الجمعة، 13 أبريل 2012

تراجع حدة القتال بين السودان وجنوب السودان


جوبا (ا ف ب) -
 انخفضت حدة المعارك على الحدود بين السودان وجنوب السودان الجمعة بحسب مسؤول من الجنوب، وذلك بعد ثلاثة ايام من المواجهات العنيفة حول منطقة حدودية غنية بالنفط، ما دفع وزراء خارجية مجموعة الثماني الى دعوة الجانبين الى ضبط النفس لتفادي اندلاع حرب جديدة.
ودعت الدول الثماني الى ضبط النفس بعد موجة من القتال العنيف اندلعت الثلاثاء، وبعد تعرض دولة جنوب السودان لقصف جوي اثر قيام قواتها بالسيطرة على منطقة هجليج النفطية التي كانت بايدي قوات السودان.
وقال وزير الاعلام في ولاية الوحدة التابعة لجنوب السودان غيديون غاتبان "تبدو الامور هادئة حتى الان، ولم ترد تقارير عن عمليات قصف".
واضاف من مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة "لا نزال نراقب الاجواء تحسبا لوقوع هجمات جديدة".
وتبادل الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير الاتهامات بشان القتال، مما دعا مجلس الامن الدولي الى الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار.
وتوعدت الخرطوم بالرد "بجميع السبل" ضد الهجوم الذي قالت ان قوات جنوب السودان قد شنته ضدها، الا ان المتحدث باسم جيش الخرطوم السوارمي خالد سعد قال ان الهجوم المضاد لم يبدأ بعد.
واثارت الاشتباكات العنيفة التي تعد الاسوأ منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في تموز/يوليو الماضي بعد اطول حرب اهلية تشهدها افريقيا، مخاوف من اقتراب البلدين العدوين السابقين من العودة الى الحرب الشاملة.
ويعد استيلاء قوات جنوب السودان على منطقة هجليج نكسة اقتصادية للخرطوم نظرا لانها تحتوي على نحو نصف انتاجها من النفط الخام. كما تعد هزيمة جيش الخرطوم في مواجهة جيش جنوب السودان صفعة قوية لكرامة جيش الخرطوم.
وقال سعد "لا توجد انباء جديدة عن هجليج".
ورغم الدعوات العالمية، الا ان جوبا رفضت الانسحاب من هجليج الا بعد تلبية شروط من بينها انسحاب الخرطوم من منطقة ابيي المجاورة التي تحتلها، والتي يتنازع الطرفان على ملكيتها تماما مثل هجليج.
وقال كير في كلمة امام البرلمان الخميس ان البشير "اعلن الحرب الشاملة" على جمهورية جنوب السودان.
بينما قال البشير ان جنوب السودان اختار "طريق الحرب". واكد ان "اخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذا لاجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم اثناء الحرب الاهلية".
وطالب مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي بسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية.
كما اعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني الخميس عن قلقهم بشان الاشتباكات بين البلدين ودعوهما الى ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس" وحماية المدنيين.
ودعا الوزراء في اجتماعهم في واشنطن الى "الوقف الفوري لقصف المناطق المدنية والتوقف عن تقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة"، طبقا للبيان الذي صدر في ختام المحادثات.
وجاء في بيان مجموعة الثماني ان الوزراء "يشعرون بالقلق البالغ من الاشتباكات العسكرية" مؤكدين على ضرورة مضاعفة البلدين لجهودهما من اجل التوصل الى حل يشتمل مواضيع النفط والمواطنة والحدود والوضع النهائي لمنطقة ابيي المتنازع عليها.
كما اعربوا عن القلق بشان تدهور الوضع الانساني في الولايات الحدودية السودانية "مجددين الضرورة الملحة لتقديم المساعدات الانسانية بما ينسجم مع القانون الدولي والمبادئ التي تحكم المساعدات الانسانية الطارئة".
وفي بروكسل اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج "غير مقبول". وقالت ان "القرار الذي اتخذته القوات المسلحة لجنوب السودان باحتلال هجليج غير مقبول اطلاقا".
وعبرت اشتون عن اسفها ايضا لقصف طائرات الخرطوم لاراض في الجنوب، مؤكدة انها "تشعر بقلق عميق من تصاعد النزاع المسلح على الحدود" بين السودانين.
ودعا برلمانا الدولتين المواطنين الى اتخاذ الاستعدادات اللازمة تحسبا لنشوب حرب.
ودفعت الاضطرابات بالخرطوم الى الانسحاب من محادثات الازمة التي تجري برئاسة الاتحاد الافريقي بهدف حل النزاع الطويل مع جوبا حول النفط وترسيم الحدود والمناطق المتنازع عليها وقضايا الجنسية.
ولا يزال البلدان يختلفان على العديد من المسائل التي لم تحل عند استقلال جنوب السودان ومن بينها دفع الرسوم التي يجب ان يدفعها جنوب السودان للخرطوم لمرور نفطه الى احد موانئ الشمال نظرا لان جوبا ليس لديها اية منافذ بحرية.
وتاتي اشتباكات هذا الاسبوع في اعقاب القتال الذي نشب بين البلدين الجارين الشهر الماضي، والقى كل طرف بمسؤولية حدوثه على الاخر.
ويعيش مئات الاف من مواطني كل بلد في البلد الاخر، ويواجهون مستقبلا غير مؤكد بعد انتهاء مهلة نهائية لتحديد وضعهم في كلا الجانبين.

