.........................................
لا أري سبباً واحداً يجعل السيدات يعترضن علي الدعوة لتعدّد الزّوجات، فهي ليست مسئوليتهن، إنما هي مسئولية الزوج الذي ربما يفعل خوفاً علي نفسه من الوقوع في الفتنة التي يخشي منها ما ظهر وما بطن، وبالتالي أقدام الرجل علي الزواج مثني وثلاث ورباع مستحب خاصة إذا كان الزوج قادراً علي تحمل المسئولية ويستطيع أن يوفر لكل منهن بيتاً منفصلاً عن الأخر تفادياً للمشاكل الناجمة عن اجتماعهن في منزل وأحد، وحينما يفعل يكون قد أتاح لكل زوجة حريتها المطلقة في مملكتها الخاصة بها.
إن الإسلام إباح تعدد الزوجات حتي لا يقع الأزواج في المشاكل والفتنّ، شرطاً أن يكونوا عادلين ومنصفين ورحيمين، أي أن يتعاملوا مع زوجاتهم تعاملاً حسناً، وعدم التمييز بين زوجه وأخري، فهن جميعاً في حبالكم ولديهن حقوق عليكم، وعندما تغضب الزوجة من زوجها في التعدد، فإنها تخاف من مصائر سيدات طلقن، ولم ينلن العدل والإنصاف، ولكن هذه حالات قليلة في حال التعدّد، لأن معظم الأزواج يحرصون علي تقوي الله سبحانه وتعالي، حتي ولو كن أولئك الزوجات أربعة، باعتبار أنهم قادرون علي توفير المأوي الشرعي، والإنفاق عليهن يومياً.
وأعرف الكثير من الرجال الذين تزوجوا تعدداً وقاموا بكل الواجبات للأربع أو للثّلاث أو للإثنتين، ومن خلال حوارات أدرتها معهم أتضح أنهم يحسنون معاملتهن، إلا أنهن مجرد ما حدثت مشكلة يقلن لأزواجهن : (ماذا فعلتم لنا؟)، واتفق جميع الأزواج علي العبارة التي تغضبهم كثيراً علي أساس أنهم يقدمون إليهن كل ما يحتجنه من نّفقات بيوتهن وإحترامهن وتقديرهن،
ويري العلماء أن علي الأزواج المتعددين في حال فكروا في أداء مناسك الحج فيسفر معه من تقع عليها القرعة، سوي كانت هذه القرعة بين الزوجات الأربع، ومن تحج يتم استبعادها من القرعة، والعمرة مثلها.
وهنالك إشكاليات في المجتمع افرزها الغزو الثقافي الداعي لعدم تعدد الزوجات، رغماً عن أنه فيه فوائد كثيرة للناس والمجتمع، وعلي الرجال أن يفعلوا إلا في حالة الخوف من عدم العدل والإنصاف، أما دون ذلك فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فالمولي عز وجل جوز للأزواج التعدد في الزوجات لما فيه من عفة للطرفين، فبقاء الزوج مع زوجة لا تعفه يضره ضرراً شديداً، وربما يقوده ذلك إلي الفتن، وذات الأمر ينطبق علي الفتاة التي تظل بدون زواج (عانس)، فلماذا لا تتعدد الزيجات طالما أن الإسلام شرع التعدد فيها، خاصة إذا كانت حاجة الزوج ظاهرة للثانية، الثالثة والرابعة ، إلي جانب أن التعدد يقلل من كثرة النساء غير المتزوجات، فالزواج يحفظهن ولو كن أربعاً في حبال زوج واحد، وهذا يؤكد أن ما جاءت به الشريعة الأسلامية يتوافق مع صلاح الناس والمجتمع، فلا ينبغي للإنسان العاقل أن يستنكر تعدد الزوجات بأي طريقة من الطرق، ومن يفعل فإنه يكون قليل الفهم والإدراك ومحدود البصيرة، وقال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله كتابه : (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم ذلك أدني ألا تعولوا)، ففي هذه الآية إباحة التعدد فقد أفادت الآية الكريمة إباحة التعدد لكي يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً، وشرط إباحة تعدد الزوجات، العدل والإنصاف بين الزوجات، وأن خفتم أن لاتعدوا فواحده، والعدل هو التسوية بين الزوجات في كل شيء باستثناء الميل القلبي لقوله عز وجل : (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)، ومن لم يكن قادراً علي العدل والإنصاف والإنفاق، فليستعفف لقوله سبحانه وتعالي : (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتي يغينهم الله من فضله)، والتعدد نابع من كثرة النساء اللواتي أصبح عددهن أكثر من الرجال، وإذا تزوج كل شاب زوجة واحدة، فهذا يعني أن هنالك من لا يتجاوزن قطار (العنوسة)، مما يسفر عن ذلك ضرراً في المجتمع.