السبت، 14 أبريل 2012

تورط حرس اوباما في "فضيحة عاهرات"

انباء عن تورط عناصر من حماية اوباما "بفضيحة عاهرات"

حماية اوباما

الرئيس الامريكي تحيط به شبكة من الحراس وعناصر الحماية

ذكر نبأ صحفي ان عددا من عناصر الشرطة السرية من الحماية والمرافقين للرئيس الامريكي باراك اوباما في مؤتمر قمة دولي اعفوا من مهامهم بسبب ما تردد عن مزاعم بسوء تصرف متعلق "بفضيحة جنسية".
وقالت وكالة اسوشيتدبرس ان معلومات وصلتها تفيد بأن سوء التصرف له صلة بعاهرات في مدينة كارتاغينا في كولومبيا، مقر انعقاد قمة الامريكيتين، لكن المتحدث باسم جهاز الشرطة السرية امتنع عن تأكيد او نفي النبأ.
ونسبت الوكالة الى مصدر حكومي امريكي، طلب عدم ذكر اسمه لانه غير مخول بالحديث علنا، قوله ان عدد هؤلاء العناصر بلغ 12 عنصرا، لكن جهاز الشرطة السرية يرفض الاعلان عن عددهم.
وتقول الوكالة ان حادثا كهذا يمكن ان يلقي بظلاله على القمة، وعلى اجندة اوباما الاقتصادية والتجارية، ومن شأنه ان يحرج الولايات المتحدة.
ورفض المتحدث باسم الشرطة السرية إد دونوفان التأكيد على وجود عاهرات في هذه القضية، لكنه قال ان هناك "مزاعم بسوء التصرف" رفعت ضد عناصر من الشرطة السرية في مدينة كارتاغينا الساحلية، التي تستضيف القمة التي يشارك فيها زعماء من 30 دولة.
وقال دونوفان ان مزاعم سوء التصرف تتعلق بنشاطات وقعت قبل وصول الرئيس اوباما الى المدينة مساء الجمعة.
وكان اوباما قد حضر حفل عشاء رئاسي مساء الجمعة في قلعة اسبانية شهيرة في المدينة، ومن المنتظر ان يحضر اجتماعات القمة التي تعقد السبت والاحد ويشارك فيها زعماء اقليميون.
وقال دونوفان ان من يعتقد ان لهم صلة بالقضية اعيدوا الى مقار عملهم الاصلية، واستبدلوا بعناصر اخرى من الجهاز.
واكد المتحدث ان تغيير هؤلاء العناصر لن يؤثر على خطة الامن الشاملة المتعلقة بحماية الرئيس، والتي اعدت قبل الرحلة.

السودان يقول ان قواته تقدمت نحو هجليج

اشتباكات في هجليج

احتلت قوات جنوب السودان منذ الثلاثاء الماضي منطقة حقل هجليج النفطي

قالت الحكومة السودانية إن قواتها تقدمت نحو مدينة هجليج الحدودية الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع دولة جنوب السودان بعد أن احتلتها في وقت سابق هذا الاسبوع قوات جنوب السودان.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قوله إن القوات المسلحة السودانية تقدمت نحو مدينة هجليج وان "الوضع في مدينة هجليج سيحل خلال ساعات".
وكانت دولة جنوب السودان عرضت سحب قواتها من هذه المنطقة الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع السودان.
لكنها طالبت بالمقابل بضمانات بأن لا تستخدم منطقة حقل هجليج النفطي كقاعدة للهجمات التي تشن عبر الحدود.
وليس ثمة تأكيد من جهة مستقلة لتحرك القوات السودانية، كما لم تعلق حكومة جنوب السودان في جوبا على هذه الاخبار.
وتعد منطقة هجليج من المناطق الحيوية بالنسبة للسودان، إذ تنتج نحو نصف انتاج السودان من النفط البالغ 115 الف برميل يوميا، حسب تقرير لوكالة رويترز. وقال مسؤولون سودانيون إن القتال قد تسبب في توقف الانتاج النفطي هناك.
وتطالب جوبا، التي تعرضت لضغوط دولية كبيرة بسب احتلالها لهجليج، بنشر قوات حفظ سلام اممية في المنطقة. ويقول مراسل بي بي سي في السودان انه من الصعب كليا ان يوافق السودان على مثل الخطوة.
وكان مجلس الأمن الدولي طالب بسحب دولة جنوب السودان لقواتها من المنطقة.
كما طالب بوقف القصف الجوي الذي تقوم به القوات الجوية السودانية، داعيا الى إنهاء فوري وكامل وغير مشروط للمواجهات الدائرة بين السودان وجنوب السودان والتي قال انها تهدد بعودة الحرب بين البلدين.
وينفي السودان قيام قواته الجوية بأي ضربات في المنطقة.

مخاوف الحرب

وكانت قوات جنوب السودان انتشرت منذ الثلاثاء الماضي في منطقة حقل هجليج النفطي.
وقال بيان رئاسي من جوبا إن جنوب السودان يريد التأكد من ان هجليج لن تستخدم كقاعدة للهجمات عبر الحدود التي تستهدفهم.
ودعا البيان الى نشر قوات حفظ سلام اممية في المنطقة لحين التوصل الى حل سياسي، مشيرة الى أن الجيش السوداني لا يزال يحتل منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها، على الرغم من الدعوات المتكررة المطالبة بانسحابه منها.
وتقع أبيي الى الغرب من منطقة هجليج.
ووصف مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي احتلال هجليج بأنه "غير شرعي وغير مقبول" كما أدان السودان لقيامه بضربات جوية في جنوب السودان.
وطالب مجلس الأمن الدولي الخميس "بالانهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة اشكال القتال وانسحاب جيش جنوب السودان من هجليج وانهاء القصف الجوي من جانب الجيش السوداني".
وجاء في البيان أن "اعمال العنف الاخيرة تهدد بعودة البلدين الى الحرب الشاملة وازهاق الارواح بصورة مأساوية والمعاناة وتدمير البنية التحتية وتدمير الاقتصاد وهو الامر الذي كافح البلدان طويلا من أجل تجنبه".
وكتب مراسل بي بي سي جيمس كوبنال من العاصمة السودانية الخرطوم يقول إن قتال الايام القليلة الماضية ظل محصورا حتى الان في مناطق محددة.
غير ان مراسلنا يضيف ان القتال يهدد بشكل كبير بزيادة فرص عودة الحرب الشاملة بين الجانبين.

الجمعة، 13 أبريل 2012

إسرائيل تخطط لترحيل 65 ألف فلسطيني من النقب أرتفاع عدد المضربين عن الطعام

إرتفاع عدد المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية الى 11 أسيراً

