|
شبكة يتحدث للاستاذ سراج النعيم
|
رئيس
الجمهورية اهدي الولاية مستشفى مرجعياً على نسق مستشفى سد مروي
الأنصار
والختمية جزء أصيل من الحركة الإسلامية فقدموا نموذجاً يقنع الأخر لا كنموذج
طالبان
الصادق
المهدي جمع بين رئاسة الحزب والإمامة والجمع من مهددات العمل السياسي
الأحزاب
السياسية تعمل بنظرية (يا فيها يا نطفيها) وهي بعيدة عن السلطة وتعارض في لا شيء
إلتقاه :
سراج النعيم
وضعت السيد
الدرديري عثمان شبكة معتمد شؤون رئاسة ولاية شمال كردفان والقيادي البارز بحزب الأمة
الإصلاح والتنمية في حوار لا تنقصه الجرأة حيث كشف من خلاله الكيفية التي ولج بها إلى
هذا المضمار من خلال النشأة الأنصارية وعندما حدث انقلاب 25 مايو 1969 تم اعتقال
والده رحمة الله عليه والناظر بابو نمر وحريكة عز الدين ضابط إدارة ريفي المسيرية
من مدينة المجلد ومن ذلك الاعتقال بدأ الدخول إلى دهاليز الحركة السياسية ودبت في أوصاله
فكان أن التحق بالعمل السياسي في حزب الأمة وتدرج فيه بعدد من المواقع التنظيمية
رغما عن ميلانه للعمل في الإطار الأنصاري إلا انه تقلد منصب الأمين العام لأمانة
الشباب ورئيس شعبة التنظيم بولاية كردفان الكبرى وأول من قاد حركة الإصلاح
والتجديد من أجل تصحيح المسار السياسي والتنظيمي وكان المسئول عن مؤتمر سوبا في
العام 2002م بشهادة كل من الأخ مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد
والزهاوي إبراهيم مالك نائب رئيس الحزب وكل القيادات فيه.. هكذا كانت انطلاقته من
كردفان فأصبح أمين التنظيم ونائبا للتنسيق التنظيمي ثم أمينا عاما لحزب الأمة الإصلاح
والتجديد سابقا والإصلاح والتنمية حاليا ومن هذه المناصب انخرط في العمل التشريعي
عضوا في مجلس تشريعي ولاية شمال كردفان في العام 2002م ثم رئيسا لشعبة الإعلام
والثقافة ثم نائب رئيس للجنة الإعلام والثقافة بمجلس تشريعي الولاية وأخيرا معتمد
شؤون الرئاسة بولاية شمال كردفان.
الهجرة إلى
المستقبل
ما الهدف
من شراكتكم مع حزب المؤتمر الوطني في السلطة وماذا عن ولاية شمال كردفان؟
شراكة حزب
الأمة الإصلاح والتنمية للمؤتمر الوطني في الحكم جاءت في إطار معالجة قضايا الوطن
على أن نضع قضايانا الشخصية جانبا فالسودان فيه ثروات كثيرة تحتاج منا جميعا لعين
بصيرة لذلك كانت رؤيتنا في الشراكة التي بدأنا فيها من خلال برنامج أسميناه
(الهجرة إلى المستقبل بمفهومه الواسع) وهو البرنامج الذي يتضمن الكثير من القضايا
السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية على مستوى السودان بالتفصيل.
أما فيما
يخص ولاية شمال كردفان فقد بدأنا بصورة طيبة مع الأخ معتصم الطيب زاكي الدين والي
الولاية وإخوة كرام في مجلس الوزراء فنحن نشارك بقوة سياسية تتألف من ستة أحزاب في
إطار حكومة القاعدة العريضة ونحن لدينا خطط طموحة لإنسان شمال كردفان فهذه الولاية
هي ولاية ذات ميزات نسبية وتساهم في الصادر القومي بنسبة 70% من الضان الحمري
والكركدي والفول والآن نمضي لمعالجة هذه القضايا من خلال ما نقدمه في مجلس الوزراء
في إطار التخطيط الاستراتيجي فهنالك لجنة لتخفيف أعباء المعيشة برئاسة الأخ حافظ
وزير المالية لأن الدولة اتخذت السوق الحر و سياسة السوق الحر تخلق فجوة بين الأغنياء
والفقراء وبالتالي عملنا على إيجاد عدالة اجتماعية تمثلت في التعاون كوثيقة وكثقة
واعتقد أنه – أي التعاون بدأ يأخذ دوره وهنا لابد من صوت شكر للأخ الأستاذ علي
عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية الذي اهتم بهذا المجال.
