الخرطوم : سراج النعيم
لأبد من التأكيد علي أن إدارة شرطة أمن المجتمع تمثل
صمام الأمان للمجتمع من الانزلاق وراء الظواهر السالبة التي أصبحت تأخذ حيزا كبيرا
من حيث التطور الذي يشهده العالم بصورة عامة في ظل الثورة التقنية الهائلة التي
قربت المسافات بين المجتمعات فتداخلت العادات والتقاليد فأفرزت الكثير من
السلوكيات التي لا تتوافق مع المجتمع السوداني الذي عرف بمحافظته علي عاداته
وتقاليده التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي وبالتالي تبقي شرطة أمن المجتمع أﺳﺎسا
للمجتمع الصحيح المعافى.
وعليه تؤدي شرطة أمن المجتمع دور هام في حياتنا من واقع الاستهداف
الذي نتعرض له في أخلاقنا وذلك في إطار الانفتاح علي الآخر من حيث ما أنتجته
العولمة ووسائطها المختلفة التي تبث بشكل مكثف الكثير من الأفكار والثقافات التي
لا تمت لنا بصلة ونسبة إلي هذا البث الذي أصبح مباشرا تجدنا في حاجة ماسة إلي شرطة
أمن المجتمع حتى نتمكن من إحياء شعيرة اعتبرها العلماء الركن السادس من أركان
الإسلام.
ومن هنا لأبد من الإشارة إلي أن المولي عز وجل جعل هذه
الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله سبحانه
وتعالي لأننا نختلف عن المجتمعات الغربية في العادات والتقاليد التي لا تنفصل بأي
حال من الأحوال عن الدين الإسلامي لذلك لأبد من أن تكون شرطة أمن المجتمع حاضرة في
الخارطة السودانية حتى تحافظ علي الخصوصية السودانية
وعليه قانون النظام العام يحفظ المجتمع من الانزلاق وراء
ما ينتجه الغرب من ظواهر بدأت تأخذ حيزها لدي بعض الشباب من الجنسين مثلا ظاهرة الأفلام
الفاضحة التي يتم بثها من خلال نوادي المشاهدة وغيرها.
يجب أن تجد شرطة أمن المجتمع الدعم من المجتمع قاطبة حتى
تؤدي رسالتها الإصلاحية ﻷن النقد الذي يوجه لها نقدا هداما وليس فيه من المنطق
رغما عن بعض الهنات وهي في الغالب الأعم فردية ولا تنسحب علي الإدارة بصورة عامة
لذلك صمدت شرطة أمن المجتمع أمام الحملات التي تم شنها عليها وأن كنت علي قناعة
تامة بأن العقوبات تحتاج إلي إعادة فإن معظم العقوبات غير رادعة بقدر الجرم
المرتكب في حق المجتمع الذي تبرز منه فئة ما تطالب بإلغاء النظام العام حتى يجدوا
الفرصة في بث أفكارهم الهدامة في المجتمع بدافع الأهواء الشخصية فالبعض منهم
غارقون في المجون والفساد ما يعني أنه لا يعجبهم وجود رقابة تمنعهم من الوقوع في
براثن المآثم وهي طرق تقودهم وآخرين إلي الظلام وبالتالي لأبد أن نؤمن جميعا علي أن شرطة أمن المجتمع يجب أن
تأمر الناس بالمعروف وتنهي عن المنكر فالخطأ لا يمكن أن يقره أي إنسان علي وجه البسيطة.
وبالمقابل لن اغفل أن هنالك من يوجهون نقدا لشرطة أمن
المجتمع من أجل تقويم الأداء وتجنب الوقوع في الهنات حتى لا يمنحوا دعاة الحرية
الغربية فرصة
للتشجيع علي الضلال في المجتمع السوداني ظنا منهم بأنها
الحياة الصحيحة فهي مما لا شك فيه حياة خالية من التقيد بالعادات والتقاليد
السودانية التي أشرت إلي أنها لا تنفصل عن الدين الإسلامي ناسين أو متناسين أن
الله سبحانه وتعالي اعلم بما في دواخلهم من مقاصد في الزمان والمكان.
لذلك يري البعض من الذين تطرقت لهم أن شرطة أمن المجتمع
ضد الحريات الشخصية ومثل هذه الأحاديث لا تمت بصلة لواقع المجتمع السوداني الذي
تأثر غاية التأثر بالثقافات الغربية وإذا كان محاربة شرطة أمن المجتمع للظواهر
السالبة ضد الحرية فلتكن كذلك طالما أنها تلقي القبض علي مروجي ومتعاطيي الخمور والمنجرفين
وراء تيار الرذيلة والمنحرفين بالأخلاق والقيم والسلوك فهي أي شرطة أمن المجتمع
تكشف الفساد في المجتمع بما في ذلك ما يحدث داخل بعض الشقق التي أفرزت الخلوات غير
الشرعية والدجل والشعوذة وغيرها من الظواهر فإن المولي عز وجل يريد أن يتوب عليكم
ويريد الذين يتبعون الشهوات أن يميلوا ميلا عظيما وهم قليل والحمدلله.
ومن أوجب الواجبات علي الدولة ووزارة الداخلية توفير كل
المعينات التي تدعم شرطة أمن المجتمع في أداء الدور المنوط بها في حراسة المجتمع
السوداني من الظواهر السالبة والثقافات الغربية البالية التي تمددت في المجتمع
بفضل الثورة التقنية الحديثة التي أنتجتها العولمة ووسائطها المختلفة التي أخذ
منها البعض من النشء والشباب من الجنسين السوالب التي جعلتهم في سطحية دفعتهم إلي
إسقاط أخلاقنا وقيمنا.
فمن الظلم أن ننظر إلي شرطة أمن المجتمع من زاوية ضيقة
لذلك يجب أن نوازن بين الإيجابية والسلبية في إطلاق الإحكام جزافاً حتى نكون
عادلين والعدل يأمرنا به الله سبحانه وتعالي وان لا نمضي علي هدي
من المعتادين علي مهاجمة شرطة أمن المجتمع.