تجدد الاشتباكات بين السودان والجنوب



 الفريق محمد عطا المولى يؤكد أن الخرطوم لا تريد العودة إلى حرب شاملة مع جوبا (الفرنسية)
تواصلت المواجهات العسكرية الثلاثاء بين دولتي السودان وجنوب السودان التي قالت إن السلاح الجوي السوداني قصف حقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة الجنوبية الحدودية، وهو ما أثار القلق الدولي.
وقال المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا المولى إن جيش بلاده يقاتل القوات المسلحة لجنوب السودان لليوم الثاني على الجانب السوداني من الحدود المشتركة، لكن الخرطوم لا تريد العودة إلى "حرب شاملة"، وأضاف أن "السودان لا ينوي سوى تحرير أراضيه".
وفي وقت لاحق نقل مراسل الجزيرة نت في الخرطوم عن الجيش السوداني أنه يسيطر على منطقة وحقول هجليج بالكامل، وكذب بذلك إعلان جوبا عن دخول قواتها المنطقة والسيطرة عليها.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد للصحفيين "إن قوات دولة الجنوب حاولت الهجوم علي منطقة تيوسنا في الحدود الدولية بين الدولتين عبر المدفعية ما أدى إلى اشتباكها مع القوات السودانية التي ردت عليها مما أجبرها على الفرار" .
ما أعلنه رئيس دولة الجنوب سلفاكير عن هجوم قواته على هجليج وتحريرها   وكأنها أرض جنوبية يؤكد تدبير الهجوم رغم الحوار المتواصل بين الدولتين لمعالجة خلافاتهما عبر الحوار
هجليج
وأبدى الصوارمي استغرابه لربط هجليج بترسيم الحدود، "وهي أصلا لم تكن من النقاط والأماكن الخمسة المختلف على ترسيمها"، معتبرا أن ذلك "يكشف نية الحركة الشعبية لفعل السوء تجاه المنطقة التي تتمتع بمصالح اقتصادية يمكن أن يستفيد منها شعبا البلدين".
وذكر أن مجموعة من متمردي حركة العدل والمساواة حاولت استغلال الاشتباك في عمل متزامن آخر، "حيث توغلت داخل حدودنا بنحو عشرة كيلومترات، لكن القوات المسلحة كانت لها بالمرصاد وصدت جنودها على أعقابهم".
أما وزارة الخارجية السودانية فاعتبرت أن ما أعلنه رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت عن هجوم قواته على هجليج وتحريرها -وكأنها أرض جنوبية– يؤكد تدبير الهجوم رغم الحوار المتواصل بين الدولتين لمعالجة خلافاتهما عبر الحوار.
وقال الناطق باسم الوزارة العبيد أحمد مروح إن المنطقة المذكورة ليست محل نزاع أصلا "ما يجعل الأمر أكثر إزعاجا"، لكنه أكد أن الحكومة السودانية ترى أنه لا بد من معالجة خلافات البلدين عبر طاولة التفاوض".