إنسان
ولاية شمال كردفان
ما هي
الكيفية التي بدأتم بها تنفيذ مشروع التعاون الاجتماعي لتخفيف أعباء المعيشة على
مواطن ولاية شمال كردفان.
ضربة البداية
كانت بإنشاء مراكز داخل مدينة الأبيض على مستوى محلية شيكان وهي ذات المراكز التي
سيتم إنشاؤها في بقية المحليات والتي من خلالها نوفر السلع الأساسية لإنسان شمال
كردفان بأسعار معقولة جدا حتى نحدث حراكاً اقتصادياً.
و أنتقل بك
إلى الصحة بالولاية فإنه يوجد لدينا معالجات لكل القضايا الصحية وهنا لابد من الإشادة
بدور الأخ إسماعيل بشارة وزير الصحة بالولاية والأخ المشير عمر البشير رئيس
الجمهورية راعي المستشفى المرجعي الذي سيكون على نسق مستشفى سد مروي وتبلغ تكلفته
235 مليون جنيه وهو يعتبر هدية الرئيس لمواطني ولاية شمال كردفان الذين صبروا
كثيرا ولم يحملوا السلاح بل كان الحوار ديدنهم دائما لذلك هي ولاية منسجمة حيث أثرت
فيها الثورة المهدية كثيراً إلى جانب أنها محاطة بعدد كبير جدا من الطرق الصوفية
إذ يوجد بها الشيخ أبو عزة والشيخ الراحل عبد الرحيم البرعي وأهلنا في البنية وتاج
الأصفياء فكل هؤلاء يزينون ويجملون هذه الولاية.. وأيضا لدينا شراكة مع صندوق
الضمان الاجتماعي لإنشاء مستشفى يسمى مستشفى الضمان الصحي بولاية شمال كردفان ولأول
مرة في تاريخ السودان تتقدم ستون شركة في عطاءات فيها كثير من الشفافية خلصت إلى
ست شركات تكون من بينها شركة فائزة بهذا التصميم الذي يعد إضافة للتأمين الصحي.
رئيس
الجمهورية ونائباه
هل
اهتمام المركز بهذه الولاية يعود إلى أنها ولاية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للسودان؟
المشير عمر
البشير رئيس الجمهورية ونائباه الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه والنائب الحاج آدم
بالإضافة إلى الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية.. خاصة وأنها ولاية
وسطية وتعتبر صمام أمان للسودان العريض وإسناد لولاية جنوب كردفان ولولايات دارفور.
و الإنسان الكردفاني في الولاية تعامل بحكمة ومرونة ووطنية منذ أن جاءت هذه
الحكومة متحملاً كل الظروف الاقتصادية التي مرت على البلاد لذلك هذه واحدة من الأشياء
التي جعلت المركز يوليها جُل اهتمامه.