غزة - «الحياة»
شرع الأسير عبدالله البرغوثي (41 سنة) في خوض إضراب مفتوح عن الطعام اعتباراً من أمس الخميس تضامناً مع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، ما يرفع عدد الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية إلى 11.
وذكر «نادي الأسير» الفلسطيني إن الأسير البرغوثي أكد أثناء زيارة قام بها محامي النادي الى قسم العزل في سجن الرملة، أنه لن يفك إضرابه تحت أي ظرف من الظروف إلا بعد تحقيق مطالبه المتمثلة في إخراجه من العزل الانفرادي، والسماح لأهله المقيمين في الأردن وزوجته وأولاده بزيارته.
وشدد البرغوثي على أنه سيستمر في الإضراب الى أن يتم تحقيق مطالبه أو الشهادة.
يُشار الى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت البرغوثي قائد «كتائب القسام» الذراع لحركة «حماس» في الضفة في العام 2003، وحكمت عليه محكمة اسرائيلية بالسجن المؤبد 67 مرة و5200 سنة.
ويعتبر البرغوثي صاحب أطول حكم في تاريخ الاحتلال، وعزلته في زنزانة انفرادية منذ اعتقاله.
وذكر النادي في بيان إن عدد الأسرى المضربين عن الطعام ارتفع إلى 10 بعد انضمام البرغوثي إليهم.
وأضاف أن الأسيرين ثائر حلاحله وبلال ذياب دخلوا أمس يومهم الـ 45 في الأضراب المفتوح عن الطعام، فيما لا يزال الأسيران عمر أبو شلال وحسن الصفدي يخوضان اضرابهما عن الطعام منذ 38 يوماً، والأسير جعفر عز الدين منذ 23 سنة، والأسير أحمد نبهان منذ 28 يوماً، والأسير محمد التاج منذ 27 يوماً، والأسير فارس الناطور منذ 24 يوماً، والأسير عدي دراغمة منذ 21 يوماً.
ودعا النادي الشعب الفلسطيني الى مساندة الأسرى ودعمهم من خلال تحركات شعبية، وتحديداً النقابات والأطر الطالبية والمؤسسات الأهلية كافة.
الى ذلك، قال «مركز الميزان» لحقوق الانسان إن سلطات الاحتلال «تواصل سياسة الاعتقال الإداري والتمديد شبه التلقائي للمعتقلين الفلسطينيين، وتتجاهل قواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، والمخاطر الحقيقية التي تتهدد حياة المضربين عن المضربين عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقالهم إدارياً، والتمديد لعدد منهم من دون تقديم أية أدلة من شأنها أن تبرر اعتقالهم من الناحية القانونية».
ووفق المعلومات المتوافرة لدى المركز فإن الأسير محمود السرسك (25 سنة) يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ (21 يوماً) احتجاجاً على استمرار احتجازه من دون تهمة أو محاكمة وفقاً لقانون المقاتل غير الشرعي.

كشف مركز «عدالة» القانوني لحقوق الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، أن الاخيرة تخطط لترحيل ما بين 45 ألفاً إلى 65 ألف فلسطيني من قرى النقب، فيما دعت اللجنة الرباعية العالم الى تأمين مساعدة للفلسطينيين بقيمة 1.1 مليار دولار.
وقال الخبير في الجغرافيا والتنمية الإقليمية، مدير مكتب مركز «عدالة» القانوني، ثابت أبوراس، إن مخطط برافر الذي صدقت عليه الحكومة الإسرائيلية قبل شهور قليلة يهدف الى ترحيل ما بين 45 ألفا إلى 65 ألفاً من قراهم في النقب. وكانت الحكومة الإسرائيلية قالت ان المخطط يهدف إلى إعادة توطين عشرات الآلاف من المواطنين العرب البدو في النقب، وألمحت إلى أن هذا المخطط سيشمل 30 ألف بدوي سيتم إخراجهم من قراهم وتجميعهم في بلدات بدوية أقيمت في بداية سبعينات القرن الماضي.
وقال أبوراس لـ«يونايتد برس انترناشونال»: «نعارض هذا المخطط لأنه غامض جدا، إذ لا يوجد فيها اسم قرية واحدة، ولا يمكن فهمه، ويستشف من قراءة ما بين السطور أن المخطط يقضي بترحيل 30 ألف عربي في النقب عن قراهم وهدم أكثر من 25 ألف بيت، لكن حساباتنا تبين أن الترحيل سيشمل أكثر من 45 ألف بدوي، بينما أظهرت ملفات (ويكيليكس) أن الحديث يدور عن ترحيل 65 ألف بدوي، أي كل سكان القرى غير المعترف بها».
وأشار أبوراس إلى أن لجنة برافر عملت على مدار سنتين ونصف السنة، ووضعت خطة بعيدة كل البعد عن توصيات غولدبرغ وعن قضايا عرب النقب ورغبتهم في حل قضاياهم، ولم يشارك في عضوية هذه اللجنة أي عربي أو مندوب عن عرب النقب، ولم تتشاور اللجنة مع أية جهة عربية في النقب.
وقال ابوراس «نحن ضد مخطط برافر لأنه يميز أيضاً بين اليهود والعرب، فعرب النقب موجودون قبل قيام الدولة، ولا يمكن القبول بأن عرب النقب يجب أن يسكنوا في مدن، في الوقت الذي يستطيع فيه المواطن اليهودي السكن في مدينة أو كيبوتس أو موشاف أو مزارع فردية، بينما يتم تجميع سكان البلاد الأصليين في أصغر رقعة من الأرض.
من جهة أخرى، دعت الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا المجتمع الدولي الى تأمين مساعدة للفلسطينيين هذا العام بقيمة 1.1 مليار دولار. وجاء هذا الموقف من اللجنة الرباعية استجابة لدعوة من القادة الفلسطينيين الى المجتمع الدولي للالتزام بتعهداته بمساعدة السلطة الفلسطينية على التغلب على الازمة المالية التي تعاني منها. وقالت اللجنة في بيان إنها «شجعت السلطة الفلسطينية على مواصلة العمل من أجل تحقيق هذا الهدف».
وأضاف «بهذا الخصوص، دعت الرباعية المجتمع الدولي الى تأمين مساعدة بقيمة 1.1 مليار دولار لكي تفي السلطة الفلسطينية بمتطلباتها المالية لعام 2012».
واثر صدور بيان الرباعية، أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه سيقترح التحاور مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه مع نظيره سلام فياض في 17 ابريل في القدس، كما أعلن مكتبه مساء اول من امس،
وتعقيباً على ذلك، قال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد انه اذا اراد نتنياهو ان يلتقي عباس فعليه ان يوقف الاستيطان اولا. واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أن بيان اللجنة الرباعية «يفتقد إلى آليات تنفيذه وتطبيقه على أرض الواقع». وفي الضفة الغربية اعتقل الجيش الاسرائيلي خمسة فلسطينيين، أمس، بعد اشتباكات مع مستوطنين يهود قرب مدينة نابلس، بحسب ما أعلن الجيش الاسرائيلي ومصادر فلسطينية.

جوبا تشترط للانسحاب من هجليج

ربطته بنشر الأمم المتحدة قوات محايدة بالمنطقة

قوات الجيش الشعبي استولت على هجليج الثلاثاء الماضي (الفرنسية)