من جهته كشف المؤتمر الوطني عما أسماه "سرقة وتدمير الجيش الشعبي معدات وآليات تخص السودان وبعض الشركات العاملة في مجال النفط بمنطقة هجليج بجانب انتهاكه لحقوق الإنسان "إن بلدة بانتيو تعرضت للقصف الثلاثاء، والقصف لم يتوقف، وجرت معارك برية اليوم ونتوقع أن يهاجمنا الجيش السوداني في مواقع أخرى".
 فيليب أقوري ينتظر حصيلة بضحايا المعارك (الفرنسية)
القصف
على الجانب الآخر قال رئيس أركان جيش جنوب السودان فيليب أقوير "تعرضت بلدة بانتيو للقصف الثلاثاء، والقصف لم يتوقف، وجرت معارك برية اليوم، ونتوقع أن يهاجمنا الجيش السوداني في مواقع أخرى".

وتابع "من البدهي أنه لا يمكن حدوث معارك منذ بعد الظهر وحتى الصباح دون خسائر"، مشيرا إلى أنه ينتظر التفاصيل حول عدد القتلى والجرحى.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال "سمعنا مجددا هدير الطائرات المقاتلة أنتونوف هذا الصباح وألقت قذيفتين، ونعتقد أن هذه الغارات استهدفت حقول نفط في ولاية الوحدة، "لكنه لم يحدد ما إذا كانت أوقعت إصابات أو أضرارا".
واتهم سلفاكير الاثنين السودان بمهاجمة جنوب السودان عبر قصف عدة مواقع وشن هجمات برية في ولاية الوحدة الحدودية. وأكد أن قوات جنوب السودان ردت على الهجوم وعبرت الحدود وسيطرت على حقل هجليج الكبير الذي تطالب به الدولتان.
تداعيات
ومع تجدد المعارك دعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اللاجئين السودانيين البالغ عددهم نحو 16 ألفا في محيط مخيم ييدا في جنوب السودان إلى مغادرة المكان بسبب المواجهات الأخيرة في المنطقة. وقالت ناطقة باسم المفوضية إن "حياة اللاجئين في خطر ونطلب منهم مغادرة المكان والتحرك باتجاه مخيم آخر".
واعتبرت الولايات المتحدة أن تواصل المواجهات بين الخرطوم وجوبا "مثير للقلق الشديد"، ودعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الطرفين إلى "وقف أي نشاط عسكري على طول الحدود".
من جانبها دعت فرنسا إلى "الوقف الفوري" للمواجهات بين السودان وجنوب السودان، وأعربت عن الأمل في أن يلتقي رئيسا البلدين كما هو مقرر. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن اللقاء "سيكون دليلا على حسن نية الطرفين للتوصل في تسوية للتوتر الحالي".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب أمس عن "القلق الشديد" ودعا البلدين إلى إنهاء هذه المواجهات و"استخدام جميع الأدوات السياسية والأمنية المتاحة لحل خلافاتهما سلميا".

وقالت إذاعة السودان الحكومية إن أعمال العنف دفعت الرئيس السوداني عمر البشير لتعليق زيارته المقررة الأسبوع المقبل لجوبا للاجتماع مع نظيره سلفاكير، في محاولة لإنهاء قائمة طويلة من الخلافات.
ولكن وزير إعلام جنوب السودان اعتبر أن زيارة البشير ما زالت قائمة، وقال "الخرطوم منقسمة، فالبعض كان يؤيد القمة، وآخرون متشددون كانوا يعارضونها، وربما أقنعوا الذين قالوا إنهم سيمضون قدما في هذه القمة وأقنعوا الرئيس البشير نفسه، ولهذا أعتقد أنهم مضوا قدما في شن هذا الهجوم حتى يكون هناك مبرر ليقولوا لم يعد البشير يستطيع الحضور".