وعن المياه
بهذه الولاية أقول لك لقد نفذنا العديد من المشاريع كسد الاقداب وأم بادر وكبري أبو
زعيمة وهي بشريات كبيرة جدا نزفها لأهلنا في ولاية شمال كردفان وهنالك المزيد من
هذه المشاريع التي تمضي في إطار التصميم والتجهيز لذلك لابد من الإشادة بصندوق درء
آثار الجفاف بالولاية فهو من الصناديق الرائجة جداً في هذا المجال كما أفردنا
مساحة للثقافة على أن يكون هنالك مهرجان ثقافي على مدار العام يبدأ في العام 2013م
وأطلقنا عليه (مهرجان الإبداع الكردفاني) برعاية كريمة من الأخ والي ولاية شمال
كردفان حيث ينداح في كل المحليات وسيكون فيه التنافس من الفرقان والوديان إلى
المحليات وسيكون هذا المهرجان ثابتاً لأنك حينما تذكر هذه الولاية تذكر فرقة فنون
شمال كردفان التي خرجت الفنانين موسى أبا وعبد الرحمن عبد الله وعبد القادر سالم
وصديق عباس ومحمود تاور وأم بلينا السنوسي وجمعة جابر وغيرهم من الأسماء اللامعة
وبالتالي يخطو الباشمهندس ماهل وزير الإعلام والثقافة في ذات الاتجاه كما أننا
نجري الترتيبات لإنشاء فضائية كردفان التي سترى النور قريباً بمشيئة الله سبحانه
وتعالى.
السودان
وجنوب السودان
وماذا عن
التعليم في ولاية شمال كردفان ومنظمات المجتمع والإدارات الأهلية وما هي رسالتك
للحركات المتمردة في إقليم دارفور؟
تعتبر ثاني
ولاية في التعليم الأكاديمي في السودان وذلك حسب الترتيب بوزارة التربية والتعليم
الاتحادية وأيضا هنالك منظمات المجتمع المدني مثل منظمة كردفان ورابطة شباب من اجل
شيكان والبر والتواصل وغيرها من المنظمات التي تمضي في ظل شراكة ذكية والإدارة الأهلية
المتميزة بكافة قبائلها فنحن يهمنا في المرحلة القادمة أن ندير هذا التنوع أن كان
قبلياً أو دينياً أو ثقافياً بمرونة لأن هذه التنوع فيه خير كثير للسودان فنحن
الآن أمام تحدٍ بعد الاتفاق الذي وقع بين السودان وجنوب السودان والذي فيه بعض
العثرات التي نأمل من قيادة البلدين أن يكونا أكثر حرصاً على تنفيذ هذا الاتفاق
لمصلحة الدولتين.
أما رسالتي
للحركات المسلحة في غرب السودان وتحديداً دارفور بصفة عامة أن يحتكموا للعقل وأن
يضعوا مصلحة دارفور فوق كل المصالح الذاتية لأن دارفور هي القرآن وخيرها كثير جداً
على السودان.
مؤتمر
الحركة الإسلامية
كيف تنظر
إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ومؤتمر الحركة الإسلامية؟
على الإخوة
هناك أن ينبذوا الخلافات وليفكروا في مصلحة أهلهم وأن لا يكون هنالك أي مجال
للأجندة الخارجية لأننا مع الأجندة الوطنية وذلك من أجل لملمة النسيج السوداني
وقضاياه.
وعندما أجيب
على الشق الثاني من سؤالك أقول الحركة الإسلامية بمسماها الواسع نحن الأنصار جزء أصيل
منها والختمية والطرق الصوفية كذلك ولكن كل منا له فلسفته ورؤاه فالدين الإسلامي
دين تسامح ومحبة والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : (بشروا ولا تنفروا يسروا ولا
تعسروا) لذلك علينا أن نقتضدي به لأننا أمام تحدٍ فأما أن نقدم نموذجا إسلامياً
يقنع الآخر وأما أن نقدم نموذجا منكفئا كطالبان وهذا منفر وليس مبشراً للآخرين
لذلك نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع شمل الأمة الإسلامية وأن يوحد رؤانا
السياسية في إطار حلحلة الكثير من قضايانا وان نمضي بهذا البلد الكبير الشاسع ذي
الخيرات الكثيرة جداً حتى يكون وطناً مقداماً لان فيه الكثير من الثروات.
خليل إبراهيم
ماذا عن
النواحي الأمنية بولاية شمال كردفان المتاخمة في حدودها مع ولايات كردفانية
ودارفورية؟
هي من
الولايات المستتبة امنيا ويشارك في ذلك الجميع حكومة وشعبا فالإدارة الأهلية
والقوات المسلحة والسند الوطني (الدفاع الشعبي) وجهاز الأمن والمخابرات الوطني
والشرطة، والشرطة الشعبية جميعهم يلعب دوراً كبيراً في ذلك وحينما تسلل إليها خليل
إبراهيم بحركته المسلحة العدل والمساواة وجد حتفه بها وكما ذكرت لك مسبقا فولاية
شمال كردفان ولاية إسناد لديها تنسيق كامل مع ولاية جنوب كردفان والولايات
الحدودية في شمال وشرق دارفور بصورة ممتازة جدا.
