الشابة اكتشفت أنها ثمرة الخطيئة في مناسبة زواج فلجأت إلى والدتها ولكن.
الشرطة حققت مع الأم الأصلية حول البلاغ الخاص بالابنة بالتبني
والدتها : استلمتها من والدتها الفنانة وهي طفلة لا يتجاوز عمرها الساعتين
أمدرمان : سراج النعيم
صدق أو لا تصدق شابة في مقتبل العمر تكتشف فجأة وبمحض الصدفة أنها لا تنتمي للأسرة التي نشأت وترعرت في كنفها . بعد أن طرق أذنيها همساً من بعض الفتيات اللواتي كن حضوراً في مناسبة زواج بأحدي المناطق الأمد رمانية ومن خلال هذا الهمس تبين لها أنها ثمرة الخطيئة بعد ثمانية عشر عاماً وأنها لأتمت بصلة نسب إلى الأب والأم اللذين ظلا يطوقانها بالحب والحنان طوال السنوات الماضية ومع هذا وذاك دخلت في دوامة تفكير عميق لم تكن تتوقع أن تنتهي بها الحياة على هذا النحو الذي تمنت في إطاره الموت قبل أن تعرف حقيقة نفسها .. وهو الأمر الذي كاد أن يتوقف وفقه قلبها عن النبض بالإضافة إلى أن مشاعرها واحاسيسها تبلدت .. وهي تسأل نفسها من أي الثمار نبعت وكيف تتحمل الأم ابتعاد صغيرتها كل هذه السنوات ؟ تماماً مثلما فعلت أم هذه السيدة البريئة التي لم تجد أمامها سبيلاً سوى أن تواجه والدتها بالتبني بما سمعته حتى تعرف من هي والدتها الحقيقية وكان أن فجرت في وجهها السر الذي كانت تخفيه عنها فما كان أن نزلت الدموع على خديها من شدة الحزن وهي تسأل نفسها في العلن ماذا أفعل الآن؟
خوفاً من الفضيحة وهبتها
ومن هذا المدخل وهذه البوابة تبدأ ابنة الفنانة المعروفة رواية قصتها المؤثرة جداً قائلة : بصراحة في البداية لم يكن يخطر ببالي أن أقع في فخ من هذا القبيل الذي قابلت فيه والدتي الحقيقية وهي تمشي بخطوات بطيئة وتبدو مرتبكة.. وبقي هذا المشهد راسخاً في ذهني دون أن يبرحه قيد أنمله وهو ما ادخل فيني الفزع والخوف والريبة خاصة أنني لا اعرف ما بداخلها .. فيما كنت اسأل نفسي لماذا وصل بها الأمر إلى هذا الحد ؟ الذي جعل حياتي يكتنفها كل هذا الغموض والغرابة .. المهم أن والدتي ووالدي بالتبني لم يقصرا معي من ناحية التربية والدراسة الأكاديمية واثناء ذلك اكتشفت ما ذهبت إليه في معرض تناولي لهذه القصة الأقرب إلى الخيال وهي القصة التي لم يجود بها خيال أعظم روائي .. ونسبة إلى هذه التطورات الجديدة أخذت أفكر طويلاً حتى توصلت إلي أنه لا يوجد أمامي سوى أن اثبت نسبي ولكن كيف احقق ذلك؟ لأنني كلما جلست للقلم والوريقات للقراءة ترتسم في ذهني – الخطيئة التي حدث وقتها– إذ أنني كنت جنين يتحرك في احشاء والدتي سامحها الله إلا أن خوفها من الفضيحة دفعها إلى أن تهبني لوالدتي بالتبني وأنا عمري ساعتين من تاريخ الإنجاب الذي أفقدني حق كفله ليّ الشرع والقانون . وهو الأمر الذي جعلني احدث نفسي وأحياناً افكر في إتخاذ القرار الصعب حتى لا تطاردني نظرات الناس السالبة – إلا أنني وجدت الحماس لدى البعض من أجل مساعدتي – وكلما تأخر وجود الحل تتعمق حالتي النفسية من الأسواء إلى الأسواء للدرجة التي مزقت فيها ملابس الدراسية على جسدي. وحينما شاهدني الاستاذ على تلك الحالة احضرني إلى المنزل وطلب من والدتي بالتبني محاولة معالجة اشكاليتي التي اصحبت على خلفيتها لا أنام إلا إذا تعاطيت المهدئات هكذا لم اعد استوعب ما يدور من حولي .. وبالرغم من تلك الظروف جلست للامتحان في السنة الثالثة . بالصبر والإستماع للقرآن بصورة مستمرة حتى احرزت درجة كبيرة في الشهادة إلا أنني مثقلة بالهواجس الكثيرة التي تدور في مخيلتي حيث كان الوضع جديداً علىَّ ومختلفاً اصابني في متقل. فلم اتخيل أن انظر إلى الناس بهذا الخجل والحسرة . وهو الشيء الذي حدا بيَّ أن أيأس من الحياة تماماً .. هذا التخيلات لم تكن في خاطري مجرد صدفة عابرة بل هي مسلسل استمر معي سنوات طويلة نسجت على ضوءها حياة جميلة.