كينيا تتوسط بين الخرطوم وجوبا



كينيا: لا بديل لدولتي السودان غير العيش معا (الجزيرة)

عرضتت الحكومة الكينية مبادرة جديدة لحل الأزمة بين دولتي السودان وجنوب السودان تحث فيها الخرطوم وجوبا على العيش في جوار آمن.
وأكدت كينيا، عبر مبعوثها إلى الخرطوم كالنزو مسيوكا الذي سلم الرئيس السوداني عمر حسن البشير رسالة خطية من نظيره الكيني مواي كيباكي، أنها ترى ضرورة تقارب الدولتين لأجل مصلحتهما معا.
وقال مسيوكا للصحفيين إن نيروبي حريصة على الاستقرار الأمني والسياسي بين السودانيين بالشمال والجنوب. وأشار إلى أن القيادة السودانية أبلغته بالمحادثات الجيدة التي جرت خلال اليومين الماضيين بين مسؤولين بالدولتين "والتي ستمهد الطريق لعقد القمة بين البشير ونظيره رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت".
وأضاف أن اتفاقا جرى مع البشير بأن يطلع رصيفه الكيني مواي كيباكي بعد القمة بالقضايا التي تكون بحاجة لمزيد من البحث على أساس عاجل "وهذا ما جئنا من أجله". وأعلن أنه سينقل ذات الرسالة إلى الرئيس سلفا كير "بألا بديل لدولتي السودان غير العيش معا".
وقال المبعوث الكيني أيضا إن الاستقرار الإقليمي يستدعي إجراء مشاورات بين الدولتين "لأن عيشهما معا يؤكد أن اتفاقية السلام الشامل نفذت نصا ورحا".
يُذكر أن كينيا احتضنت كل مراحل المفاوضات حول اتفاقية السلام الشامل وحتى لحظة التوقيع عليها.
ومن جانبه اعتبر وزير الدولة بالخارجية  السودانية صلاح ونسي أن المبادرة الكينية تسعى لإصلاح العلاقات وتحسينها بين الخرطوم وجوبا. وأشار لوجود عقبات أمنية تواجه السلام بين الدولتين حتى الآن.
وقال للصحفيين إن زيارة وفد الجنوب الأخيرة للخرطوم نهاية الأسبوع المنصرم مؤشر إيجابي، وإن اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المقرر له الثلاثين من الشهر الحالي "يمكن أن يفضي لتفاهمات عبر الاتصال المباشر".
وكانت نيروبي قد توسطت لعقد لقاء جمع بين البشير وسلفا كير بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا نهاية يناير/ كانون الثاني لأجل المساهمة في تقريب وجهات نظر وفدي البلدين المتفاوضين بأديس أبابا.
وطرحت كينيا عبر وزير خارجيتها ما أعتبر وقتها أفكارا هامة بشأن عدد من القضايا التي تثير الخلاف بين السودان وجنوب السودان، مثل عائدات النفط والأزمة بجنوب كردفان والنيل الأزرق وترسيم الحدود والمواطنة.