مقولة
الصادق المهدي
دعني
انتقل بك إلى الأحزاب السياسية باعتبار انك قيادي بحزب الأمة الإصلاح والتنمية..
لماذا الانشقاقات في هذه التنظيمات السياسية؟
أولاً احيي
قيادات الأحزاب التاريخية لدورها الكبير في السودان ولكن هذه القيادات لم تعِ هذا
الدور فالإمام المهدي عليه السلام قال مقولة ذهبية (لكل وقت مقال وحال ولكل أوان
رجال) ولكن السيد الصادق المهدي مع احترامنا الكبير له لم يستفد من تجربته
السياسية الطويلة الممتدة ولذلك حركة الإصلاح قادها هو شخصيا ضد الإمام الهادي
وقال بالحرف الواحد : (لا قداسة مع السياسة ولا جمع بين رئاسة الحزب والإمامة)
الآن هو يجمع بين رئاسة الحزب والإمامة وهذه واحدة من مهددات العمل السياسي واعتقد
أن الحراك داخل هذه الأحزاب مهم جدا وهي عليها أن تسعى في ترسيخ المؤسسية في
مؤسساتها لأن فاقد الشئ لا يعطيه وبالتالي حركتنا جاءت في إطار الإصلاح والتجديد
من اجل ترتيب مسار الحزب سياسياً وتنظيميا.
ما بين
نداء الوطن ونيفاشا
ما بين
نداء الوطن واتفاقية نيفاشا في العام 2005م أين الأفضلية وما هي أجندتكم في قيادة
تيار عام داخل حزب الأمة يخالف توجهات السيد الصادق المهدي؟.
عندما كنا
في المعارضة 1989م واتصلت بنا الإنقاذ الوطني كنا نقود حراكاً قوياً داخل السودان
من خلال امتلاكنا لقوة شبابية في التجمع الوطني آنذاك وذهب الحبيب الصادق المهدي إلى
الخارج ورأى بأن هنالك تداعيات لتفتيت السودان فقام بتوقيع نداء الوطن وهذا النداء
في تقديري الشخصي هو أفضل من اتفاقية نيفاشا بكثير جدا لأنه لم يتحدث عن انفصال
الجنوب وبالتالي جاءت قيادات الحزب ونحن كنا داخل حزب الأمة ولكن لدينا تيار اسمه
التيار العام ورؤيتنا فيه أن حزب الأمة حزب لكل أهل السودان والفيصل فيه عطاء
وبلاء الناس ولا مكان لقبلية أو جهوية داخله لذلك مضت المفاوضات مع إخوتنا في
المؤتمر الوطني في إطار حلحلة القضايا الأساسية فهذا البلد لابد من أن يحدث فيه
تحول ديمقراطي حقيقي وان يكون المناخ مناخا معافى لذلك كان حوارنا مع المؤتمر الوطني
سلسا ولكن الخلاف الأساسي بالنسبة لنا هو أن السيد الصادق المهدي لم يعيِ الدرس
لأننا قدنا هذا الحراك ونظمنا مؤتمر سوبا الذي حضرته كل القيادات الشابة التي كانت
تمسك بزمام الأمور منذ أن حل فجر الإنقاذ ذلك كانت قيادتنا لحركة الإصلاح والتجديد
داخل حزب الأمة من اجل التصحيح السياسي والتنظيمي والتعاون مع بقية القوى السياسية
في كسر الهوة بينها وثورة الإنقاذ الوطني.
