الجمعة، 13 أبريل 2012

أحلام جنوبيي السودان تبخرت


سكان جنوب السودان يشعرون بخيبة الأمل تجاه حكومتهم التي يقولون إنها غير مبالية بهم
ذكر تقرير نشرته لوس أنجلوس تايمز الأميركية أن آمال سكان جنوب السودان وفرحتهم بميلاد دولة جديدة العام الماضي ذهبت أدراج الرياح لتحل محلها مشاعر السخط تجاه ما يرونه من فساد مستشر وحكومة غير مبالية بمواطنيها.
وتتناول الصحيفة قصة دافيدكا كليمينت التي قطعت رحلة طويلة قبل سنوات لتصل إلى العاصمة جوبا لدى سماعها بأن البلاد قد تستقل وتعمل لصالح سكانها.
وتقول لوس أنجلوس تايمز إن أحلام كليمينت -التي تعمل بتكسير الصخور وتحويلها إلى حصى بمنطقة روك سيتي التي تعتبر من أفقر أحياء العاصمة جوبا- وكذلك آمال الأخريات بهذا المجال قد تبخرت.
وتستغرق كليمينت عشرة أيام لإعداد كومة من الحصى بارتفاع قدمين، غير أن المشترين بالقرية قليلون مقابل البائعين، ويصل دخلها اليومي نحو دولار واحد في اليوم.
وتقول "ماذا بوسعنا أن نفعل؟ أذهب إلى البيت وأبكي من الألم، ولكنني أضطر للعودة من أجل العمل".
وتشير الصحيفة إلى أن الجزء الجنوبي من السودان "الذي تعرض لتهميش على المدى الطويل من قبل حكومة الخرطوم" يعتبر من أقل المناطق تطورا على وجه الأرض.
 أتمنى أن تنظر الحكومة إليّ كشخص فقير، وتدعوني للعمل حتى أبقى على قيد الحياة
فساد ومحسوبية
ورغم أن إعلان الاستقلال عن السودان في يوليو/ تموز الماضي شكل بذرة أمل للجنوبيين، فإن البلاد تعاني من استشراء الفساد وإهمال الحكومة للخدمات، وطغيان مشاهد الدمار على مشاهد العمران.
وتتابع لوس أنجلوس تايمز -التي ترسم مشاهد الفقر في جوبا من شوارع غير معبدة وفنادق مكونة من حاويات للشحن- قولها إن الفنادق تعج بالمحللين بالشؤون النفطية والمستشارين الحكوميين وعمال الإغاثة والصحفيين الذين ينتظرون جميعا ما إذا كان "المولود الجديد سيعيش أم لا".
وبينما تبدو المستشفيات الرئيسة بالعاصمة كئيبة ووضيعة، فإن المرافق الصحية والمدارس تبدو نادرة بالمناطق الريفية.
 وفي ظل غياب الاهتمام الحكومي بالمرافق الطبية، حاول البعض بناء عيادات خاصة، منهم حسن الذي كان متفائلا جدا العام الماضي بتوسيع العيادة وبناء غرفة عمليات وعيادة لطب الأطفال، ولكن تلك الطموحات تقلصت اليوم نظرا لقلة المراجعين الذين لا يستطيعون تحمل الأسعار ولا سيما أن الحكومة لم توفر لهم فرص العمل بعد.
ويقول حسن إن الظروف ستزداد سوءا مع تعليق تصدير النفط بسبب الخلاف مع الخرطوم، مشيرا إلى أن مشكلة الفساد لا تقل خطورة عن الأزمات الاقتصادية.
ويشير إلى أن المسؤولين يجنون العائدات النفطية، فيملك بعضهم الملايين في حين لا يملك الناس شيئا.
وتختم الصحيفة بنداء كليمينت للحكومة عندما قالت "أتمنى أن تنظر الحكومة إليّ كشخص فقير، وتدعوني للعمل حتى أبقى على قيد الحياة".

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...