قال جنوب السودان اليوم الجمعة إنه قد يسحب قواته من منطقة هجليج النفطية السودانية التي استولت عليها الثلاثاء الماضي وذلك إذا نشرت الأمم المتحدة قوات محايدة في المنطقة، في حين شجب الاتحاد الأفريقي احتلال الجنوب لهجليج ووصفه بغير القانوني.
فقد جاء في بيان رئاسي أعلن في سفارة جنوب السودان في نيروبي ونقلته وكالة رويترز "يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب إذا التزمت الأمم المتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج يمكنها أن تظل بالمنطقة إلى حين التوصل لتسوية بين الطرفين".
شجب أفريقيفي هذه الأثناء شجب الاتحاد الأفريقي احتلال جنوب السودان منطقة هجليج ووصفه بأنه "غير قانوني" وحث خصمي الحرب الأهلية السابقة على تفادي حرب "كارثية".
قال مفوض مجلس السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي، رامتان لامامرا إن المجلس يطالب "بانسحاب فوري غير مشروط" لقوات جنوب السودان من المنطقة.
وأضاف للصحفيين في أعقاب اجتماع عقد الليلة الماضية "المجلس مستاء من احتلال القوات المسلحة لجنوب السودان غير القانوني وغير المقبول لمنطقة هجليج الواقعة إلى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الأول من يناير/كانون الثاني 1956".
واستطرد "الشعور السائد داخل مجلس السلام والأمن أنه حان الوقت لكي يظهر الزعيمان الزعامة المطلوبة حتى يتفادى البلدان حربا كارثية لا يحتاجها الشعبان".
ويشارك الاتحاد الأفريقي في محادثات وساطة بين السودان وجنوب السودان بشأن المدفوعات النفطية وقضايا خلافية أخرى، لكن الخرطوم انسحبت من المحادثات يوم الأربعاء الماضي بعد أن احتلت جوبا هجليج.
مجلس الأمن طالب بوقف القتال بين السودان وجنوب السودان (الفرنسية-أرشيف)
مطالبة أمميةوانضمت الأمم المتحدة أمس إلى الأصوات المطالبة بوقف القتال بين السودان وجنوب السودان. وطالب مجلس الأمن البلدين بوقف الاشتباكات الحدودية بينهما قائلا إنها تنذر بتجدد الحرب.
وشدد بيان للمجلس المؤلف من 15 دولة على ضرورة سحب جوبا قواتها من هجليج ووقف الخرطوم للغارات الجوية.
وجاء في بيان لمجلس الأمن "يطالب مجلس الأمن بالإنهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة أشكال القتال وانسحاب جيش جنوب السودان من هجليج وإنهاء القصف الجوي من جانب الجيش السوداني ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان وإنهاء دعم كل جانب للحرب بالوكالة في أراضي الدولة الأخرى".
وقال سفير السودان بالأمم المتحدة، دفع الله الحاج علي عثمان إن على جنوب السودان الاستجابة لدعوة الأمم المتحدة وقال للصحفيين إنهم إذا لم يفعلوا فإن السودان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وسيطرد قوات الجنوب بل سيضرب الجنوب في العمق.
وبدورها دعت روسيا البلدين إلى الالتزام باتفاقية السلام، وحذرت وزارة الخارجية الروسية في بيان من أن النزاع يعرقل بناء علاقات حسن جوار بين الدولتين وطالبتهما بحل خلافاتهما سلميا.
كما أعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني عن القلق بشأن الاشتباكات، ودعوا البلدين إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" وحماية المدنيين.
البشير أكد أن بلاده قادرة على حسم أي اعتداء ضدها (الجزيرة)
تهديدات متبادلة
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قال إن بلاده قادرة على حسم أي اعتداء ضدها، وذلك بعد ثلاثة أيام من دخول قوات دولة جنوب السودان منطقة هجليج النفطية السودانية، في حين ربطت جوبا انسحاب قواتها بانسحاب القوات السودانية من منطقة أبيي المتنازع عليها.
واتهم البشير في تصريحات صحفية بالخرطوم دولة جنوب السودان بتنفيذ مخطط خارجي لصالح جهات كانت تدعمها أثناء الحرب الأهلية. وأضاف أن "الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان أو السودان، وللأسف فإن إخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان أو جنوب السودان".
وفي جوبا هدد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بأن قواته ستتقدم إلى منطقة أبيي إذا لم تخرج منها القوات السودانية.
وربط وزير الإعلام بدولة الجنوب برنابا ماريال بنيامين انسحاب قوات بلاده من هجليج بشروط وهي وقف السودان كل هجماته الجوية والبرية، وانسحاب القوات السودانية من أبيي، ونشر مراقبين دوليين على طول المناطق المتنازع عليها لحين التوصل لاتفاق على ترسيم الحدود.
الوضع الميداني
ميدانيا أفاد مصدر حكومي في جنوب السودان بأن الجيش السوداني قصف الخميس بانتيو عاصمة ولاية الوحدة في جنوب السودان القريبة من الحدود مع الشمال والغنية بالنفط.
سلفاكير هدد باحتلال أبيي إذا لم تخرج منها القوات السودانية (الجزيرة)
يأتي ذلك بعد أن ترددت أنباء عن أن قوات الجيش السوداني قد دخلت منطقة هجليج لاستعادتها من سيطرة الجيش الشعبي وقال مراسل الجزيرة في جنوب السودان هيثم أويت إن القصف أدى إلى سقوط قتيل وإصابة أربعة آخرين.
على الجانب الآخر قال والي جنوب كردفان الحدودية أحمد هارون إن الجيش السوداني يتعامل مع الوضع في هجليج، معربا عن أمله بانتهاء العملية خلال ساعات، مضيفا أن إنتاج النفط الخام توقف في حقل هجليج.
وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو/تموز الماضي بموجب استفتاء على تقرير المصير ضمن اتفاق سلام وقع عام 2005، ويتنازع البلدان بشأن عدد من القضايا الخلافية في مقدمتها الحدود ورسوم عبور النفط الجنوبي عبر الشمال، إضافة للجنسية والديون الخارجية.

513 قتيلا بهجمات قبلية بجنوب السودان


مصادر أكدت أن المهاجمين أخذوا مواشي من القبيلة المنافسة (الفرنسية-أرشيف)
شنت عناصر من قبيلة في جنوب السودان هجوما كبيرا على قبيلة منافسة أسفر عن سقوط خسائر كبيرة في الأرواح. ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل حكومة هذه الدولة الوليدة على نزع السلاح لوقف الهجمات المتبادلة بين القبائل الجنوبية.
وأعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أجوير أن أعضاء من قبيلة مورلي بولاية جونقلي(شمال شرقي البلاد) هاجموا مطلع الأسبوع الجاري أشخاصا من قبيلة النوير في منطقة قرب الحدود الإثيوبية.
وذكر المتحدث مستندا إلى تقارير من مسؤولين محليين أن المهاجمين من قبيلة مورلي أخذوا أيضا عددا كبيرا من الماشية.
وأكد حاكم ولاية جونقلي كول مانيانغ، لوكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق، أن 223 شخصا قتلوا وأصيب 150 بجروح في هجوم شنه مهاجمون من قبيلة مورلي على عناصر قبيلة النوير في بلدة رومييري ومحيطها على الحدود بين جونقلي وولاية النيل الأعلى المجاورة.
وأعرب مانيانغ عن اعتقاده بأن حوالى ثلاثمائة امرأة وطفل خطفوا وتمت سرقة مائة ألف رأس بقر خلال الهجوم الذي قال إنه وقع يومي الجمعة والسبت الماضيين.
بدورها، أكدت منظمة إنترناشيونال ميديكال كوربس غير الحكومية التي تنشط في أكوبو (بلدة بولاية جونقلي تقع على بعد خمس ساعات بحرا من منطقة الهجمات) في بيان أمس الاثنين أنها عالجت 63 شخصا بينهم ستون أصيبوا بالرصاص إضافة إلى كسور وجروح طفيفة.
ويتوقع أن تكون هذه الهجمات انتقاما لسلسلة هجمات سابقة مماثلة جرت بالمنطقة نفسها في يناير/ كانون الثاني بيد عناصر من قبيلة النوير بلغ عددهم حوالي ثمانية آلاف شاب مدعومين من عناصر من قبيلة الدينكا ضد قرى تابعة لقبيلة مورلي.
وأعلن مسؤول محلي تلك الفترة سقوط ثلاثة آلاف قتيل، بينما اعتبرت الأمم المتحدة من جهتها أن العشرات وربما المئات من الأشخاص قتلوا في تلك الهجمات.
ووجدت تلك الحكومة بعد الانفصال عن دولة السودان صعوبة بالغة في السيطرة على البلاد بسبب العنف بين القبائل المتناحرة.
وفي محاولة منها لوقف أعمال العنف المتواصلة، نشرت السلطات حوالى ثلاثة آلاف جندي إضافي بولاية جونقلي وخصوصا المناطق التي يقطنها أفراد قبيلة مورلي. 
المصدر:وكالات

30 قتيلا بإطلاق نار في جنوب السودان


العشرات يلقون حتفهم سنويا جراء النزاعات القبلية في جنوب السودان (رويترز-أرشيف)

