظن أنهم يمضون علي ذلك الهدي، ويطرحون الموضوعات الحساسة دون معرفتهم بتأثيرها علي الناس والمجتمع، ربما أنهم يجدون في تناولها متعة لحظية ربما يتفاجأون بعدها أنهم كانوا يحلمون ثم يصحون منه علي وهم كبير، وبعد أن أنتجوا وكتبوا أفكاراً سالبة أفرزتها (العولمة) ووسائطها (الفيس بوك)، (الواتساب)، (تويتر)، (انستغرام) وغيرها، مع هذا وذاك يحرصون علي استخدامها بشكل خاطئ من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديوهات لهم ولأطفالهم.
وأكثر ما وقفت عنده هو ظاهرة بعض النساء اللواتي ينشرن صوراً وفيديوهات دون أن يتورعن من مغبة الانجراف نحو ذلك التيار، الذي يلجأن في ظله لاستخدام أسماء (مستعارة)، ربما يجهلن معها أن التخفي لن يصلح ما أفسدته الأفكار السالبة، خاصة عندما ينشرن مقاطع فيديوهات وصور شخصية خاصة بهن وبمناسباتهن، مما يجعل خصوصيتهن منتهكة، وهكذا يفعلن اعتقاداً منهن أنهن أصبحن شخصيات مهمة في نظر الناس والمجتمع، كما حدث بالضبط مع (لوشي)، وصاحب فكرة (محاسن كبي حرجل)، والفنان (علي كبك)، وغيرها.
وعلي تلك الشاكلة ظهرت بعض الشاعرات والكاتبات المصنوعات وهن يمضين علي ذلك النحو، الذي يشعرن من خلاله بالتضخيم (الوهمي)، والإحساس (الزائف) بالنجومية والشهرة والتأثير في المجتمع، ناسين أو متناسين أن الإبداع ليس قرص (اسبرين) يبتلعه الإنسان، فيصبح ما بين الفينة والأخرى مبدعاً، مع عدم وجود من يبصرهم بالرأي السديد، المبعد لهم عن ذلك (الوهم)، الذي يعيشون فيه، علماً بأن الجمهور لا يلتف حولهم، إلا إذا كانوا يقدمون لهم خدمة ثقافية أو فنية أو مجتمعية، فلربما مشاركاتهم لا ترقي لمستوي النشر عبر الوسائط الحديثة، التي أضحت من الوسائل المؤثرة جداً.
إن الظواهر المستفزة تؤكد عدم الإدراك بما يمكن أن تسفر عنه الموضوعات المطروحة للرأي العام، وهي بلا شك تجعلهم يعيشون خدعة كبيرة، ويتوهمون من خلالها النجومية والشهرة، ويظهرون في المناسبات الخاصة والعامة، وعندما يدلفون إلي النادي أو الصالة يتفاجأون بنظرة مغايرة لما يعتقدون، مما يسبب لهم ذلك شرخاً نفسياً قاسياً في حياتهم، وبالتالي يكونون مضطرين لمواجهة واقع مرير، ربما يقودهم إلي الاستمرار في الفشل، مع التأكيد بأن الأشخاص الناجحين المتميزون يلتمسون ذلك لدي التقائهم بالآخرين.
من المؤكد أن الظواهر السالبة أفرزت حالات نفسية تحتاج إلي العلاج العاجل، لأن معظمهم يعجزون عن تحقيق ما يصبون إليه، فيتجهون إلي الكتابة بصورة عامة، وكتابة الشعر الغنائي بصورة خاصة، وأن كانت كلماتهم ليست كالكلمات، حيث أنهم يدفعون بها إلي من (يسمكرها) مقابل مبالغ مالية، ويظهر ذلك بجلاء في بعض القصائد المنتشرة، فهل أمثال هؤلاء يمكن أن نصنع منهم شعراء (مزيفين)، ربما استطاعوا الوصول إلي الفنانين بسرعة فائقة، بعد تكفلهم بمستحقات الملحن والاستديو، بل هنالك من ذهبوا إلي أبعد من ذلك، بإنتاج النصوص الغنائية فيديو كليبات، ولا يكتفون بل يساهمون في بثها عبر القنوات الفضائية.
المفروض أنهم ينفقون المال لإنتاج أعمال غنائية ربما لا تصمد كثيراً في الحركتين الثقافية والفنية، باعتبار أنها لم تكتب بإحساس، بقدر ما أنها تمت صناعتها، وكان الأجدر بهم تحقيق النجومية والشهرة بالصرف علي مشاريع إنسانية أهم بكثير، فهي من وجهة نظري الأحق بالإنفاق الذي ينفقونه في (السراب)، بحيث يصرفون الأموال مرغمين، لأنهم إذا لم يفعلوا، فإن نصوصهم الغنائية (المسمكرة) لن تري النور، وأنا أعرف عدداً منهم قام بإنتاج البومات وطبع دواوين، أليس هذا تزييفاً للحقائق والتاريخ، الذي لن يرحم من ارتكبوا تلك الجرائم النكراء، وذلك بإيهام بعض الأشخاص بأنهم شعراء، فاستسهلوا المسألة التي أصبحت ظاهرة من الظواهر الخطيرة.
من الملاحظ أن الظواهر لم تتوقف علي من يملكون المال، بل امتدت حتى إلي بعض طلاب العلم، ما حدا بـ(السمكرجية)، وضع (تسعيرة) للنصوص كل علي حسب الإمكانيات المالية، والغريب أن من بينهم من أصبحوا أسماء تتم استضافتهم عبر الإذاعات والقنوات الفضائية، وبهذا أضحوا يتمددون في الحركتين الثقافية والفنية، أكثر من المبدعين الحقيقيين، الأمر الذي أثار الكثير من الظنون والشكوك حولهم، عموماً إذا استمرت الظواهر علي ما هي عليه، فإن القلق سيكون مسيطراً علي المبدعين الحقيقيين الذين سيجدون أنفسهم خارج المنظومة.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...