أعلا
قضايا الوطن
ما هو
برنامجكم الحزبي الذي تعملون في ظله من اجل قضايا السودان الإستراتيجية؟
نحن في حزب
الأمة الإصلاح والتنمية لدينا برنامج (الهجرة إلى المستقبل) ننظر من خلاله إلى
قضايا إستراتيجية حيث يبدأ التطور بالتعليم الذي نعتبره هو الأساس لذلك لابد من
الدخل العام للدولة أن تخصص نسبة لا تقل عن 15% للتعليم و10% للخدمات كالصحة
وغيرها.. فالبحث العلمي مهم جدا فلو نظرت إلى إسرائيل ستجدها تنفق في البحث العلمي
ما لا تنفقه الدول العربية مشتركة وفي القضايا السياسية نحن نعتقد أن أعلا القضايا
الوطنية فوق القضايا الحزبية عليه نود أن نخلق أحزاب (تدابر) وطني حقيقي على أن
يكون التنافس على البرنامج والرؤى والأفكار وليس على الأشخاص هذا ما قدمناه في
تجربتنا لأننا من خلال الشراكة البسيطة داخل الحكومة استطعنا أن نعمل حراكاً ممتازاً
بأن يكون صوتنا موجوداً ورؤانا التي نحملها من خلال برنامجنا المتفق عليه مع إخوتنا
في المؤتمر الوطني والذي قطعنا فيه شوطاً كبيراً جداً وهذا البرنامج إعطانا قوة من
الشعب السوداني فنحن الآن لدينا تمثيل في المجلس الوطني بالحبيب الزهاوي إبراهيم
مالك عن دائرة رفاعة والحبيب إبراهيم آدم وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي
ودكتور هشاش بمجلس تشريعي ولاية الجزيرة والإخوة الدستوريين في شمال كردفان وجنوب
كردفان والقضارف وسنار وبالتالي نحن راضون تمام الرضا عما قدمه الحزب في الفترة
السابقة من حراك إذ أننا أول حزب يعمل ورشا للدستور بالخرطوم والجزيرة وسنار ويشهد
عليها الرجل القانوني الممتاز محمد احمد سالم وهذا لأننا على مرحلة قادمة هي مرحلة
الانتخابات التي ستجد الحزب برؤاه وأفكاره في كثير من القضايا.
رؤيتنا
للدستور القادم
تجربة الحكم
اللامركزية في السودان هل أتت أكلها وهل هي تجربة متوافقة مع الدستور السوداني؟
من خلال ما
قدمناه من رؤية للدستور القادم نعتقد أن الحكم اللامركزية تجربة ممتازة على أن لا تصبح
مركزية جديدة على حساب الخدمات والمواطن لأنه لابد لهذا الحكم أن يعطي الصلاحيات
القائمة على الرقعة الجغرافية والقدرة المالية والبشرية والتجانس الذي افتقدناه
منذ استقلال السودان باعتبار انه واحد من المفاتيح الحقيقية التي تفتح شهية
المواطن في إطار شراكة حقيقية لذلك نعتقد انه في حاجة إلى المزيد من المراجعة
والصلاحيات حتى يرى النور فهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بخدمات المواطن على المستوى
المحلي والمركزي معا فالتجربة الرائدة تحتاج إلى تعديل لذلك في الدستور القادم
سيكون فيها حديث بأذن الله سبحانه وتعالى.
