بلاغ من هاشم لرئاسة الجمهورية المصرية بانتهاك جهاز الأمن
السلطات الرسمية
تستوقف السوداني بمطار القاهرة بسبب جهاز التصنت
الخرطوم: سراج النعيم
واصل السوداني هاشم محجوب حمد النيل البالغ من العمر 45
ربيعاً كشف التفاصيل الكاملة لقصته مع جهاز الأمن والمخابرات المصرية التي وضعته
في مأساة تلازمه طوال حياته وذلك بناءاً علي زراعة جهاز تصنت في جزء حساس من جسده لتنفيذ
عملية تجسسية لإيقاف فكرة الإطاحة بنظام حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من
خلا الثورة المصرية التي عرفت في نطاق الربيع العربي.
الأمن
والمخابرات المصرية
وقال هاشم : بدأت قصتي من خلال سيناريو أكثر غرابة وأكثر
دهشة لما فيه من حبكة لا يمكن أن تخطر علي بال احد مهما كان الخيال خصب فالأمن
المصري كان يبحث عن وسيلة يخترق بها تنظيم الأخوان المسلمين وتنظيم الطلاب
السودانيين بالقاهرة طوال السنوات الماضية التي ظل فيها نظام حسني مبارك يتولي
مقاليد الحكم في مصر.
زراعة جهاز التصنت
واستطرد : ولم يكن أمام
جهاز الأمن والمخابرات المصري إلا وأن يضحي بي من أجل الوصول لمبتغاة فما
كان منهم إلا وخططوا لزراعة جهاز التصنت داخل جسدي رغماً عن علمهم بخطورة الإقدام
علي هذه الخطوة فهي في النهاية تؤدي إلي وفاتي تأثراً بالمضاعفات الناتجة عن بقاء
الجهاز بالمنطقة الحساسة كل السنوات الفائتة.
بكلية الشريعة والقانون
وأضاف : وتزامن
زراعة جهاز التصنت داخل جسدي مع التحاقي بالدراسة الأكاديمية بكلية (الشريعة والقانون)
بجامعة الأزهر من (1992-1996م) وخلال هذه الفترة كنت ناشطاً في تنظيمي الأخوان
المسلمين المصرين واتحاد الطلاب السوداني بالقاهرة ما حدا بالأمن والمخابرات
المصرية آنذاك أن يستقل ظروف شكوتي من بعض الآلام بالمستقيم مما قاد الأمن
والمخابرات إلي ان يأمروا الأطباء بالمستشفي إلي زراعة جهاز التصنت بعد أن تم
إيهامي من قبل الأطباء الذين اشرفوا علي حالتي الصحية حيث أكدوا بما لا يدع مجالاً
للشك أنني أعاني من (شق) في المستقيم وبالتالي علي إجراء عملية جراحية عاجلة فما
كان مني إلا الاستجابة لقرارهم الذي زرعوا
بموجبه جهاز التصنت داخل جسدي لكشف التحركات وكل ما يدور في الاجتماعات السرية للإخوان
المسلمين المصريين وتنظيم الطلاب السودانيين بالقاهرة وكانت زراعة جهاز التصنت
مهمة جداً بالنسبة لهم خاصة وان الثورة المصرية كانت تتلمس في الخطي الأولي التي
تخطط من خلالها لقلب نظام الحكم بالإضافة إلي أنها كانت تهدف إلي الدعوة الإسلامية.
تناولي للحبوب
المسكنة
وأضاف: هل تصدق ان جهاز التصنت مازال موجوداً داخل جسدي ما
يجعلني أتناولي الحبوب المسكنة للشعور الدائم بآلام شديدة بالإضافة إلي الصداع المؤلم
جداً كما أنني لا استطيع الجلوس لفترات زمنية طويلة فجهاز التصنت يضغط علي المنطقة
المزروع فيها ضف إلي ذلك أنني أجد صعوبة في استخراج (الفضلات).
استرخاء في الأعصاب
ومضي : مما ذهبت إليه توجهت بشكل مباشر إلي أخصائي
الجراحة المصري الشهير محمد صلاح وبعد ان اجري لي الفحوصات الطبية جاءت النتيجة المؤكدة
أن السبب الرئيسي في الحالة الصحية المتأخرة هو جهاز التصنت الذي زرعه جهاز الأمن
والمخابرات المصرية فطلبت منه أن يستخرج لي هذا الجهاز حتى أضع حداً لمعاناتي التي
رافقتي طوال السنوات الماضية ومازالت قائمة إلي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك فقال
الطبيب : (يا هاشم إذا أجريت العملية الجراحية لكي استخرج الجهاز فإنه ستحدث لك
مضاعفات تؤدي في نهاية المطاف إلي (استرخاء في الأعصاب).
آثار جانبية للعملية
وواصل
البحث عن حل للمعضلة التي ظلت تشكل له هاجساً كبيراً في حياته فلم يكتف بطبيب واحد
بل توجه إلي أطباء آخرين فقال : لم اكف عن البحث الذي قابلت في إطاره الأطباء
أحمد عزالدين سالم العطار ورفيق رزق الله وهاني رزق الله ومحمد صلاح عبدالحميد
والأخير أشار إلي ان استخراج جهاز التصنت من داخل جسدي تنتج عنه آثار جانبية جراء
العملية الجراحية.
الهيثم التشخيصي بالخرطوم
وأضاف : وكان أن أجريت فحوصات طبية بمركز ابن الهيثم
التشخيصي بالخرطوم بتاريخ 11/10/2012م وقد أثبتت الفحص أن هنالك جهاز تصنت داخل
جسدي ومن عدت مرة ثانية إلى القاهرة وأجريت فيها الفحوصات طبية وكان أن خاطبت رئيس
الجامعة مؤكداً له بأنني فصلت من الجامعة في السنة الرابعة تعسفياً لأسباب خارجة
عن إرادتي بعد ان زرع لي جهاز تصنت بالمستشفي التابع لإدارتكم من قبل.