أعلن مسؤولون في جنوب السودان اليوم الجمعة أن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا جراء إطلاق نار خلال لقاء مصالحة بين قبيلتين لوضع حد لنزاع على خلفية سرقة الماشية.
وقالت وزارة الإعلام في ولاية الوحدة بشمال جنوب السودان حيث وقع إطلاق النار إن 37 شخصا قتلوا الأربعاء الماضي. وأكد مسؤولون في الأمم المتحدة الحادث من دون أن يدلوا بحصيلة.
وبشأن ملابسات الحادث، ذكر حاكم ولاية البحيرات شول تونغ ماياي أنه خلال الاجتماع "بدأ الناس يتبادلون إطلاق النار ولا أحد يعلم السبب" مؤكدا أنه تلقى شهادات عدة من مكان الحادث.
وأوضح أن 22 شخصا من ولاية البحيرات قتلوا وأصيب 24 بجروح، لكنه لم يدل بمعلومات عن عدد الضحايا في صفوف القبائل المتنازعة.
وكانت الأمم المتحدة نقلت الأربعاء مسؤولين محليين جوا إلى مدينة ماينديت بولاية الوحدة حيث عقدوا اجتماعا في محاولة لتهدئة التوتر الناجم عن هجمات دامية وقعت أخيرا على خلفية سرقة الماشية بين قبائل متنازعة.
ووقعت هذه الهجمات -وفق وزير الداخلية في جنوب السودان أليسون مناني مقايا- عندما هاجم مسلحون من قبيلة النوير قادمين من ولاية الوحدة في 28 يناير/ كانون الثاني مخيما لقبيلة دينكا بولاية واراب المجاورة مما أدى إلى مقتل 79 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وجنوب السودان هي أحدث دولة بالعالم بعد انفصالها عن السودان يوم 9 يوليو/ تموز الماضي، لكن الدولة الوليدة مهددة بالنزاعات العرقية التي أودت خلال الفترة الأخيرة بحياة مئات الأشخاص وفق الأمم المتحدة.
المصدر:الفرنسية

200 قتيل بهجمات قبلية بجنوب السودان

سرقة المواشي من الأسباب الرئيسة لوقوع الاشتباكات بين القبائل (الفرنسية-أرشيف)
قتل أكثر من 200 شخص الجمعة والسبت في هجمات قبلية جديدة بسبب عمليات سرقة ماشية على الحدود بين ولايتين في جنوب السودان، ويتوقع أن تكون هذه الهجمات انتقاما لسلسلة هجمات سابقة مماثلة جرت في المنطقة نفسها في يناير/كانون الثاني.
وأعلن كول مانيانغ حاكم ولاية جونقلي (شمال شرقي البلاد) أن المهاجمين المنتمين لقبيلة المورلي انطلقوا من جونقلي لمهاجمة عناصر قبيلة النوير في بلدة (رومييري) ومحيطها على الحدود بين جونقلي وولاية أعالي النيل المجاورة.
وأكد مانيانغ أن الهجمات خلفت 223 قتيلا و150 مصابا، وأن 300 امرأة وطفل قد اختطفوا، إضافة إلى سرقة مائة ألف رأس ماشية في هذه الهجمات.
بدورها، أكدت منظمة إنترناشيونال ميديكال كوربس غير الحكومية التي تنشط في أكوبو (بلدة في ولاية جونقلي تقع على بعد خمس ساعات بحرا من منطقة الهجمات) في بيان الاثنين أنها عالجت 63 شخصا بينهم 60 مصابون بالرصاص إضافة إلى كسور وجروح طفيفة.
ويتوقع أن تكون هذه الهجمات انتقاما لسلسلة هجمات سابقة مماثلة جرت في المنطقة نفسها في يناير/كانون الثاني بيد عناصر من قبيلة النوير بلغ عددهم حوالي 8000 شاب مدعومين من عناصر من قبيلة الدينكا ضد قرى تابعة لقبيلة المورلي.
المصدر:الفرنسية

177قتيلا باشتباكات قبلية جنوب السودان

الاشتباكات القبلية في أبيي السودانية شردت الآلاف (رويترز-أرشيف)

قتل ما لا يقل عن 177 شخصا في اشتباكات بين قبيلتين متنافستين في ولاية جونقلي جنوب السودان مطلع الأسبوع الحالي وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 300 قتيل وفق مصادر في حكومة جنوب السودان.
وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم عبد الباقي العوض إن الاشتباكات اندلعت عندما هاجم رجال مسلحون من قبيلة مورلي سبع قرى تسكنها قبائل النوير في منطقة أكوبو في وقت مبكر من صباح السبت.
وعزا سبب ارتفاع عدد الضحايا إلى أن الهجوم استهدف قرى بأكملها، ومحاولة عدد كبير من النساء والأطفال -لا يعرف مصيرهم- عبور نهر بالمنطقة فرارا من المواجهات.
وأوضح المراسل أن أكثر من 20 من الجرحى نقلوا إلى المستشفى في منطقة أكوبو، مشيرا إلى أن شدة الاشتباكات والأمطار الغزيرة حالت دون وصول لجنة شكلتها حكومة جنوب السودان لاحتواء الاشتباكات.
وتوقع مفوض منطقة أكوبو دوياك تشول ارتفاع عدد قتلى المواجهات المسلحة إلى أكثر من 300 عندما يتم الانتهاء من فحص جميع الأماكن التي شهدت الاشتباكات.
لكن المتحدث باسم جيش جنوب السودان مالاك أيوين أجوك قال إن الجيش لم يتمكن من التحقق من عدد القتلى لكنه "لن يكون أقل من 60" قتيلا.
أعمال انتقامية وشهدت ولاية جونقلي النائية الغنية بالنفط في الأسابيع الماضية اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن مقتل 453 غالبيتهم من النساء والأطفال في مارس/ آذار الماضي.
وعرف على نطاق واسع عن تلك الاشتباكات أنها كانت انتقاما لسرقة 20 ألف رأس من الماشية مملوكة للنوير في يناير/ كانون الثاني وكذلك سرقة عدد كبير من الأبقار في ذلك الهجوم.
الاشتباكات القبلية تندلع عادة بسبب الصراع على الماشية (الجزيرة-ارشيف)
وفي هذا السياق أشار مفوض منطقة أكوبو إلى أعمال العنف الأخيرة التي قام بها نحو 500 مسلح استهدفت البشر وليس الماشية "كانوا يطلقون النار دون تمييز كان عملا انتقاميا"، ولم يحدد كم من القتلى ينتمي إلى النوير وكم منهم ينتمي إلى المهاجمين من مورلي ولكنه قال إن قرى النوير غير المسلحة لم تبد مقاومة تذكر.
من جانبه أبلغ المنسق الإقليمي لبعثة الأمم المتحدة للجنوب ديفد جريسلي وكالة رويترز أن فريقا من الأمم المتحدة سيتوجه الثلاثاء إلى المنطقة التي يصعب الوصول إليها من أجل تقييم الوضع الأمني والاحتياجات الإنسانية عقب أعمال العنف بين القبائل الجنوبية.
وابتليت المنطقة الغنية بالنفط بموجة من الغارات على الماشية والهجمات المضادة في جنوب السودان منذ توقيع اتفاق للسلام عام 2005 بين الشمال والجنوب أنهى واحدا من أطول الصراعات في أفريقيا.
وتضررت ولاية جونقلي النائية -التي تغلب عليها الأرض السبخة وتتمتع فيها مؤسسة توتال عملاق النفط الفرنسي بحقوق التنقيب في منطقة امتياز كبيرة- بسبب الغارات على الماشية وجرائم القتل المرتبطة بها التي تسببت في انقسامات عرقية.
وعبر محللون دوليون وكذلك مسؤولون في حكومة الجنوب عن مخاوفهم من أن تعرقل هذه الاشتباكات السلام كما تبقي على مناخ انقسامي قبل انتخابات عامة من المزمع إجراؤها عام 2010 واستفتاء على استقلال الجنوب عام 2011.
تلى في صراع قبلي بدارفور
قادة من قوات حفظ السلام بدارفور في لقاء مع بعض القبائل العربية بدارفور (الفرنسية-أرشيف)