معارضة الأحزاب
السياسية
هل
المعارضة السياسية في البلاد تعمل وفق الأهواء الشخصية أم من أجل المصلحة العامة
التي يقتضيها هذا المجال الشائك والمتشابك؟
اتفق معك
في أن الأحزاب السياسية الكبيرة بعيدة عن السلطة وتعارض في لا شئ.. لأن المزاج
السوداني مزاج غريب يعمل وفق نظرية (يا فيها يا نطفيها) لذلك قناعتي الشخصية أن
المعارضة ليست من اجل المعارضة والسلام ولكن المعارضة من اجل التصحيح فكل الأحزاب
المعارضة آنيا هي كانت جزءاً من السلطة في السودان في يوم من الأيام فلو نظرت
لدستور 2005م الموجود حاليا ستجد انه من أميز الدساتير التي مرت على السودان لأنه
بنظرة فاحصة فإن المعايير لأي دستور معلومة مثلا المواطنة والحقوق والواجبات
واستقلال القضاء وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والحريات العامة وحقوق المرأة
ولكن عين إخوتنا في الأحزاب السياسية المعارضة تنظر في إطار المصلحة الخاصة وأنا
من أنصار أن يكون دستور 2005م مرجعا للدساتير القادمة.. مع التأكيد بأن هذه الأحزاب
سالفة الذكر قد عرض عليها هذا الدستور ووافقت عليه والانتخابات الأخيرة شاركوا
جميعا فيها ولكن هذه التنظيمات السياسية المعارضة لم تكن جاهزة لخوض الانتخابات
والحزب الوحيد الذي كان جاهزاً هو حزب المؤتمر الوطني ولذلك صوت له الشعب السوداني
فأنت لا تستطيع أن تقول إن هذه الانتخابات ليست نزيهة فقد تمت مراقبتها من قبل
منظمات كثيرة جداً وبالمقابل المحك الحقيقي للأحزاب هو صندوق الاقتراع ما يعني أن
الفرصة متاحة أمام هذه القوى السياسية لمراجعة نفسها وإعادة الثقة لكوادرها وان
تقود هيكلا تنظيمياً.
الارتماء
في أحضان الأجنبي
لماذا
تتهم المعارضة السياسية بالتآمر مع القوى الأجنبية لخلق الزعزعة في السودان الذي
يواجه تحديات جسام منها قضية ابيي التي أصبحت خارج الإرادة الوطنية؟
نعم هنالك
بعض الإخوة في المعارضة يرتمون في أحضان الأجنبي وهذا ما لا نتفق معهم فيه لأننا
كسودانيين نختلف فالاختلاف فيما بيننا شئ طبيعي جداً لأنه في الأساس خير وبركة على
أساس أن خلاف الأئمة فيه رحمة لذلك نحن ضد ارتماء أي سياسي في أحضان الأجنبي الذي
لابد لك من أن تسدد له فاتورة وبالتالي علينا أن نكون كرماء كأهلنا السابقين الذين
قدموا تجارب ممتازة أمثال المحجوب والأزهري وان نتنافس بشرف وموضوعية والذي يفوز
الآخر عليه أن يبارك ويقدم له النصيحة حتى تكون التجربة السودانية حقيقة مميزة.
أما قضية
ابيي فهي قضية شائكة ومعقدة لأنها خرجت عن الإرادة السودانية وأصبحت الآن في أيدي الأجنبي
لذلك تحتاج منا إلى إعادة ثقة بيننا وإخوتنا في دولة جنوب السودان وذلك في إطار أهل
المنطقة كمسيرية تربطهم علائق تاريخية مع دينكا نقوك ولكن أبناء ابيي داخل الحركة
الشعبية هم الذين يؤججون هذا الصراع علما بأن المنطقة المتنازع عليها غنية بالثروات
وهي الكرت الضاغط في التفاوض بين حكومتي السودان وجنوب السودان ورغماً عن ذلك
الأمل كبير والتفاؤل قائم على إعادة عامل الثقة بين المسيرية ودينكا نقوك مع
التأكيد بأنني على قناعة راسخة بأن هذه القضية ستجد الحل بمشيئة الله سبحانه
وتعالى من اجل المصلحة العامة بين الشعبين السوداني والجنوب سوداني.