الخرطوم تتوعد بالرد على هجوم هجليج



هجليج تضم حقلا نفطيا ينتج نصف نفط السودان (الجزيرة)
توعدت الخرطوم بالرد بكل الوسائل المشروعة على الهجوم الذي شنته قوات دولة الجنوب على منطقة هجليج السودانية الغنية بالنفط الواقعة على الحدود بين البلدين، في حين قال نائب الرئيس السوداني إن بلاده باتت في حالة حرب مع جوبا ولن تتفاوض معها.
وكانت قوات عسكرية من دولة جنوب السودان قد احتلت الثلاثاء مدينة هجليج السودانية، وقال مراسل الجزيرة إن الهجوم الذي شنته قوات الحركة الشعبية بقيادة رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان كان كبيرا ومن ثلاثة محاور، وإنه أوقع خسائر كبيرة جدا. 
وأضاف أن سيطرة دولة جنوب السودان على منطقة نفطية مهمة تابعة للسودان تطور كبير من جانبها، وأنه قد يضع في يدها ورقة قوية للمفاوضات، كما أن الخيارات محدودة أمام الحكومة في الخرطوم لأن استخدام سلاح الطيران لاستعادة السيطرة بهذه المنطقة سيشكل خطرا على مصادر النفط. 
كما نقل مراسل الجزيرة نت عماد عبد الهادي عن مصادر في المنطقة قولها إن العاملين بحقول النفط السودانية غادروها بعد إغلاق آبار البترول تحسبا لأي أضرار قد تلحق بها. كما تمكنت قوات سودانية من إجلاء عمال نفط آخرين إلى مواقع أخرى.
وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود ينتج نحو نصف إنتاج السودان من النفط الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا، وقد حصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.
الخرطو تتوعدومساء الثلاثاء توعدت الخرطوم بالرد "بكل الطرق والوسائل المشروعة" على الهجمات التي اتهمت قوات جنوب السودان بشنها على ثلاث جبهات في ولاية جنوب كردفان، في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وحذرت الحكومة السودانية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية دولة جنوب السودان بأن "إصرارها على العدوان واعتماد أسلوب الحرب لن يعود عليها وعلى شعبها إلا بالخيبة والخراب".
الخرطوم: الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان نفذ الهجوم على هجليج (رويترز-أرشيف)
وصدر البيان بعدما اتهمت دولة جنوب السودان الطيران السوداني بقصف مناطق حدودية، وسط تبادل مدفعي عبر الحدود.
وقالت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية التي كانت ترافق قوات جنوب السودان في قرية تاشفين، إنها سمعت دوي التراشق المدفعي الثقيل الذي استمر قرابة الساعة. وحلقت طائرة سودانية مقاتلة فوق منطقة تاشفين طيلة فترة ما بعد ظهر أمس. وألقت الطائرة قنبلة على بعد أقل من كيلومتر من الموقع الذي كانت فيه.
وتقع تاشفين على بعد نحو 50 كلم شمال بانتيو عاصمة ولاية الوحدة. وكانت جوبا قد اتهمت الجيش السوداني يوم 26 مارس/آذار الماضي بمهاجمة المنطقة، مما أدى إلى اندلاع أعنف المعارك بين الجارتين منذ انفصال الجنوب في يوليو/تموز 2011.
وقالت الحكومة السودانية في بيانها "تعرضت مناطق من ولاية جنوب كردفان -أبرزها منطقة هجليج صباح وظهر الثلاثاء- لهجوم غادر نفذه الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان، مستعينا بأعداد من قوات المرتزقة ومجموعات من المتمردين، عبر عدد من المحاور".
وتتهم الخرطوم متمردي دارفور بالقتال في منطقة هجليج، وأضاف البيان "تصدت قواتنا المسلحة والقوات النظامية للقوات المهاجمة والمعتدية، حيث دارت معارك داخل الأراضي السودانية".
اجتماع بين الخرطوم وجوبا بأديس أبابا
انسحاب قوات جنوب السودان من هجليج


