الخرطوم : سراج النعيم
الكثير من الناس تطرق أذنهم كلمة جماعة الحسبة أو رجال الحسبة ولا يدرون ماذا يقصد بها علماء الشريعة الذين أطلقوها علي الجماعة فهي جماعة تعني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجاء تعريف علماء الشريعة في مضمونه الشامل هم جماعة الأمر بالمعروف بصورة عامة وحث الناس عن الإقلاع عن الظواهر السالبة أما النهي عن المنكر فهو ما يظهر فعله ويستوجب التنبيه والتحذير من مغبة الانجراف وراء هذا التيار وهو الدور المنوط به الأئمة والعلماء والدعاة والشيوخ وقد عرف عن الجماعة أو رجال الحسبة منذ قديم الزمان أي منذ عهد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أنه جعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي أسواق المدينة المنورة فيما جعل آنذاك الوقت سعيد بن العاص علي أسواق مكة المكرمة بعد الفتح من أجل مراقبة الأسعار بها حتى لا يحتكر التجار السلع ومن ثم يرفعون الأسعار بالشكل الذي يروق لهم فكم نحن في حاجة ماسة إلي رقابة الأسواق بعد أن أصبح التجار يتعاملون مع السلع الضرورية بجشع كبير وغش لم نألفه قبلاً في السوق التجاري السوداني. عليه يجب أن نستفيد مما أشار به علماء الشريعة حول أمر الحسبة التي نحن في اشد الحاجة إليها للظواهر السالبة التي تفشت في المجتمع بشكل يدعو صراحة للقلق لذلك علينا إنشاء رجال حسبة من أجل الحفاظ علي الأسعار في الأسواق وضبطها حتى من المظاهر السالبة التي بدأت تلوح في الأفق من خلال الغزو الغربي الذي لم تسلم منه حتي الأسواق العربية والإسلامية.
وعليه
من أوجب الواجبات أن يكون لدينا جهاز مختص لمتابعة للأسواق وأن يبصر التجار
والمتعاملين معهم ومرتادي الأسواق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالتالي
يكونون قد أوصلوا رسالتهم للعامة قبل أن يقعوا في المحظور وحتى الذي يخطئ تجب
عليهم مساعدته في تجاوز ذلك الخطأ ومن ثم التحذير من مغبة الوقوع في الخطأ مرة
ثانية ولنبدأ هذه المناصحة بالتي هي حسني وبطريقة ليست فيها الغلظة كما قال المولي عز وجل
: (ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﺧﻮﺓ)، وكما قال سيدنا محمد صلي الله عليه
وسلم (ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻻ ﻳﻜﺬﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮﻩ).
ما
قادني إلي أن أتطرق إلي موضوع رجال الحسبة هو ما نشاهده ونسمعه ما بين
الفينة والأخرى عبر
بعض الوسائط التي بدأت تطفو في السطح وتبث سمومها في جسد الأمة العربية والإسلامية
لقد طالعت الكثير من الآراء التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي علي اختلاف
مسمياتها.