مئات الآلاف يحيون انطلاقة حماس الـ25 في غزة بمشاركة 3 آلاف شخصية من الخارج وحضور نسائي كبير
بمشاركة
مئات الآلاف من الفلسطينيين وآلاف الضيوف العرب والمسلمين وبمشاركة
قيادتها في الخارج لأول مرة، احتفلت حركة حماس أمس بمرور ربع قرن على
انطلاقتها. ومنذ ساعات الصباح الأولى تدفقت الحافلات والسيارات والدراجات
النارية و«التكاتك» وعلى عربات الكارو التي تجرها الحمير والبغال، من
الجنوب والشمال عبر شارع صلاح الدين باتجاه ساحة الكتيبة الخضراء، في قلب
حي الرمال الجنوبي، في مدينة غزة حيث المهرجان.
وسط الأناشيد الدينية التي قدمتها فرق إنشادية من الأردن ولبنان، تفاعل
معها بتأثر كبير الجمهور، انتظرت الحشود وصول خالد مشعل، رئيس المكتب
السياسي لحركة حماس وقيادات الحركة العسكرية والسياسية وممثلي الفصائل
للبدء في الاحتفالات. ودعا مشعل في خطابه الذي لم يكن الأول ضمن الخطابات
التي ألقيت في المهرجان، الدول العربية إلى مد المقاومة بالسلاح، قائلا:
«نحتاج لسلاحكم ومالكم ودعمكم»، مشددا على التزام حركته بخيار المقاومة
المسلحة التي اعتبرها «الطريق الحقيقي لتحرير فلسطين ومعها كل أشكال
النضال». ووجه مشعل حديثه للاحتلال، قائلا: «نقاتل من يقاتلنا ومن يعتدي
علينا وعلى مقدساتنا وأعراضنا».
وفي ابتعاد واضح عن تصريحاته لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية قال
مشعل: «نحن نؤمن أن فلسطين من بحرها إلى نهرها للفلسطينيين، ولن نعترف
بإسرائيل، ولا تفريط بحق العودة، لا توطين ولا وطن بديل ولا بديل لفلسطين
إلا فلسطين»، مشددا على أن «لا شرعية للاحتلال مهما طال الزمن وأن فلسطين
من نهرها إلى بحرها ومن شمالها إلى جنوبها هي أرض فلسطينية لكل
الفلسطينيين»، مشددا على أن الأولوية يجب أن تعطى للتحرير ثم لإقامة
الدولة.
ودعا مشعل لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الفلسطينية فقال: «نحن مع
الاحتكام لصناديق الاقتراع ونريد انتخابات وشراكة وطنية»، لكن أولويات
المصالحة بالنسبة لمشعل بدت مختلفة عنها بالنسبة لعباس، مشيرا إلى أن إصلاح
منظمة التحرير، يمثل الأولوية لحركته. وقال: «يتوجب إصلاح المنظمة وإعادة
بنائها». وأكد أن حركته مستعدة «للتوافق السياسي فلسطينيا وعربيا على برامج
سياسية مشتركة تتقاطع فيهما برامج الحركة»، مبينا أن حماس لن تقبل «أي
برنامج لا يتوافق مع الثوابت الوطنية».
وفي ما يبدو رسائل تطمينية لدول الجوار، قال مشعل: «الدولة الحقيقية ثمرة
التحرير وليس المفاوضات، ولن نقبل التوطين.. ولا وطن بديل ولا غنى عن
فلسطين». وحول الجدل المثار حول خيارات حماس الإقليمية، قال مشعل: «لم نكن
تبعا لإيران أو سوريا ولسنا تبعا لمصر أو قطر».
من ناحيته قال رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية إن حركته ستبدأ
«بوضع استراتيجية عربية وإسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل لكل أرضنا
الفلسطينية المحتلة». وأضاف: «وحدة المقاومة والشعب ساهم في انتصار غزة،
وأن نصر معركة السجيل ثمرة الاستعداد العميق والمتواصل». واعتبر هنية، أن
ما حققته حماس في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل «نصر تاريخي استراتيجي على
خط التحرير الشامل لأرضنا فلسطين». واعتبر أن النصر جاء: «ثمرة للإعداد
والاستعداد العميق، من فصائل المقاومة الرائدة». وأكد أن وصول القيادات من
الخارج «تعزيز للانتصار العسكري وتتويج للانتصار السياسي في معركة حجارة
السجيل».