الولايات المتحدة الأمريكية
واستطرد : وعندما وجدني الطبيب المصري أقف حائراً مما
طرق أذني نصحني بأن اجري العملية الجراحية بالولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة
أوروبية لأن الآثار الناتجة بعدها (خفيفة).
رئاسة الجمهورية المصرية
وتابع : وبعد ان
عجزت من إيجاد الحل الناجز ما استدعاني الاتصال برئاسة الجمهورية المصرية التي أكدت
لها بأن هنالك جهاز تصنت زرع داخل جسدي من طرف جهاز الأمن والمخابرات المصرية وأيضا
وضعت مظلمتي لدي ديوان المظالم وكان أن قالوا ليّ : (خلي السفارة السودانية
بالقاهرة تتبني القضية من أجل أن نعوضك) وبالفعل ذهبت إلى السفارة السودانية
وقابلت المستشار الطبي دكتور الصادق الجعلي فقام بإحالتي للملحق العسكري اللواء
حاتم الكدرو وكان أن أخذ هاتفي وقال أنه سوف يتصل عليَّ ولكنه إلى أن عدت للسودان
لم يتصل بيّ.
تفتيشي تفتيشاً شخصياً
وأردف : وما ان دب في اليأس إلا وقررت العودة إلى
السودان وعندما دخلت مطار القاهرة عبر صالة المغادرة تم تفتيشي تفتيشاً شخصياً سمعوا
صوت قوياً ولكنهم لم يعثروا على شيء وكان أن سمحوا لي بالخروج من هناك إلى مدرج
الطائرة حينما وصلت مطار الخرطوم كنت متعب جداً من جهاز التصنت.
الشفرة الخاصة بالجهاز
وذهب إلي الشفرة الخاصة بجهاز التصنت المزروع داخل جسده
قائلاً : توجد شفرة للجهاز وهذه الشفرة بحوزة الأمن والمخابرات المصرية.
التنظيمات الإسلامية
وأضاف : وفي خلال السنوات الماضية التي كنت مقيماً فيها بمصر
أصبحت التنظيمات السياسية ومنذ علمها بزراعة جهاز التصنت تأخذ حذرها مني ولا
تملكني معلومات سرية تخص التنظيمات الإسلامية المصرية والتي كانت تصب في إطار
الثورة علي نظام الحكم البائد المهم ان المخابرات استطاعت ان ترصد كل كبيرة وصغيرة
عن الاجتماعات التي كنت جزءاً منها إلي ان اكتشفت وجود الجهاز المشار إليه.
سبب زرع الجهاز
وكان أن عدت إلى السودان قبل أن أكمل دراستي الجامعية التي
انقطعت بالفرقة الرابعة وتزامن ذلك مع زراعة الجهاز من وحي أنظما مي لتنظيم الأخوان
المسلمين بمصر وتنظيم الإتحاد السوداني بالقاهرة الشيء الذي قادهم للمضي قدماً في
هذا الاتجاه الذي قال فيه الأطباء أنه يوجد شق في المستقيم وبالتالي أجريت لي عملية
جراحية زرع من خلالها جهاز التصنت بغرض التجسس على الاجتماعات السرية التي كانت
تتم بالسفارة ومبني الطلاب التابع لمنظمة الدعوى الإسلامية وهي كانت في غاية
الأهمية بالنسبة لهم.
الأخوان المسلمين
واستمر : منحت في إطار التنظيم الإسلامي شعار يعبر عن
الحرية وهذا الشعار جعلني أتوغل مع الأخوان المسلمين.
التنظيمات السياسية
ووضح أن كل الجهات التنظيمية ظلت تعمل كل حذرها مني
وبالمقابل أصبحت بلا أسرار تخص التنظيمات السياسية الإسلامية التي أضحت لا تملكني
معلومات سرية ولكن ربما لجأ الجهاز الأمني إلى للاستفادة من الفترة الزمنية التي
كنت اعقد في ظلها الاجتماعات مع الأخوان المسلمين وتنظيم الطلاب السوداني بالقاهرة
لوضعهما في دائرة التجسس من خلال استقاء المعلومات مني ما قادني ان لجأت إلى الأمم
المتحدة (حقوق الإنسان) بالقاهرة حيث قمت بفتح ملف بما تعرضت إليه حيث تأكدوا بالفحص
من خلال جهاز خاص بكشف المعادن أنه يوجد جهاز تصنت في المستقيم.
الانتهاك إنساني وخطير
وحول الإجراءات التي اتبعت قال : أنهم عملوا ليّ دراسة
خاصة مع مكتب أميرا وهو مكتب خاص بمساعدة لأجيء شمال أفريقيا والشرق الأوسط ويتبع بصورة
مباشرة إلى بريطانيا وقالوا أنهم سوف يقومون بمساعدتي باعتبار أن الانتهاك إنساني
وخطير.
البرنامج الإنمائي
وقال : لم أشك في السنوات الماضية بأن هنالك جهاز تصنت مزروع
داخل جسدي وكانت أقول في غرارة نفسي أن الصداع الدائم الذي اشعر به من (القولون
العصبي) ولم اكتشف أن السبب في ذلك جهاز التصنت إلا قبل 5 سنوات من خلال البرنامج
الإنمائي التابع للأمم المتحدة الذي كشف علي عبر الجهاز الخاص بالأمم المتحدة.