كنت اعيش في وهم كبير
وتستأنف الحكاية : من أصعب الأشياء في هذه الدنيا انك كنت تعيش في وهم كبير لم تكن تعلم أنه سيفرض عليك كل هذه التأثيرات والضغوطات التي تجعلك مهموماً وخائفاً من النظرات التي يرشقك بها الآخرين والتي تحمل في معيتها الكثير من الدهشة .. والإستغراب .. وعندما يسدل الليل استارة اتذكر فوراً أنني بلا هوية بلا أب بلا أم وبالتالي وحدها هذه الأفكار تنهش في جسدي كالنار في الهشيم وفي غمرة ذلك تزوجت شاباً من الشباب المميزين أحسست أنني ظلمته لأنه لا يعرف ليّ أباً أو أماً. والمثير في هذه القصة أنني جلست مع ابنة والدتي الفنانه ودار بيننا حواراً اعترفت فيه بنسبي إليهم من جانب الأم ولكن ما باليد حيلة . وهذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى – لذلك سأدع والدتي تعترف لك شرطاً ان تنطوي هذه القصة نهائياً لأن والدي توفي متأثراً بداء السرطان في بدايات تسعينيات القرن الماضي وأنت تم انجابك في العام 1993م أي أنه قبل هذه الأعوام كان مريضاً ولا قدرة له على الأنجاب ضيفي إلى ذلك فرق السنوات ما بين الوفاة والإنجاب .. إلى هنا انتهي الحوار .. اما حبوبتي فهي رافضة تقبل الفكرة من اساسها ..مما قادنا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية الحافظة لحقوقي المهضومة مع سبق الإصرار والترصد.
زوجي اكتشف القصة بعد الزواج
وتستطرد: أرغب في الوصول إلى حل ناجز في هذه المعضلة .لأنه عيب وعيب كبير أن ترفض أم الاعتراف بابنتها وأن كانت نتاج خطأ ارتكبته في حياتها إليس في ذلك ذبحاً لمشاعري.. إليس هذا موقفاً يقودني إلى اليأس فأنا الآن أصبحت إنسانة مجهولة الهوية التي يجب ان تصلح لها والدتها ما أفسدته .. ثم القت وجهها على يديها .. مسكينة لم تحتمل الصدمات المتتالية لأنها تعتقد أن ما حدث لها اشبه بالموت البطيء .. وهي تبكي بحرقة شديدة .. رفعت وجهها في يأس شديد وهي تنظر إلىَّ وإلى على عامر سائق عربة الصحيفة .. قائلة : زوجي عرف بهذه الحقيقة عقب انقضاء شهر العسل فقال ليّ يا (...) لاذنب لك في هذه الخطيئة .. لذلك سوف أقف إلى جوارك حتى تثبتي نسبك من هذه السيدة وزوجي هذا لا تربطه صلة قرابة بيَّ أو بوالدي أو والدتي بالتبني ..ومن هنا مرت الأيام دون معرفة شيء .. ما استدعاني إلى تحويل المنزل إلى مأتم .. الدموع لاتفارق عيني طوال هذه الفترة ..وها هي الأيام تمضي وأنا أحمل حملاً ثقيلاً تنوء به الجبال.
والدتها فنانه معروفة في بيوتات الأعراس
وتذهب السيدة عائشة عبدالرحمن عبدالله والدة الضحية بالتبني إلى سرد التفاصيل منذ اللحظة إلى استلمتها فيها وهي عمرها ساعتين من انجابها قائلة: بدأت تداعيات هذه القضية عندما تم احضارها ليّ ووقتئذ اعترض زوج شقيقتي على ذلك وقال ليّ : ياعائشة المرأة التي احضرت هذه الطفلة كانت متزوجة ولديها عدد من الأبناء وبالمقابل يجب أن تأخذها معها في الحال .. فقلت له : هذه السيدة نعرفها ونعرف اهلها حق المعرفة .. وهم أكدوا أنها أمانة لمدة لا تتجاوز الخمسة عشر يوماً .. ولم أكن في ذلك الوقت متزوجة ..وعندما لم يأتوا إلينا مرة أخرى فتح زوج شقيقتي بلاغاً جنائياً في مواجهتهم بقسم شرطة الحارة العاشرة مطالباً فيه أن تعاد الطفلة إلى والدتها الفنانه المعروفة في بيوتات الاعراس ..وكان ان حققت الشرطة معي وتلك السيدة موضوع البلاغ ..وفي إطار الاستبيان أكثر ذهبوا إلى المستشفي الذي وضعت فيه هذه الطفلة وكان أن وجدوا أنها انجبتها يوم 4/7/1993م .