وبدأت حركة حماس فعاليات انطلاقتها بخروج مشعل من بوابة، على شكل مجسم
لصاروخ الـM75، الذي أطلقته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة
بإطلاقه على تل أبيب والقدس المحتلة. ورفع قيادات حماس خلال الحفل العلم
الفلسطيني وقامت بالتلويح به، وهي تحيي الجماهير التي توافدت إلى ساحة
الكتيبة الخضراء للمشاركة.
وكان لافتا مشاركة وفود عربية وإسلامية، قدمت إلى قطاع غزة أول من أمس،
وذلك لحضور مهرجان الانطلاقة، ورفع هؤلاء رايات بلادهم ولوحوا بها في مكان
المهرجان بجانب الرايات الفلسطينية ورايات حماس. وذكر منظمو المهرجان أن
أكثر من 3000 شخصية جاءت من أرجاء العالم من بينهم 100 بريطاني من أصول
عربية وإسلامية، ووفود من الجزائر وليبيا ولبنان ومصر وقطر والكويت
والبحرين. ولوحظ الوجود النسوي من الخارج، فإلى جانب زوجات قادة حماس في
الخارج، شارك في المهرجان نساء من قطر والبحرين وماليزيا وموريتانيا
وغيرها.
وكان لافتا أيضا مشاركة حركة فتح لأول مرة منذ الانقسام وشوهدت راياتها
ترفرف إلى جانب رايات حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. وقال النائب فيصل
أبو شهلا القيادي في حركة فتح، إن مشاركة حركته في مهرجان انطلاقة حماس
تمثل رسالة من فتح أنها من دعاة الوحدة الوطنية. وأضاف: «فتح وحماس وقفتا
معا في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة والتوجه إلى الأمم المتحدة،
ومشاركتنا اليوم هي مشاركة تأكيد أننا معا وسويا سنحقق الوحدة، وأن حماس
جزء من الشعب الفلسطيني والانقسام بات خلف ظهورنا وسوف نتوجه بعد ذلك
لتحقيق المصالحة». وأكد أبو شهلا أن فتح لا تريد أي حوارات جديدة في ملف
المصالحة، وإنما تطبيق اتفاقيات المصالحة سواء اتفاق القاهرة أو الدوحة.
|
موفاز يطلب من مشعل مغادة غزة بأسرع وقت ممكن |
أعرب النائب الإسرائيلي المعارض شاؤول موفاز عن أسفه لأن إسرائيل لم تقتل
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (
حماس) خلال زيارته الأولى لقطاع غزة.
وقال موفاز، الذي كان وزيرا للدفاع ويترأس حزب
كاديما
"كان يجب انتهاز الفرصة لتصفية رأس الأفعى. مشعل يستحق الموت"، وأضاف
"أطلب منه (مشعل) أن يحزم أمتعته في أسرع وقت ممكن وأن يغادر غزة".
وتابع النائب الإسرائيلي في بيان "إذا ما استمرت إسرائيل في إضعاف الرئيس الفلسطيني
محمود عباس، ولا تتعامل مع حماس بيد من حديد، فسوف نرى قريبا مشعل" في
الضفة الغربية.
وكانت إسرائيل قد حاولت اغتيال مشعل عام 1997 في الأردن عندما
قام خمسة إسرائيليين بحقنه في أحد شوارع عمان بمادة سامة، غير أن غضب
الملك الراحل الحسين بن طلال مما حدث وتهديده بإنهاء اتفاق السلام اضطر
الحكومة الإسرائيلية بقيادة
بنيامين نتنياهو آنذاك إلى الاعتذار العلني وتقديم الترياق المضاد للسم.
يشار إلى أن رئيس المكتب السياسي خالد مشعل استهل زيارته التي
وصفت بالتاريخية بتأكيده تمنيه "الشهادة" على أرض القطاع، واعتبر عودته
إلى غزة "مقدمة للعودة إلى القدس وكل فلسطين".
وبدأ مشعل زيارة هي الأولى من نوعها تستمر أربعة أيام، ويشارك
خلالها في إحياء الذكرى الـ 25 لانطلاق حركة حماس، ويرافقه خلال الزيارة
نائبه موسى أبو مرزوق بالإضافة إلى عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد
نصر.
وشدد مشعل في خطاب له بغزة التي وصلها يوم الجمعة على ثوابت
الحركة وهي أن فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن شمالها إلى جنوبها هي أرض
فلسطينية عربية لا تنازل عنها ولا تفريط بها، وأن فلسطين كانت وما زالت
وستبقى عربية إسلامية، وأن حماس لا تعترف بإسرائيل ولا بشرعية الاحتلال،
وتحرير فلسطين كلها واجب وهدف وغاية.