ذكرت مصادر قبلية أن 50 شخصا قتلوا في اشتباكات بين قبائل عربية في إقليم دارفور بغرب السودان، ولكن الحكومة السودانية وبعثة الأمم المتحدة لم تتحدثا عن أعداد القتلى رغم إشارتهما إلى حدوث الاشتباكات.
وقال عز الدين بن عيسى مانديل وهو من قبيلة المسيرية العربية إن "تسع سيارات من الرزيقات هاجمت ثلاثا من قرانا يوم الجمعة"، وأضاف أن "القتال بدأ في حوالي منتصف النهار واستمر حتى غروب الشمس قرب غارسيلا" في غرب دارفور.
وتابع "أحصينا ما مجموعه 50 قتيلا، وهناك أيضا 13 إصابة من جانبنا"، غير أن أي معلومات من الطرف الثاني لم يتم الحصول عليها.
ومن جانبه، أكد حاكم ولاية غرب دارفور جعفر عبد الحكيم إسحق آدم أن قتالا وقع الجمعة بين قبيلتي الرزيقات والمسيرية، ولكنه لم يتحدث عن إصابات.
وأضاف "أرسلنا قوات للفصل بين المتحاربين، ولكننا لا نعرف حاليا عدد القتلى، مع أن هناك 17 شخصا أصيبوا بجروح وتم نقلهم إلى المستشفى".
وتحدثت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) هي الأخرى عن اشتباكات بين قبائل عربية يوم الجمعة، ولكنها نسبت ما لديها من معلومات إلى تقارير محلية.
وقالت إن 40 من قوات حفظ السلام توجهوا يوم السبت إلى منطقة الاشتباكات لتقييم الوضع، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى مكان القتال، حسب المتحدث باسم البعثة كريس سيكمانيك.
وقال سيكمانيك إن "السكان حذروا جنودنا من استمرار القتال في المنطقة"، وأوضح أن السكان أخبروهم بسقوط نحو 40 شخصا وإصابة عشرة أشخاص.
قوات تابعة للأمم المتحدة بدارفور أثناء توقفها في إحدى القرى (الفرنسية-أرشيف)
ثارات لا تهدأ
وقال قادة عرب ومسؤولون من الأمم المتحدة في المنطقة إن قبيلتي الرزيقات والمسيرية المتنافستين، بينهما ثارات لم تهدأ منذ مقتل اثنين من المسيرية في فبراير/شباط الماضي.
كما تحدث مسؤول في الأمم المتحدة عن وجود صراع كامن من أجل السيطرة على المراعي الخصبة بالمنطقة.
ومع أن زعماء القبيلتين عقدوا مؤتمرا للمصالحة وإنهاء الخلاف بينهما في يونيو/حزيران الماضي، فإن ذلك لم يمنع من تجدد العنف.
وكان أكثر من مائة شخص قد قتلوا منذ أسبوعين في اشتباكات بين قبيلتين في دارفور وفقا لمصادر قبلية، كما أكدت قوات حفظ السلام حدوث ما لا يقل عن 41 وفاة.
وقد حصد العنف في دارفور ما يقارب 600 شخص في مايو/أيار الذي يعد الشهر الأكثر دموية منذ نشر العملية المختلطة عام 2008 في منطقة غرب السودان، وفقا لوثيقة داخلية للبعثة السلام.
وقد تفرق دم القتلى بين حركات التمرد والقوات السودانية، إلى جانب موجة من الاشتباكات الدموية بين القبائل العربية المتناحرة وأعمال قطع الطرق.
 

أحلام جنوبيي السودان تبخرت


سكان جنوب السودان يشعرون بخيبة الأمل تجاه حكومتهم التي يقولون إنها غير مبالية بهم
ذكر تقرير نشرته لوس أنجلوس تايمز الأميركية أن آمال سكان جنوب السودان وفرحتهم بميلاد دولة جديدة العام الماضي ذهبت أدراج الرياح لتحل محلها مشاعر السخط تجاه ما يرونه من فساد مستشر وحكومة غير مبالية بمواطنيها.
وتتناول الصحيفة قصة دافيدكا كليمينت التي قطعت رحلة طويلة قبل سنوات لتصل إلى العاصمة جوبا لدى سماعها بأن البلاد قد تستقل وتعمل لصالح سكانها.
وتقول لوس أنجلوس تايمز إن أحلام كليمينت -التي تعمل بتكسير الصخور وتحويلها إلى حصى بمنطقة روك سيتي التي تعتبر من أفقر أحياء العاصمة جوبا- وكذلك آمال الأخريات بهذا المجال قد تبخرت.
وتستغرق كليمينت عشرة أيام لإعداد كومة من الحصى بارتفاع قدمين، غير أن المشترين بالقرية قليلون مقابل البائعين، ويصل دخلها اليومي نحو دولار واحد في اليوم.
وتقول "ماذا بوسعنا أن نفعل؟ أذهب إلى البيت وأبكي من الألم، ولكنني أضطر للعودة من أجل العمل".
وتشير الصحيفة إلى أن الجزء الجنوبي من السودان "الذي تعرض لتهميش على المدى الطويل من قبل حكومة الخرطوم" يعتبر من أقل المناطق تطورا على وجه الأرض.
 أتمنى أن تنظر الحكومة إليّ كشخص فقير، وتدعوني للعمل حتى أبقى على قيد الحياة
فساد ومحسوبية
ورغم أن إعلان الاستقلال عن السودان في يوليو/ تموز الماضي شكل بذرة أمل للجنوبيين، فإن البلاد تعاني من استشراء الفساد وإهمال الحكومة للخدمات، وطغيان مشاهد الدمار على مشاهد العمران.
وتتابع لوس أنجلوس تايمز -التي ترسم مشاهد الفقر في جوبا من شوارع غير معبدة وفنادق مكونة من حاويات للشحن- قولها إن الفنادق تعج بالمحللين بالشؤون النفطية والمستشارين الحكوميين وعمال الإغاثة والصحفيين الذين ينتظرون جميعا ما إذا كان "المولود الجديد سيعيش أم لا".
وبينما تبدو المستشفيات الرئيسة بالعاصمة كئيبة ووضيعة، فإن المرافق الصحية والمدارس تبدو نادرة بالمناطق الريفية.
 وفي ظل غياب الاهتمام الحكومي بالمرافق الطبية، حاول البعض بناء عيادات خاصة، منهم حسن الذي كان متفائلا جدا العام الماضي بتوسيع العيادة وبناء غرفة عمليات وعيادة لطب الأطفال، ولكن تلك الطموحات تقلصت اليوم نظرا لقلة المراجعين الذين لا يستطيعون تحمل الأسعار ولا سيما أن الحكومة لم توفر لهم فرص العمل بعد.
ويقول حسن إن الظروف ستزداد سوءا مع تعليق تصدير النفط بسبب الخلاف مع الخرطوم، مشيرا إلى أن مشكلة الفساد لا تقل خطورة عن الأزمات الاقتصادية.
ويشير إلى أن المسؤولين يجنون العائدات النفطية، فيملك بعضهم الملايين في حين لا يملك الناس شيئا.
وتختم الصحيفة بنداء كليمينت للحكومة عندما قالت "أتمنى أن تنظر الحكومة إليّ كشخص فقير، وتدعوني للعمل حتى أبقى على قيد الحياة".