أعلن السودانوجنوب السودانالأربعاء أن قوات الجنوب انسحبت من منطقة هجليج السودانية المنتجة للنفط، وهو ما خفف التوتر بعد اشتباكات على مدى يومين بين البلدين هددت بتصعيد الصراع، في حين يلتقي ممثلون عن الجانبين اليوم في أديس أبابا لبحث مسائل أمنية في اجتماع كان مقررا سلفا.
وكان جنوب السودان اتهم الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسة ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. ونفى السودان شن غارات جوية، وقال إن القوات الجنوبية بدأت القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسة السودانية.
وقالت الأمم المتحدةالأربعاء إن حكومة جنوب السودان تعهدت بسحب قواتها إلى مواقعها السابقة ووافقت حكومة السودان على وقف القصف إذا انسحبت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي أصبح جيش الجنوب.
وذكر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونفي بيان "عبر الأمين العام عن قلقه العميق بشأن هذه الاشتباكات العسكرية، وحث الطرفين على الاستغلال الكامل للآليات السياسية والأمنية القائمة لمعالجة خلافاتهما بطريقة سلمية". 
ولم يشاهد مراسل من وكالة رويترز شارك في جولة نظمتها الحكومة السودانية في حقل نفط هجليج قرب الحدود أي علامة على اشتباكات أمس الأربعاء، لكن الوجود الأمني كان كثيفا وقام جنود وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة بحراسة المنطقة.
وقال بشير مكي قائد منطقة هجليج للصحفيين إن هجليج والمناطق المحيطة بها آمنة تماما. وأضاف أنهم مستعدون للدفاع عن البلاد في حين هتف عشرات الجنود "الله أكبر".
فيليب أقوير أكد انسحاب قوات الجنوب من هجليج (الفرنسية)
وكانت هناك ثلاث جثث لرجال بجوار شاحنة محترقة في موقع إحدى المعارك في هجليج. وقال جنود سودانيون إن الثلاثة من مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان الذين يشكلون جيش الجنوب. وقال جندي سوداني "قتل 60 جنديا آخرين في محطة كهرباء استولت عليها الحركة لبعض الوقت".
كما كانت هناك دبابة تم تفجيرها وعربتان عسكريتان رباعيتا الدفع متروكة على الطريق الرئيسي من المطار إلى منشآت النفط في هجليج.
وقال اللواء عبد المنعم سعد نائب رئيس الأركان للعمليات العسكرية بالجيش السوداني "إن العدو غادر البلاد ولا يوجد جندي جنوبي واحد على أرض سودانية".
انسحابوكان الجيش الجنوبي قال في وقت سابق إنه عبر الحدود في البداية إلى هجليج مع طرده القوات السودانية من أراضي الجنوب.
وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان أمس الأربعاء "أعلنا فض الاشتباك وانسحبت قواتنا من هجليج".
وأوقف الجنوب إنتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا لمنع السودان من مصادرة النفط لتعويض ما تقول الخرطوم إنها رسوم غير مدفوعة، ويجري تصدير معظم النفط الخام إلى الصين.
وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود تحتاجه الخرطوم لمواصلة دعم الاقتصاد. وينتج الحقل نحو نصف إنتاج السودان من الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا وحصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.
وكانت الخرطوم اتهمت جوبا أمس بشنّ غارة جديدة على ولاية الوحدة النفطية داخل أراضي جنوب السودان، بعد يوم من تأكيد السودان أنه صد هجوما للجيش الشعبي على حقل هجليج النفطي بولاية جنوب كردفانالسودانية.
وقد صرح وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين للجزيرة بأن قوات بلاده تسيطر سيطرة كاملة على هجليج، مشيرا إلى أنها منطقة سودانية خالصة ولا تدخل في المناطق المتنازع عليها بين البلدين.
وبدوره صرح المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا المولى أن جيش بلاده يقاتل قوات دولة الجنوب على الجانب السوداني من الحدود المشتركة، لكنه أضاف أن "السودان لا يريد الدخول في حرب شاملة لكننا سنخوضها إن فرضت علينا".
على الجانب الآخر اتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديتالسودان بمهاجمة جنوب السودان عبر قصف عدة مواقع وشن هجمات برية في ولاية الوحدة الحدودية. وأكد أن قوات جنوب السودان ردت على الهجوم وعبرت الحدود وسيطرت على حقل هجليج، وهو ما نفاه السودان.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...