المهددات
الأمنية
متى تترك
الأحزاب السياسية التفرقة من اجل إصلاح السلطة ومعالجة قضايا الناس على كافة
المستويات والأصعدة؟
حتى تعود الأحزاب
السياسية للصواب نحتاج إلى مؤتمر جامع نناقش فيه قضايا السودان بتجرد تام على أن
تتوحد هذه التنظيمات لما في الوحدة من خير ومن لا يريد ذلك فهذا شأنه لأن هذا
الوطن فيه ثروات كثيرة وهو في الوقت الراهن مستهدف في الكثير في ثرواته ما يجعله
في حاجة إلى قوة سياسية فاعلة وحية تدرك المخاطر التي تحاك ولكي نجابه ذلك علينا أن
نضع الثقة في القوات المسلحة وان تكون قوات قومية والانتماء لها يكون وطنياً كبيراً
دون الأحزاب وأيضا نحتاج أن نعيد الثقة للشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى بالحوار
غير السياسي وذلك في إطار التنوع لأنها قضية مهمة جداً سواء كان تنوعاً ثقافياً أو
دينياً أو أثنياً أو عرقياً فهي أيضا من المهددات الأمنية الكبيرة فالسودان
بالتجانس القبلي أيضا يحتاج إلى أن نحافظ عليه لأن القبيلة في الـ114 سورة قرآنية
لم تذكر إلا للتعارف لذلك وبهذه المعطيات نحن محتاجون لمراجعة أنفسنا وان نخاف
الله سبحانه وتعالى في أهلنا البسطاء لأن السياسة هي معالجة قضايا الناس سواء كانت
على المستوى المعيشي أو التعليمي أو الصحي لأنها قضايا أساسية.
التوريث
في الأحزاب
ما هي
وجهة نظرك في دفع بعض الأحزاب بالأبناء في المناصب القيادية بهذا الحزب أو ذاك أليس
في هذه الفكرة ما يرمي إلى التوريث؟
أقف ضد
فكرة التوريث في الأحزاب السياسية جملة وتفصيلا لأن العمل السياسي يحتاج إلى أفكار
ورؤى والفيصل فيه يبقى للعطاء وليس للأسرة وهذه الفكرة لا توجد في حزب الأمة الإصلاح
والتنمية لأن المؤتمر الذي أقمناه اقر أن يكون اختيار رئيس الحزب بعيداً عن
التوريث فكان اختيارنا للأخ الزهاوي إبراهيم مالك فيما يختار المجلس القيادي الأمين
العام وهذا هو الفرق بيننا وبين حزب الأمة القومي الذي يختار الأمين العام من
المؤتمر العام وبالتالي لا تستطيع أن تعفي الأمين العام إلا من خلال مؤتمر عام
وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأننا في حزب الأمة الإصلاح والتنمية لا مكان
للوراثة.
الممارسة
السياسية
هل
الانشقاقات التي حدثت في حزب الأمة هي لنفس دوافع حزبكم الأمة الإصلاح والتنمية؟
هنالك بعض
القيادات لها أجندتها الخاصة فبالتالي هذه الأشياء طغت على المصلحة العامة فما كان
منا إلا ورفضنا ذلك ما استدعى كل منا لتأسيس حزب يحتفظ باسم الأمة مع إضافة مسمى
جديد ولكن رغما عن ذلك تجد أن قناعتنا الشخصية مبنية على أن الوحدة هي الأساس ولكن
هذه الوحدة يجب أن تكون على أسس موضوعي وان نضع مصلحة البلاد العليا فوق المطامع
الشخصية لكي نؤسس لممارسة سياسية فيها كثير من الرشد والحكمة والأمانة والشفافية
لأن الأحزاب يجب أن تقدم أفكاراً وروى لأن العبرة في النهاية ليس بالكم بل بالكيف
خاصة وأن الشعب السوداني على وعي وإدراك فالحزب الذي يقدم برنامجاً هو الذي يجد
التقدير والاحترام وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
القيادات
التاريخية الحزبية
رؤيتك
لشكل الأحزاب السودانية المختلفة والطرح الذي تطرحه في الوقت الراهن من نقد لنظام
الحكم في البلاد خاصة القيادات التاريخية؟
القيادات
التاريخية للأحزاب السياسية العريقة محل احترام السيد الصادق المهدي رجل مثقف له
الكثير من الاجتهادات وساهم مساهمة كبيرة وان اختلفنا معه في الكثير من القضايا
ألا انه يقدم كرمزية في السودان مولانا محمد عثمان الميرغني كأب روحي لأهلنا
الختمية والاتحادي الديمقراطي يقدر ويحترم في عمره وجهده الطويل نحن محتاجون
لمراجعة ذات نقيم بعدها التجربة داخل هذه الأحزاب أين نحن الآن من الراهن السياسي؟
لأن السياسة تدار بها عملية البلد فضروري جدا أن تكون رؤاك وطرحك يأخذان الكثير من
المعطيات خاصة وان هنالك شبابا غير ملمين بما قدمه حزب الأمة منذ أن تأسس عام
1945م وكذلك الأمر بالنسبة للحزب الاتحادي الديمقراطي.. فأنت كحزب في حاجة لأن
تكون لديك الوسائل والآليات التي توصل بها رسالتك حتى تقنع الآخر لذلك حينما تنظر إلى
تجربة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ستجد أنهما تميزا لأنهما أوليا الشباب
والطلاب اهتماما كبيرا أما الأحزاب الأخرى لديها قطاع حي من الشباب والطلاب ولكنه
غير مفعل فهذه الشريحة مهمة جدا لأنها أصبحت قضية محورية في إطار الحراك السياسي
لذلك هم في حاجة إلى خطاب يعالج القضايا بشكل فيه نوع من المرونة والموضوعية وبهذه
نكون قد مهدنا لمرحلة فيها الكثير من الرؤية والحكمة هكذا يمكنهم خلق حراك رئيسي.