تراجع حدة القتال بين السودان وجنوب السودان


جوبا (ا ف ب) -
 انخفضت حدة المعارك على الحدود بين السودان وجنوب السودان الجمعة بحسب مسؤول من الجنوب، وذلك بعد ثلاثة ايام من المواجهات العنيفة حول منطقة حدودية غنية بالنفط، ما دفع وزراء خارجية مجموعة الثماني الى دعوة الجانبين الى ضبط النفس لتفادي اندلاع حرب جديدة.
ودعت الدول الثماني الى ضبط النفس بعد موجة من القتال العنيف اندلعت الثلاثاء، وبعد تعرض دولة جنوب السودان لقصف جوي اثر قيام قواتها بالسيطرة على منطقة هجليج النفطية التي كانت بايدي قوات السودان.
وقال وزير الاعلام في ولاية الوحدة التابعة لجنوب السودان غيديون غاتبان "تبدو الامور هادئة حتى الان، ولم ترد تقارير عن عمليات قصف".
واضاف من مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة "لا نزال نراقب الاجواء تحسبا لوقوع هجمات جديدة".
وتبادل الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير الاتهامات بشان القتال، مما دعا مجلس الامن الدولي الى الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار.
وتوعدت الخرطوم بالرد "بجميع السبل" ضد الهجوم الذي قالت ان قوات جنوب السودان قد شنته ضدها، الا ان المتحدث باسم جيش الخرطوم السوارمي خالد سعد قال ان الهجوم المضاد لم يبدأ بعد.
واثارت الاشتباكات العنيفة التي تعد الاسوأ منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في تموز/يوليو الماضي بعد اطول حرب اهلية تشهدها افريقيا، مخاوف من اقتراب البلدين العدوين السابقين من العودة الى الحرب الشاملة.
ويعد استيلاء قوات جنوب السودان على منطقة هجليج نكسة اقتصادية للخرطوم نظرا لانها تحتوي على نحو نصف انتاجها من النفط الخام. كما تعد هزيمة جيش الخرطوم في مواجهة جيش جنوب السودان صفعة قوية لكرامة جيش الخرطوم.
وقال سعد "لا توجد انباء جديدة عن هجليج".
ورغم الدعوات العالمية، الا ان جوبا رفضت الانسحاب من هجليج الا بعد تلبية شروط من بينها انسحاب الخرطوم من منطقة ابيي المجاورة التي تحتلها، والتي يتنازع الطرفان على ملكيتها تماما مثل هجليج.
وقال كير في كلمة امام البرلمان الخميس ان البشير "اعلن الحرب الشاملة" على جمهورية جنوب السودان.
بينما قال البشير ان جنوب السودان اختار "طريق الحرب". واكد ان "اخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذا لاجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم اثناء الحرب الاهلية".
وطالب مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي بسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية.
كما اعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني الخميس عن قلقهم بشان الاشتباكات بين البلدين ودعوهما الى ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس" وحماية المدنيين.
ودعا الوزراء في اجتماعهم في واشنطن الى "الوقف الفوري لقصف المناطق المدنية والتوقف عن تقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة"، طبقا للبيان الذي صدر في ختام المحادثات.
وجاء في بيان مجموعة الثماني ان الوزراء "يشعرون بالقلق البالغ من الاشتباكات العسكرية" مؤكدين على ضرورة مضاعفة البلدين لجهودهما من اجل التوصل الى حل يشتمل مواضيع النفط والمواطنة والحدود والوضع النهائي لمنطقة ابيي المتنازع عليها.
كما اعربوا عن القلق بشان تدهور الوضع الانساني في الولايات الحدودية السودانية "مجددين الضرورة الملحة لتقديم المساعدات الانسانية بما ينسجم مع القانون الدولي والمبادئ التي تحكم المساعدات الانسانية الطارئة".
وفي بروكسل اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج "غير مقبول". وقالت ان "القرار الذي اتخذته القوات المسلحة لجنوب السودان باحتلال هجليج غير مقبول اطلاقا".
وعبرت اشتون عن اسفها ايضا لقصف طائرات الخرطوم لاراض في الجنوب، مؤكدة انها "تشعر بقلق عميق من تصاعد النزاع المسلح على الحدود" بين السودانين.
ودعا برلمانا الدولتين المواطنين الى اتخاذ الاستعدادات اللازمة تحسبا لنشوب حرب.
ودفعت الاضطرابات بالخرطوم الى الانسحاب من محادثات الازمة التي تجري برئاسة الاتحاد الافريقي بهدف حل النزاع الطويل مع جوبا حول النفط وترسيم الحدود والمناطق المتنازع عليها وقضايا الجنسية.
ولا يزال البلدان يختلفان على العديد من المسائل التي لم تحل عند استقلال جنوب السودان ومن بينها دفع الرسوم التي يجب ان يدفعها جنوب السودان للخرطوم لمرور نفطه الى احد موانئ الشمال نظرا لان جوبا ليس لديها اية منافذ بحرية.
وتاتي اشتباكات هذا الاسبوع في اعقاب القتال الذي نشب بين البلدين الجارين الشهر الماضي، والقى كل طرف بمسؤولية حدوثه على الاخر.
ويعيش مئات الاف من مواطني كل بلد في البلد الاخر، ويواجهون مستقبلا غير مؤكد بعد انتهاء مهلة نهائية لتحديد وضعهم في كلا الجانبين.

تجدد الاشتباكات بين السودان والجنوب



 الفريق محمد عطا المولى يؤكد أن الخرطوم لا تريد العودة إلى حرب شاملة مع جوبا (الفرنسية)
تواصلت المواجهات العسكرية الثلاثاء بين دولتي السودان وجنوب السودان التي قالت إن السلاح الجوي السوداني قصف حقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة الجنوبية الحدودية، وهو ما أثار القلق الدولي.
وقال المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا المولى إن جيش بلاده يقاتل القوات المسلحة لجنوب السودان لليوم الثاني على الجانب السوداني من الحدود المشتركة، لكن الخرطوم لا تريد العودة إلى "حرب شاملة"، وأضاف أن "السودان لا ينوي سوى تحرير أراضيه".
وفي وقت لاحق نقل مراسل الجزيرة نت في الخرطوم عن الجيش السوداني أنه يسيطر على منطقة وحقول هجليج بالكامل، وكذب بذلك إعلان جوبا عن دخول قواتها المنطقة والسيطرة عليها.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد للصحفيين "إن قوات دولة الجنوب حاولت الهجوم علي منطقة تيوسنا في الحدود الدولية بين الدولتين عبر المدفعية ما أدى إلى اشتباكها مع القوات السودانية التي ردت عليها مما أجبرها على الفرار" .
ما أعلنه رئيس دولة الجنوب سلفاكير عن هجوم قواته على هجليج وتحريرها   وكأنها أرض جنوبية يؤكد تدبير الهجوم رغم الحوار المتواصل بين الدولتين لمعالجة خلافاتهما عبر الحوار
هجليج
وأبدى الصوارمي استغرابه لربط هجليج بترسيم الحدود، "وهي أصلا لم تكن من النقاط والأماكن الخمسة المختلف على ترسيمها"، معتبرا أن ذلك "يكشف نية الحركة الشعبية لفعل السوء تجاه المنطقة التي تتمتع بمصالح اقتصادية يمكن أن يستفيد منها شعبا البلدين".
وذكر أن مجموعة من متمردي حركة العدل والمساواة حاولت استغلال الاشتباك في عمل متزامن آخر، "حيث توغلت داخل حدودنا بنحو عشرة كيلومترات، لكن القوات المسلحة كانت لها بالمرصاد وصدت جنودها على أعقابهم".
أما وزارة الخارجية السودانية فاعتبرت أن ما أعلنه رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت عن هجوم قواته على هجليج وتحريرها -وكأنها أرض جنوبية– يؤكد تدبير الهجوم رغم الحوار المتواصل بين الدولتين لمعالجة خلافاتهما عبر الحوار.
وقال الناطق باسم الوزارة العبيد أحمد مروح إن المنطقة المذكورة ليست محل نزاع أصلا "ما يجعل الأمر أكثر إزعاجا"، لكنه أكد أن الحكومة السودانية ترى أنه لا بد من معالجة خلافات البلدين عبر طاولة التفاوض".

