.............................................
شن الفنان الكبير مصطفى مضوي هجوماً كاسحاً، على الفنانين الشابين الشقيقين أحمد وحسين الصادق، مؤكداً أنهما شوها أغنياته في الألبومات الغنائية ووسائل الإعلام، مشيراً إلى إطلالتهما عبر برنامج (أغاني وأغاني)، الذي يبث من علي شاشة قناة النيل الأزرق، مبيناً أن أحمد الصادق غني أغنيته في البرنامج بشكل خاطئ، ودون حفظ حقوقه الأدبية والمادية، موضحاً أنه استغرب من الشاعر السر قدور حينما قال بعد أداء الأغنية : (هائل)، ووضع في ذات الوقت تفاصيل مشاركته في حرب تحرير سيناء المصرية، من إحتلال دولة الكيان الصهيوني لها. في البدء أين أنت من الحراك الفني؟ قال : ازاول نشاطي في مدينة عطبرة، وأسافر منها أحياناً إلى ولاية الجزيرة لقضاء بعض الأعمال الخاصة، ومشاركة الأهل في مناسباتهم بقرية (اللعوته). متى اكتشفت موهبة الغناء؟ قال : من خلال الغناء في مهرجان (الجلالات)، ممثلاً وحدتي (المدفعية) عطبرة منذ العام 1973م، الذي تقيمه القوات المسلحة، وعندما أستمع الىّ الزملاء شجعوني على أن أغني التراث (المناحات)، وحينما اقتنعت بالفكرة اشتريت آلة (عود)، وبدأت أغنى بها وسط الزملاء، إلى أن انطلقت بأعمالي الخاصة إلى رحاب أوسع. ما هو أول عمل خاص بك؟ قال : أغنية (عشرة شهور)، كلمات الشاعر محمد فضيل، التي لحنتها في (السويس) المصرية في العام 1972م. هل شاركت في حرب التحرير مقاتلاً؟ قال : شاركت في الحرب المصرية ـ الإسرائيلية مرتين الأولى في العام 1972م، والثانية في العام 1974م، وعندما إنتهت الفترة المقررة، تم سحبنا من جبهة القتال وفي العام 1973م ، حدثت الحرب للمرة الثانية بين مصر وإسرائيل نتيجة إحتلال الأخيرة لمدينة (سيناء) المصرية، فعدنا مرة أخرى إلى جبهة القتال، التي سجلنا في إطارها زيارة إلى (خط برليف)، الذي يظهر في شكل هلال، والمنطقة التي كنا نحرسها تم ضربها من قبل القوات الإسرائيلية، بـ(قنبلة) كادت أن تقتلنا جميعاً لولا العناية الإلهية، وقد أحدثت خسائر كبيرة وفادحة في آليات الحرب، ومن شدة قوتها غاصت في باطن الأرض إلى أن أخرجت المياه، فيما كانت الشوارع مليئة بالدبابات والأسلحة والذخائر المتضررة، مع هذا وذاك كنا نستخدم أبواب وشبابيك المنازل، أسرة للنوم داخل الخنادق بعد أن تسببت القنبلة في خلعها من المباني. هل كنت تغني للجنود في الجبهة؟ قال : نعم وكلما حان موعد الاحتفال بذكري إنقلاب ثورة مايو، نحتفل به في مصر، وكنت أحرز المرتبة الأولى في كل الاحتفالات. من هو قائدكم عندما شاركتم مصر حربها ضد دولة الكيان الصهيوني؟ قال : كان (سعد بحر)، الذي نوي أن ينفذ بنا إنقلاب على نظام الحكم في البلاد، وعندما تم إكتشاف المخطط في العام 1974م، تم توزيع القوات السودانية على الوحدات في مختلف انحاء البلاد. كيف انتقلت من وادي سيدنا إلي عطبرة؟ قال : عندما عدنا من جبهة القتال بمصر أسعفت إلي مستشفي السلاح الطبي بمدينة ام درمان، حيث كنت أزحف علي الأرض، لأخذ أرقام المدافع الموجهة صوب العدو الصهيوني، هكذا إلي أن انخلعت يدي من (الكتف)، وذلك بسبب الاسلاك الشائكة، وما أن تماثلت للشفاء، إلا وسلمت نفسي لرئاسة المدفعية (عطبرة) في العام 1976م، وهناك تم إعفائي من حمل السلاح، وضمي إلى فرقة (دانا) التابعة للسلاح، ما جعلني اتفرغ تفرغاً كاملاً للفن. ماذا بعد ذلك؟ قال : شاركت بأغنية (عشرة شهور) في أول مهرجان فني شهدته مدينة عطبرة بمسرح (النيل)، وأحرزت فيه المرتبة الأولى على (15) فنان، ومنه واصلت مسيرتي الفنية، بإنتاج أغنية (مسكين أنا)، كلمات المساعد الطبي فؤاد عبدالرحيم. أين الزواج من مسيرتك؟ قال : في العام 1979م تزوجت في عطبرة، دون أن يشاركني الأهل الفرحة، لأن السيول والأمطار في ذلك الوقت قطعت السكة حديد في منتصف الطريق، ما حدا بهم أن يباركوا الزواج من على البعد، وكان أن أنجبت خمسة أبناء وثلاث بنات. ما هي أشهر اغنياتك؟ قال : علي سبيل المثال لا الحصر أغنية (الوليد الضيف)، كلمات (ام دفوق)، وهي من منطقة العيلفون، وتصب في أغنيات التراث المندرج في (المناحات)، إلى جانب أغنيات (يا شباب العصر همو)، (أنا تاني جيت لى كسلا)، (ودعت هواك بلا حزن)، (الشمس)، (خبر الصور) وغيرها. من الملاحظ أن الفنانين الشابين أحمد وحسين الصادق يغنيان من أعمالك، فهل سمحت لهما بممارسة هذا الفعل؟ قال : في بادئ الأمر تعاملت معهما في بعض الأغنيات، إلا أنهما وللأسف لم يجيدا أداءها، حيث أنهما حرفا الكلمات وعدلا في الموسيقي، وأبرزها تلك الأغنيات (يابا حرام)، (اشكيهو لمين القدر) وغيرهما، والتشوية الذي اعنيه يتمثل في بعض الإضافات غير المستحبة، مع أنني كنت أتوقع منهما أن يؤديان الأغنيات بصورتها الأصلية، فهي أعمال لا تحتمل التحوير، لذا السؤال لماذا ترددونها بكل هذا التشوية، الذي ربما استدعي البعض أن يشكو من طريقتهما في الأداء، ولم يكتفوا بل طالبوني بأن أوقفهما من التغني بتلك الأعمال نهائياً، فما كان مني إلا واتصلت بهما، إلا أنهما لم يستجبا، بالرغم من أنني قلت لهما : (لوكنتما ترغبان في التعامل معي، فأنا على أهبة الإستعداد)، ولكنهما لم يلتفتا لذلك، ما قادني إلي أن أقرر منعهما من ترديد أغنياتي.