إشكالية استخراج شهادة الجنسية
وزادت عائشة: وبعد هذه الإجراءات لم يأتوا إلىَّ ولم اسأل منهم لأنني تزوجت ورزقت باطفال وعندما بلغت هي العام والنصف اضطر زوجي إلى إعادتها إليهم في منزلهم شمال مدينة أمدرمان فما كان من حبوبتها إلا أن تقول له هذه الطفلة لاتحضرها إلى هنا مرة ثانية لأننا وهبناها إلى عائشة ولا نريد أن تأتي إلينا. من وراءها مشاكل .. ومن هذا المنطلق احتضنتها مع ابنائي دون أن اميزهم عنها . بل أتعامل معها بشكل غاية في الإنسانية وهو نفس النهج الذي اتبعه زوجي .. إلى أن تزوجت قبل عام من تاريخه إلا أنه خلال هذه الفترة الزمنية واجهتها إشكالية استخراج شهادة الجنسية.
زعموا أن امها حبشية
وعن الكيفية التي عرفت بها أنها ليست والدتها قالت عائشة : أثناء ما كانت تدرس في مرحلة الأساس سمعت في مناسبة زواج بهذه الحقيقة .. فما كان منها إلا وسألتني عما علمت به فكان أن انكرت ذلك خوفاً على مشاعرها مؤكدة لها أنها ابنتي ووالدها توفي وتركها صغيرة فلم تصدق هذه الرواية واصرت على أن تعرف من هي امها .. لم اجد بداً غير الذهاب إليها في منزلها لكي اتحدث معها حول ما عرفته ابنتها .. وكان أن قطعت جدتها وعداً بالأتيان إلينا وحل هذه الإشكالية حلاً جذرياً.وبالفعل أتوا في الزمان والمكان وعندما تحدثت إليها قالت لها يا(....) أنت والدتك (حبشية) إلا أننا جميعاً تصدينا إليها وقلنا لها امها ليست حبشية كما زعمتي لأنك تعلمي علم اليقين أن أبنتك هي التي انجبتها.
خوض معركة اثبات النسب
وتضيف عائشة: عموماً قاموا بأخذ البنت معهم وبعد ثلاثة أيام احضروها إلىّ مرة ثانية فقلت لهم لن أمسكها ولكن تراجعت عن ذلك خوفاً عليها من الضياع .. الشيء الذي دفعني إلى أن اعيدها إلى أحضاني ومن ثم تسليمها إلى بنات خالتي حتى تجلس للامتحان ..وما أن وضعت القلم جانباً في آخر امتحان إلا وبدأت في خوض معركة اثبات النسب باتباع الإجراءات القانونية لدى وكالة النيابة ومن ثم التحري بقسم شرطة الأمام مالك الذي فتحنا فيه بلاغاً جنائياً على اساس أن هذه الفتاة انكرتها والدتها الفنانه المعروفة .. وكان أن حقق معي ومع والدة أبنتي بالتبني وحبوبتها . وكان أن فجر عم ابناء تلك الفنانه مفاجأة مذهلة إذ أنه قال أن هذه الأبنة هي أبنة شقيقة وهو على آهبة الاستعداد على أن يقسم بالله العظيم على ذلك .. وأضاف أنه سوف يستخرج لها شهادة تسنين باسم زوج والدتها الفنانه المتوفي في بداية تسعينيات القرن الماضي في حين أن هذه البنت مولوده في العام 1993م .. وهي الآن لديها الشهادة منذ العام 2011م .
الأثبات عبر فحص الـ (DNA)
وأردفت : عندما تقدم لخطبتها الزوج الحالي . قمنا باخطارهم بذلك فما كان من عمها إلا وقال أنه سوف يعقد قرانها وبالفعل تمت مراسم الزفاف إلا أنها الآن واجهتها اشكالية استخراج الجنسية وهو الامر الذي ظلوا يماطلونها فيه مع قطع الوعود الزائفة ما بين اليوم وغداً إلى ان قال زوجها انه لا يمكن ان تظل هي في حباله دون ان يعرف نسبها علما بأنني سلمتها لهم بالاجراءات القانونية التي اشار في خصوصها السيد وكيل النيابة بأن ترفع الدعوي القضائية بطرف محكمة الاحوال الشخصية طالما ان العم اقر بها لا مانع في ان ترث معهم وكان ان استلمها عمها وظلت معه اسبوعا بعده اعادها الى امها ولم تقر ابنتها بأنها اختها من والدها في حين انها تقر بانها اختها من والدتها وهي الان تنتقل مابيني وعمها لذلك سأستمر في القضية لاثبات هذا الأمر حتي ولو اضطرني ذلك الى الاثبات عبر فحص الـ (DNA)