من جهته كشف المؤتمر الوطني عما أسماه "سرقة وتدمير الجيش الشعبي معدات وآليات تخص السودان وبعض الشركات العاملة في مجال النفط بمنطقة هجليج بجانب انتهاكه لحقوق الإنسان "إن بلدة بانتيو تعرضت للقصف الثلاثاء، والقصف لم يتوقف، وجرت معارك برية اليوم ونتوقع أن يهاجمنا الجيش السوداني في مواقع أخرى".
 فيليب أقوري ينتظر حصيلة بضحايا المعارك (الفرنسية)
القصف
على الجانب الآخر قال رئيس أركان جيش جنوب السودان فيليب أقوير "تعرضت بلدة بانتيو للقصف الثلاثاء، والقصف لم يتوقف، وجرت معارك برية اليوم، ونتوقع أن يهاجمنا الجيش السوداني في مواقع أخرى".

وتابع "من البدهي أنه لا يمكن حدوث معارك منذ بعد الظهر وحتى الصباح دون خسائر"، مشيرا إلى أنه ينتظر التفاصيل حول عدد القتلى والجرحى.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال "سمعنا مجددا هدير الطائرات المقاتلة أنتونوف هذا الصباح وألقت قذيفتين، ونعتقد أن هذه الغارات استهدفت حقول نفط في ولاية الوحدة، "لكنه لم يحدد ما إذا كانت أوقعت إصابات أو أضرارا".
واتهم سلفاكير الاثنين السودان بمهاجمة جنوب السودان عبر قصف عدة مواقع وشن هجمات برية في ولاية الوحدة الحدودية. وأكد أن قوات جنوب السودان ردت على الهجوم وعبرت الحدود وسيطرت على حقل هجليج الكبير الذي تطالب به الدولتان.
تداعيات
ومع تجدد المعارك دعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اللاجئين السودانيين البالغ عددهم نحو 16 ألفا في محيط مخيم ييدا في جنوب السودان إلى مغادرة المكان بسبب المواجهات الأخيرة في المنطقة. وقالت ناطقة باسم المفوضية إن "حياة اللاجئين في خطر ونطلب منهم مغادرة المكان والتحرك باتجاه مخيم آخر".
واعتبرت الولايات المتحدة أن تواصل المواجهات بين الخرطوم وجوبا "مثير للقلق الشديد"، ودعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الطرفين إلى "وقف أي نشاط عسكري على طول الحدود".
من جانبها دعت فرنسا إلى "الوقف الفوري" للمواجهات بين السودان وجنوب السودان، وأعربت عن الأمل في أن يلتقي رئيسا البلدين كما هو مقرر. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن اللقاء "سيكون دليلا على حسن نية الطرفين للتوصل في تسوية للتوتر الحالي".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب أمس عن "القلق الشديد" ودعا البلدين إلى إنهاء هذه المواجهات و"استخدام جميع الأدوات السياسية والأمنية المتاحة لحل خلافاتهما سلميا".

وقالت إذاعة السودان الحكومية إن أعمال العنف دفعت الرئيس السوداني عمر البشير لتعليق زيارته المقررة الأسبوع المقبل لجوبا للاجتماع مع نظيره سلفاكير، في محاولة لإنهاء قائمة طويلة من الخلافات.
ولكن وزير إعلام جنوب السودان اعتبر أن زيارة البشير ما زالت قائمة، وقال "الخرطوم منقسمة، فالبعض كان يؤيد القمة، وآخرون متشددون كانوا يعارضونها، وربما أقنعوا الذين قالوا إنهم سيمضون قدما في هذه القمة وأقنعوا الرئيس البشير نفسه، ولهذا أعتقد أنهم مضوا قدما في شن هذا الهجوم حتى يكون هناك مبرر ليقولوا لم يعد البشير يستطيع الحضور".

كينيا تتوسط بين الخرطوم وجوبا



كينيا: لا بديل لدولتي السودان غير العيش معا (الجزيرة)

عرضتت الحكومة الكينية مبادرة جديدة لحل الأزمة بين دولتي السودان وجنوب السودان تحث فيها الخرطوم وجوبا على العيش في جوار آمن.
وأكدت كينيا، عبر مبعوثها إلى الخرطوم كالنزو مسيوكا الذي سلم الرئيس السوداني عمر حسن البشير رسالة خطية من نظيره الكيني مواي كيباكي، أنها ترى ضرورة تقارب الدولتين لأجل مصلحتهما معا.
وقال مسيوكا للصحفيين إن نيروبي حريصة على الاستقرار الأمني والسياسي بين السودانيين بالشمال والجنوب. وأشار إلى أن القيادة السودانية أبلغته بالمحادثات الجيدة التي جرت خلال اليومين الماضيين بين مسؤولين بالدولتين "والتي ستمهد الطريق لعقد القمة بين البشير ونظيره رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت".
وأضاف أن اتفاقا جرى مع البشير بأن يطلع رصيفه الكيني مواي كيباكي بعد القمة بالقضايا التي تكون بحاجة لمزيد من البحث على أساس عاجل "وهذا ما جئنا من أجله". وأعلن أنه سينقل ذات الرسالة إلى الرئيس سلفا كير "بألا بديل لدولتي السودان غير العيش معا".
وقال المبعوث الكيني أيضا إن الاستقرار الإقليمي يستدعي إجراء مشاورات بين الدولتين "لأن عيشهما معا يؤكد أن اتفاقية السلام الشامل نفذت نصا ورحا".
يُذكر أن كينيا احتضنت كل مراحل المفاوضات حول اتفاقية السلام الشامل وحتى لحظة التوقيع عليها.
ومن جانبه اعتبر وزير الدولة بالخارجية  السودانية صلاح ونسي أن المبادرة الكينية تسعى لإصلاح العلاقات وتحسينها بين الخرطوم وجوبا. وأشار لوجود عقبات أمنية تواجه السلام بين الدولتين حتى الآن.
وقال للصحفيين إن زيارة وفد الجنوب الأخيرة للخرطوم نهاية الأسبوع المنصرم مؤشر إيجابي، وإن اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المقرر له الثلاثين من الشهر الحالي "يمكن أن يفضي لتفاهمات عبر الاتصال المباشر".
وكانت نيروبي قد توسطت لعقد لقاء جمع بين البشير وسلفا كير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا نهاية يناير/ كانون الثاني لأجل المساهمة في تقريب وجهات نظر وفدي البلدين المتفاوضين بأديس أبابا.
وطرحت كينيا عبر وزير خارجيتها ما أعتبر وقتها أفكارا هامة بشأن عدد من القضايا التي تثير الخلاف بين السودان وجنوب السودان، مثل عائدات النفط والأزمة بجنوب كردفان والنيل الأزرق وترسيم الحدود والمواطنة.