العمل بالأحزاب
سلوك وقيم
كيف
تتعامل الأحزاب السياسية مع الأشخاص الانتهازيين الذين ينضمون إليها لتحقيق مكاسب
ذاتية؟
هنالك من
يأتي إلى الحزب من اجل المصلحة الذاتية معتقداً أنه (سوبر ماركة) وهذا لا يصلح في
العمل السياسي وعمره لا يمتد طويلاً في هذا الجانب فالسياسة مهنة عظيمة كمهنة
القضاة والمحاماة والطب لها رجالها ومعطياتها وظروفها لذلك تحتاج إلى رجل صاحب
سلوك وقيم يقدم هذه التجربة للآخرين لأنها مربوطة بخدمة حقيقية للمواطن وبالتالي
الشخص الذي يفتقر للسلوك والقيم لا يصلح أن يكون سياسيا بأي حال من الأحوال وهذا
يقودنا إلى استخدام السلطة بصورة غير سليمة فهي في المقام الأول والأخير لمعالجة
الكثير من القضايا فإذا استعملت السلطة كسيف على رقاب الآخرين تبقى همجية ما
سياسة.
التقاطعات في السلطة
التقاطعات التي تحدث في القرارات السلطوية ما بين المركز والولاية هل تعود إلى
الدستور الحالي وما هو النموذج الأمثل لنظام الحكم في السودان؟
صحيح هنالك
تقاطعات في السلطة المركزية والولاية ولكن في الدستور القادم سوف تفصل الأشياء
بشكل دقيق جداً فإخوتنا في مجلس الولايات هم الجهة المنوط بها الاستماع للولايات
ومن خلال الدستور المشار إليه أن تزول كل التقاطعات وان يؤدي كل دوره في إطار
تكامل الأدوار في المجلس التشريعي ومجلس الولايات والمجالس المحلية. وكل ما ارجوه
من الإخوة السياسيين أن يضعوا مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية الضيقة والسودان
واسع وبه ثروات كثيرة لذلك نأمل في أن يكون العام 2013م عاما لنبذ التفرقة وأيضا
عاماً للثقافة والفن لأنهما يخاطبان الوجدان السوداني لذلك نحن في حاجة لتعظيم هذه
الأطر لكي تصبح هذه البلاد معافاة وفيها سلام ومحبة نقدم من خلاله نموذجاً إسلاميا
راقياً وأن نستفيد من الربيع العربي في تجاربه التونسية والليبية والمصرية وان كنت
شخصيا معجبا بالتجربة التركية لأنها زاوجت بين الدين والإسلام كفطرة وبين العقل
البشري والممارسة الديمقراطية خاصة وان الله سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله :
(لا اكره في الدين) فالدين المعاملة فعليكم أن لا تكرهوا الآخرين في العمل السياسي
الذي يجب أن نجعله محطة تواصل ومحبة ووفاء وتقديم خدمة للمواطنين في كل المناحي.