الخرطوم تتوعد بالرد على هجوم هجليج



هجليج تضم حقلا نفطيا ينتج نصف نفط السودان (الجزيرة)
توعدت الخرطوم بالرد بكل الوسائل المشروعة على الهجوم الذي شنته قوات دولة الجنوب على منطقة هجليج السودانية الغنية بالنفط الواقعة على الحدود بين البلدين، في حين قال نائب الرئيس السوداني إن بلاده باتت في حالة حرب مع جوبا ولن تتفاوض معها.
وكانت قوات عسكرية من دولة جنوب السودان قد احتلت الثلاثاء مدينة هجليج السودانية، وقال مراسل الجزيرة إن الهجوم الذي شنته قوات الحركة الشعبية بقيادة رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان كان كبيرا ومن ثلاثة محاور، وإنه أوقع خسائر كبيرة جدا. 
وأضاف أن سيطرة دولة جنوب السودان على منطقة نفطية مهمة تابعة للسودان تطور كبير من جانبها، وأنه قد يضع في يدها ورقة قوية للمفاوضات، كما أن الخيارات محدودة أمام الحكومة في الخرطوم لأن استخدام سلاح الطيران لاستعادة السيطرة بهذه المنطقة سيشكل خطرا على مصادر النفط. 
كما نقل مراسل الجزيرة نت عماد عبد الهادي عن مصادر في المنطقة قولها إن العاملين بحقول النفط السودانية غادروها بعد إغلاق آبار البترول تحسبا لأي أضرار قد تلحق بها. كما تمكنت قوات سودانية من إجلاء عمال نفط آخرين إلى مواقع أخرى.
وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود ينتج نحو نصف إنتاج السودان من النفط الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا، وقد حصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.
الخرطو تتوعدومساء الثلاثاء توعدت الخرطوم بالرد "بكل الطرق والوسائل المشروعة" على الهجمات التي اتهمت قوات جنوب السودان بشنها على ثلاث جبهات في ولاية جنوب كردفان، في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وحذرت الحكومة السودانية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية دولة جنوب السودان بأن "إصرارها على العدوان واعتماد أسلوب الحرب لن يعود عليها وعلى شعبها إلا بالخيبة والخراب".
الخرطوم: الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان نفذ الهجوم على هجليج (رويترز-أرشيف)
وصدر البيان بعدما اتهمت دولة جنوب السودان الطيران السوداني بقصف مناطق حدودية، وسط تبادل مدفعي عبر الحدود.
وقالت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية التي كانت ترافق قوات جنوب السودان في قرية تاشفين، إنها سمعت دوي التراشق المدفعي الثقيل الذي استمر قرابة الساعة. وحلقت طائرة سودانية مقاتلة فوق منطقة تاشفين طيلة فترة ما بعد ظهر أمس. وألقت الطائرة قنبلة على بعد أقل من كيلومتر من الموقع الذي كانت فيه.
وتقع تاشفين على بعد نحو 50 كلم شمال بانتيو عاصمة ولاية الوحدة. وكانت جوبا قد اتهمت الجيش السوداني يوم 26 مارس/آذار الماضي بمهاجمة المنطقة، مما أدى إلى اندلاع أعنف المعارك بين الجارتين منذ انفصال الجنوب في يوليو/تموز 2011.
وقالت الحكومة السودانية في بيانها "تعرضت مناطق من ولاية جنوب كردفان -أبرزها منطقة هجليج صباح وظهر الثلاثاء- لهجوم غادر نفذه الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان، مستعينا بأعداد من قوات المرتزقة ومجموعات من المتمردين، عبر عدد من المحاور".
وتتهم الخرطوم متمردي دارفور بالقتال في منطقة هجليج، وأضاف البيان "تصدت قواتنا المسلحة والقوات النظامية للقوات المهاجمة والمعتدية، حيث دارت معارك داخل الأراضي السودانية".
اجتماع بين الخرطوم وجوبا بأديس أبابا
انسحاب قوات جنوب السودان من هجليج


أعلن السودانوجنوب السودانالأربعاء أن قوات الجنوب انسحبت من منطقة هجليج السودانية المنتجة للنفط، وهو ما خفف التوتر بعد اشتباكات على مدى يومين بين البلدين هددت بتصعيد الصراع، في حين يلتقي ممثلون عن الجانبين اليوم في أديس أبابا لبحث مسائل أمنية في اجتماع كان مقررا سلفا.
وكان جنوب السودان اتهم الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسة ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. ونفى السودان شن غارات جوية، وقال إن القوات الجنوبية بدأت القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسة السودانية.
وقالت الأمم المتحدةالأربعاء إن حكومة جنوب السودان تعهدت بسحب قواتها إلى مواقعها السابقة ووافقت حكومة السودان على وقف القصف إذا انسحبت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي أصبح جيش الجنوب.
وذكر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونفي بيان "عبر الأمين العام عن قلقه العميق بشأن هذه الاشتباكات العسكرية، وحث الطرفين على الاستغلال الكامل للآليات السياسية والأمنية القائمة لمعالجة خلافاتهما بطريقة سلمية". 
ولم يشاهد مراسل من وكالة رويترز شارك في جولة نظمتها الحكومة السودانية في حقل نفط هجليج قرب الحدود أي علامة على اشتباكات أمس الأربعاء، لكن الوجود الأمني كان كثيفا وقام جنود وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة بحراسة المنطقة.
وقال بشير مكي قائد منطقة هجليج للصحفيين إن هجليج والمناطق المحيطة بها آمنة تماما. وأضاف أنهم مستعدون للدفاع عن البلاد في حين هتف عشرات الجنود "الله أكبر".
فيليب أقوير أكد انسحاب قوات الجنوب من هجليج (الفرنسية)
وكانت هناك ثلاث جثث لرجال بجوار شاحنة محترقة في موقع إحدى المعارك في هجليج. وقال جنود سودانيون إن الثلاثة من مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين يشكلون جيش الجنوب. وقال جندي سوداني "قتل 60 جنديا آخرين في محطة كهرباء استولت عليها الحركة لبعض الوقت".
كما كانت هناك دبابة تم تفجيرها وعربتان عسكريتان رباعيتا الدفع متروكة على الطريق الرئيسي من المطار إلى منشآت النفط في هجليج.
وقال اللواء عبد المنعم سعد نائب رئيس الأركان للعمليات العسكرية بالجيش السوداني "إن العدو غادر البلاد ولا يوجد جندي جنوبي واحد على أرض سودانية".
انسحابوكان الجيش الجنوبي قال في وقت سابق إنه عبر الحدود في البداية إلى هجليج مع طرده القوات السودانية من أراضي الجنوب.
وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان أمس الأربعاء "أعلنا فض الاشتباك وانسحبت قواتنا من هجليج".
وأوقف الجنوب إنتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا لمنع السودان من مصادرة النفط لتعويض ما تقول الخرطوم إنها رسوم غير مدفوعة، ويجري تصدير معظم النفط الخام إلى الصين.
وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود تحتاجه الخرطوم لمواصلة دعم الاقتصاد. وينتج الحقل نحو نصف إنتاج السودان من الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا وحصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.
وكانت الخرطوم اتهمت جوبا أمس بشنّ غارة جديدة على ولاية الوحدة النفطية داخل أراضي جنوب السودان، بعد يوم من تأكيد السودان أنه صد هجوما للجيش الشعبي على حقل هجليج النفطي بولاية جنوب كردفانالسودانية.
وقد صرح وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين للجزيرة بأن قوات بلاده تسيطر سيطرة كاملة على هجليج، مشيرا إلى أنها منطقة سودانية خالصة ولا تدخل في المناطق المتنازع عليها بين البلدين.
وبدوره صرح المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا المولى أن جيش بلاده يقاتل قوات دولة الجنوب على الجانب السوداني من الحدود المشتركة، لكنه أضاف أن "السودان لا يريد الدخول في حرب شاملة لكننا سنخوضها إن فرضت علينا".
على الجانب الآخر اتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديتالسودان بمهاجمة جنوب السودان عبر قصف عدة مواقع وشن هجمات برية في ولاية الوحدة الحدودية. وأكد أن قوات جنوب السودان ردت على الهجوم وعبرت الحدود وسيطرت على حقل هجليج، وهو ما نفاه السودان.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...